يريد الآباء أن يكونوا قريبين من أطفالهم في أثناء النوم ليلًا، لكن الاقتراب الزائد عبر مشاركة السرير يزيد من خطر إصابة الرضيع أو وفاته، وهو تحذير مؤكد عليه في توصيات النوم الآمن.

في هذا المقال سنتحدث عن الحل لتفادي هذه الخطورة.

قالت طبيبة الأطفال هايدي زوغي: «إن الحل يكون بمشاركة الرضيع والديه في الغرفة بدلًا من مشاركتهم السرير؛ بسبب وجود مخاطر لمشاركة السرير بين الطفل والوالدين.

مخاطر مشاركة السرير بين الوالدين والطفل

لا يوجد شيء دقيق عن النصيحة التي تقدمها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، التي تقول: لا تنام مع طفلك في سرير واحد.

توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الوالدين بعدم مشاركة السرير مع طفلهم، وفقًا للدكتورة زوغي يكمن السبب في أن خطر وفاة الرضع المرتبط بالنوم عند مشاركة السرير أعلى بنسبة خمس إلى عشر مرات في تلك المرحلة المبكرة من حياة الطفل؛ لأن الأسِرّة المخصصة للبالغين لا تُصنع لتراعي سلامة الرضع وأخذها بعين الاعتبار، فقد يستلقي أحد الوالدين عن طريق الخطأ على أطفالهم الرضع عند النوم.

تزيد الوسائد والأسرّة والمفارش العالية والناعمة من خطر حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS) أو إصابة الطفل أو الوفاة بسبب:

  •  الاختناق.
  •  حصر الطفل (عدم تحركه براحة).
  •  السقوط.

ترى الدكتورة زوغي أن مشاركة السرير متصلة بـمتلازمة موت الرضيع المفاجئ، وتضيف: «ليس هناك شك في ذلك؛ لذلك لا نوصي بمشاركة السرير بين الآباء وأطفالهم من أي عمر».

(في ملاحظة جانبية، يُستخدم مصطلح النوم المشترك غالبًا للدلالة على مشاركة السرير، ومع ذلك تُستخدم هذه العبارة أيضًا لوصف الممارسة الموصى بها للآباء، وهي مشاركة الغرفة مع أطفالهم الرضع والتي سنتحدث عنها بعد قليل. لذلك تتجنب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال والعديد من أطباء الأطفال مصطلح النوم المشترك لتجنب الالتباس).

عوامل الخطر الأخرى عند النوم مع الطفل بالسرير نفسه

يُعد مشاركة السرير مع الرضيع سببًا للقلق من تلقاء نفسه، لكن الموضوع يصبح أكثر خطورة إذا كان البالغ مرهقًا على نحو مفرط أو قد شرب الكحول، أو تعاطى الماريجوانا قبل النوم، أو يتناول أدوية أو عقاقير تؤثر في الوعي.

تؤكد الدكتورة زوغي على ضرورة تجنب الوالد مشاركة السرير مع الطفل خاصة في إحدى هذه الحالات.

هل مخاطر مشاركة السرير أعلى مع بعض الأطفال من غيرهم؟

تقول الدكتورة زوغي: «إن مشاركة السرير مع الرضيع أكثر خطورة إذا كان عمر الطفل أقل من 4 أشهر، إضافة إلى ارتفاع مستوى الخطر إذا وُلد الطفل قبل الأوان (ولادة مبكرة)، أو كان وزنه عند الولادة أقل من الوزن الطبيعي».

مشاركة الغرفة: يُعد خيارًا أكثر أمانًا.

تقول الدكتورة زوغي: «إن إبقاء الطفل قريبًا من والده في أثناء النوم لا يعني أنه يجب أن يكون معه في السرير نفسه، بدلًا من ذلك يجب التفكير في مبدأ مشاركة الغرفة حيث يوضع سرير الطفل جوار سرير الوالدين».

يسمح هذا الإجراء للطفل أن يكون بجوار والديه ولكن في بيئة النوم الخاصة به والمناسبة له، وقد تقلل مشاركة الغرف من خطر حدوث متلازمة موت الرضيع المفاجئ بنسبة تصل إلى 50%.

تقول الدكتورة زوغي: «مشاركة الغرف بديل جيد لمشاركة السرير، إذ يحافظ على التقارب الذي قد يجعل الحياة أسهل على الآباء، مع السماح للطفل بالنوم في مساحة أكثر أمانًا تناسب احتياجاته».

نصائح لخلق بيئة نوم آمنة للأطفال

توصي الأكاديمية الاميركية لطب الأطفال لتقليل خطر وفاة الرضع المرتبطة بالنوم بالأمور الآتية:

  •  استلقاء الأطفال على ظهورهم للنوم.
  •  يجب أن ينام الأطفال في مساحتهم الخاصة مع عدم وجود أشخاص آخرين في السرير نفسه.
  •  التأكد من أن سرير الطفل يلبي المعايير الحالية مع مفرش ثابت ومسطح ويتناسب على نحو مريح مع سرير الأطفال.
  •  استخدام ملاءة مجهزة للطفل فقط و إزالة البطانيات الفضفاضة أو الوسائد أو الألعاب (الدمى المحشوة على شكل حيوانات) خارج سرير الطفل.
  •  الرضاعة الطبيعية إن أمكن.
  •  تجنب التدخين.

ما مدى شيوع مشاركة السرير بين الوالدين والطفل؟

مع وجود التحذيرات، تشير الدراسات إلى أن النوم للوالدين مع أطفالهم الصغار لا يزال شائعًا، وقد أبلغ 61% من مقدمي الرعاية للرضع عن شكل من أشكال مشاركة الوالدين السرير مع أطفالهم، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC.

تشمل الأسباب التي يضعها الآباء لمشاركة السرير مع أطفالهم ما يأتي:

  •  الممارسات والتقاليد الثقافية الشائعة.
  •  أكثر راحة لإطعام الطفل الصغير (الرضاعة).
  •  تهدئة الطفل المريض الذي ليس بخير.
  •  الترابط بين الوالدين والطفل.

جعلت المشاعر العميقة المرتبطة بمشاركة الوالدين السرير مع أطفالهم توصيات التحذير من هذه الممارسة مثيرة للجدل إلى حد ما، بالإضافة إلى وجود دراسات تظهر أن مشاركة السرير قد يعزز الرضاعة الطبيعية ويساعد على تهدئة الرضع.

لكن هذا لا يلغي الدليل الواضح على أن مشاركة السرير تزيد من خطر الوفاة المرتبطة بالنوم للأطفال.

تستند التوصية التي تمنع مشاركة الوالدين السرير مع أطفالهم إلى البيانات، وأنه يجب على الآباء مراعاة هذا الأمر عند اتخاذهم قرارات تتعلق بأفضل طريقة لرعاية أطفالهم.

اقرأ أيضًا:

وضعية النوم الافضل: على الظهر أم على الجانب أم على البطن؟

كيف يتأثر نوم الطفل بنوم والدته؟

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر