رُصد انفجار في الفضاء يُعد هو الأكبر من نوعه منذ الانفجار العظيم، إذ رصده بالصدفة تليسكوب جايا الفضائي.

لوحظ في قلب المجرات البعيدة زيادات هائلة في الضوء تستمر فترات أطول مما هو معروف عن هذا النوع من الومضات. هذا الكم الهائل من الطاقة المنطلقة إذا قسناه باستخدام الحسابات المعروفة يُقدر بطاقة مئة شمس مثل شمسنا خلال أعمارها مجتمعة.

بتحليل هذا الضوء المرصود وجدنا شيئًا معروفًا: تُمزَّق النجوم بواسطة الثقوب السوداء، لكن على مقياس لم نرصده قبل ذلك. هذه النجوم كبيرة الحجم فحجمها على الأقل ثلاثة أمثال شمسنا، وبالمثل تكون الثقوب السوداء التي تبتلع هذه النجوم هائلة الحجم مثل وحش كاسر في مركز المجرة المضيفة للنجم المرصود.

تُعرف هذه الأحداث عادةً باسم الاضطراب المدّي، اختصارًا (TDE)، في حين أطلق العلماء على الظاهرة المكتشفة حديثًا اسم الظواهر النووية العابرة المتطرفة، اختصارًا (ENT).

«رصدنا أحداث تمزق النجوم بسبب أحداث اضطراب الجاذبية لقرابة العقد حتى الآن، لكن هذا النوع من أحداث الجاذبية مختلفة، إذ يبلغ سطوعها 10 أضعاف ما نراه عادةً».

«الظاهرة الجديدة ليست فقط أسطع من أحداث اضطراب الجاذبية، بل إنها تستمر لسنوات، وتتجاوز الطاقة الصادرة عنها أشد انفجارات المستعرات العظمى المعروفة».

يُستخدم مصطلح الاضطراب المدّي لوصف ما تفعله قوى الجاذبية بجسم يقترب جدًا من ثقب أسود، عند نقطة معينة تفوق الجاذبية الخارجية المؤثرة في النجم قوى الجاذبية الداخلية له، فيتمزق النجم في صرخة مضيئة قبل أن يُلقى في غياهب الثقب الأسود.

يوجد الكثير من التلسكوبات الموجهة إلى السماء لرصد هذه الأحداث، تشمل نطاق رؤية واسعًا بحيث يرصد أكبر قدر ممكن من الصور للسماء، تمكن العلماء من رصد عدد كبير من أحداث الاضطراب المدي ويعرفون كيف تسير الأمور.

ولكن، ظهر سطوع مفاجئ في مجرة بعيدة، مع تزايد الضوء إلى ذروة سريعة قبل أن يتلاشى تدريجيًا على مدار أسابيع أو أشهر. يعمل العلماء على تحليل هذا الضوء لتحديد خصائص مثل الكتل النسبية للأجسام المعنية.

مرصد جايا هو تلسكوب فضائي مهمته رسم خريطة ثلاثية الأبعاد لمجرتنا، ومع ذلك، يتجاوز أحيانًا حدود مهامه المقررة. بفحص بيانات تلسكوب جايا، وجد هينكل وزملاؤه حدثين غريبين: الحدث (Gaia16aaw) إذ رُصدت ومضات عام 2016، والحدث (Gaia18cdj) الذي رُصد عام 2018.

يتشابه الحدثان مع حدث آخر سجلته منشأة زويكي عام 2020، وسماه العلماء «باربي المخيفة».

استنتج الفريق أن الحدثين اللذين سجلهما مرصد جايا هما من نفس نوع أحداث باربي المخيفة، وبدؤوا بمحاولة تفسير الظاهرة، واستبعدوا منذ البداية –نظرًا إلى السطوع الشديد- أن تكون من أحداث المستعرات العظمى. إذ يبلغ سطوع ظاهرة (ENT) مئة شمس مجتمعة.

وجد العلماء أن الظواهر النووية العابرة المتطرفة (ENT) تشبه أحداث الاضطرابات المدّية (TDE)، مع فارق الحجم، يشمل التشابه مقدار الطاقة المبذولة، ومنحنى سطوع الضوء ثم خفوته.

تُعد الظواهر النووية الفائقة نادرة للغاية، إذ إنها أقل تواترًا من أحداث المستعرات العظمى نحو 10 ملايين مرة، لكن تكمن أهميتها في أنها تمثل جزءًا من لغز الثقوب السوداء، إذ تُمثل إحدى الآليات التي يمكن من خلالها لهذه الأجسام العملاقة أن تكتسب كتلة.

اقرأ أيضًا:

50 حقيقة مفاجئة عن كوكب الأرض لم تسمع بها من قبل

مدار الأرض يغرق بالمخلفات الفضائية.. وانبعاثات الغازات الدفيئة تعقد المسألة

ترجمة : أحمد صبري عبد الحكيم

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر