قلق الانفصال هو خوف شخص ما من الانفصال عن شخص محدد أو عدة أشخاص أو حيوان أليف حتى. ومع أن قلق الانفصال يُربَط بالأطفال عادةً لكنه يصيب الكبار أيضًا. إذ يعاني الشخص قلقًا شديدًا ناتجًا عن الانفصال وقد تظهر لديه أعراض جسدية مرتبطة بقلق الانفصال منها:

  •  الغثيان.
  • الصداع.
  •  التهاب الحلق.

يصيب قلق الانفصال الأطفال غالبًا، وبخاصة من أعمارهم أقل من عامين، إذ لا يكون الطفل قادرًا في هذا العمر على فهم أن أحد والديه عائد إذا غاب عنه، أو أنه ليس بعيدًا.

يصيب قلق الانفصال بالغين كانوا قد أصيبوا به في طفولتهم، ويصيب آخرين في الرشد فقط.

الأعراض

يعد قلق الانفصال أحد اضطرابات القلق، كرهاب الأماكن المفتوحة واضطراب الهلع. ويعرف الدليل التشخيصي للجمعية الأمريكية للطب النفسي قلق الانفصال بأنه اضطراب يحدث عند ظهور عدة أعراض من الأعراض التالية:

  •  انزعاج غير اعتيادي حول الانفصال عن شخص ما أو حيوان أليف.
  •  قلق مبالغ به حول تعرض الشخص الآخر للأذى عند تركه.
  •  خوف متزايد من البقاء وحيدًا.
  •  أعراض جسدية عند معرفة المصاب بأنه سيبتعد عن الشخص الآخر قريبًا.
  •  قلق مبالغ به من البقاء وحيدًا.
  •  الحاجة إلى معرفة مكان تواجد الشخص الآخر طوال الوقت.

قد تدوم هذه الأعراض لستة أشهر أو أكثر لدى البالغين، وتسبب هذه الأعراض انزعاجًا يؤثر في وظائفهم الاجتماعية أو العمل أو دراساتهم الأكاديمية.

ما هو اضطراب قلق الانفصال عند البالغين - خوف شخص ما من الانفصال عن شخص محدد أو عدة أشخاص أو حيوان أليف حتى - الخوف من الانفصال

أسباب قلق الانفصال لدى الراشدين

قد يتسبب انتقال شخص محبوب بعيدًا بقلق الانفصال لدى أحد والديه أو شريك حياته أو أحد أبنائه. وقد يكون سبب قلق الانفصال مشكلةً نفسيةً أخرى كالأوهام المتعلقة بالاضطرابات الذهانية أو الخوف من التغيير المرتبط باضطرابات طيف التوحد.

قد يصف الناس الشخص المصاب بقلق الانفصال بكونه شخصًا متحكمًا أو مبالغًا في الحماية، ولكن تصرفات المصابين تكون نابعة من خوفهم من الانفصال.

عوامل الخطورة

وفقًا لمقال في مجلة Personality and Mental Health فإن المصابين باضطراب الوسواس القهري أكثر عرضة للإصابة بقلق الانفصال عندما يكبرون. ويترافق قلق الانفصال عادةً مع اضطرابات أخرى كالرهاب الاجتماعي واضطرابات الهلع ورهاب الأماكن المفتوحة.

من عوامل الخطورة الأخرى إضافةً إلى وجود مشكلات نفسية أخرى:

  •  كون المصاب أنثى.
  •  أحداث الطفولة المؤلمة، كموت فرد من العائلة.
  •  الأحداث المسببة للصدمة في الطفولة كالتعرض لإساءة المعاملة.

قد تسبب تغييرات الحياة الكبيرة كالطلاق أو سفر أحد الأبناء أعراض اضطراب قلق الانفصال لدى البالغين، ووفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي فإن نسبة 43.1% من المصابين باضطراب قلق الانفصال غير الأطفال يصيبهم القلق بعد عمر الثامنة عشرة.

التشخيص

كان الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية يعتبر اضطراب قلق الانفصال حالةً لا تحدث بعد سن الثامنة عشرة، ولكن توسع هذا التعريف ليشمل البالغين في النسخ الحديثة. يشخص الطبيب الحالة بعد السؤال عن الأعراض التي يعانيها المريض، أما اختصاصي الصحة النفسية يشخص الحالة بعد مقارنتها مع المعايير المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية.

العلاج

يعالج قلق الانفصال مبدئيًا بالعلاج النفسي.

العلاج المعرفي السلوكي

يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الشخص على تحديد الأفكار والسلوكيات التي تزيد سوء قلق الانفصال لديهم. وقد يتعلم الآباء والأمهات أساليب جديدة في التربية تخفف من قلق الانفصال لديهم. وقد يستفيد بعض الأشخاص من العلاج الجماعي والعائلي.

الأدوية المضادة للقلق

قد يصف الطبيب أدويةً مضادةً للقلق لتخفيف الأعراض الشديدة لقلق الانفصال، ولكن هذه الأدوية ليست علاجًا للمسبب الأساسي للقلق على المدى الطويل بالإضافة إلى أن بعض أنواع هذه الأدوية قد تسبب الإدمان.

يجب على المصابين البدء بالعلاج ليتمكنوا من تغيير طريقة تفكيرهم للتقليل من قلق الانفصال.

مجموعات الدعم

قد يلجأ بعض الأشخاص إلى مجموعات الدعم الخاصة بالمصابين بالقلق وقلق الانفصال، حيث يتعلم المشاركون في هذه المجموعات أساليب تقلل من القلق المتعلق بالانفصال.

الخلاصة

قلق الانفصال ليس شائعًا لدى البالغين كشيوعه لدى الأطفال، ولكن حدوثه ممكن. وقد تكون أعراضه شديدة لدرجة تمنع المصاب من أداء مهامه اليومية بسبب الخوف والقلق من الابتعاد عن شخص آخر. ويجب أن يلجأ هؤلاء المصابون إلى مختصي الصحة النفسية عندما يشكّون في أسباب مخاوفهم، إذ يمكن للعلاج أو الأدوية في بعض الحالات أن تقلل من أعراض اضطراب قلق الانفصال.

اقرأ أيضًا:

هذا ما يحدث لدماغك بعد الانفصال

لماذا تتألم النساء أكثر من الرجال بعد الانفصال؟

ترجمة: ليلان عمر

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر