غالبًا ما تكون قرارات السنة الجديدة أهدافًا واسعة، تسعى لترتيب حياتك بفقدان الوزن، وتناول طعام صحي، أو ممارسة الرياضة، لكن معظم الناس لا يحققون أهدافهم، إذ تكون عامة للغاية.

إليك بعض القرارات المفضلة لدينا، التي تحظى بدعم العلوم الحديثة. يتعلق بعضها باللياقة البدنية، وبعضها بالنظام الغذائي والصحة، والبعض الآخر بالإنتاجية، وبعضها ببساطة مصممة لمساعدتك على تحقيق أقصى قدر من السعادة!

لا بأس بتذكيرك بأنه لا حاجة إلى محاولة تحقيقها دفعة واحدة، اختر واحدةً أو اثنتين هما الأقرب إلى أهدافك الأصلية، فمثلًا لمساعدتك على فقدان الوزن: تناول طعام صحي، ولشعور أحسن: اجعل من قراراتك تصحيح عادات نومك، إذ تشير آخر الأبحاث إلى أن الحصول على قسط كاف من النوم يسهّل تجنب الطعام غير الصحي، ومن ثم الحفاظ على وزن صحي، ولذلك أهمية بالغة في الحفاظ على الصحة النفسية. النوم مهم أيضًا على المدى البعيد، إذ أظهر الباحثون في دراساتهم أن قلة النوم مرتبطة بزيادة البروتينات المرتبطة بأمراض ألزهايمر والخرف.

قال ماثيو ووكر، مؤلف كتاب «لماذا ننام»، إن جسم الإنسان يحتاج إلى ست أو سبع ساعات من النوم، بل يحتاج بعض الناس إلى 8 ساعات من النوم يوميًا. لتحسين نومك، يوصي الخبراء باحترام مواعيد النوم والاستيقاظ، واختيار بيئة هادئة وملائمة، وتجنب استخدام الشاشات مدةً لا تقل عن نصف ساعة قبل النوم.

يُعد النشاط البدني أحد أبرز أهداف السنة الجديدة، لما له من فوائد صحية، فإضافةً إلى تحسين صحة القلب وزيادة الرغبة الجنسية وتحسين النوم والمزاج، أظهرت الأبحاث أن ممارسة الرياضة تساهم في الحفاظ على صحة الدماغ، وتحسين الذاكرة. من المهم تحديد التمارين المناسبة لبرنامجك اليومي، فممارسة الرياضة صباحًا قد لا تكون خيارًا مناسبًا للجميع، إلا أنها تساعد على تنشيط الجسم صباحًا ما يساعد على الخلود إلى النوم في المساء.

أظهرت الأبحاث أن التمارين الصباحية تساعد على فقدان الوزن، ولتجنب فقدان الشغف والالتزام بحصص الجري أو السباحة أو ركوب الدراجة في الصباح، يوصي الخبراء بتحديد هدف، مثل المشاركة في مسابقة أو التدرب مع صديق يلتزم بمخططاته، لجعل التمرين تنافسيًا، أما إذا كنت شخصًا لا يحب الاستيقاظ مبكرًا، أو لا تسمح ظروف عمله بالتمرن صباحًا، فيُفضل اختيار وقت آخر للرياضة.

ينصح الخبراء أيضًا باختيار ما تحب من الأنشطة البدنية وجعله جزءًا من حياتك، وإن كان غير اعتيادي أو مختلف، فقد يفضل البعض تسلق الجدران، في حين يفضل البعض الآخر الجري أو السباحة.

فيما يتعلق بالحميات الغذائية، فمن الأفضل اختيار طريقة صحية يدعمها العلم، إذ تنصح الأبحاث الحديثة بتقليل استهلاك السكر والدهون، وإذا كنت ترغب في حمية يمدحها الباحثون، فننصحك بحمية داش، التي تتطلب من المتابعين تقليل مستويات الصوديوم والسكريات واللحوم الحمراء، أو يمكنك ببساطة تناول الطعام الطازج غير المعالج أو المحفوظ. للانتظام في هذا الصدد ننصحك بتحديد هدف أسبوعي، وتحضير الطعام في المنزل، والابتعاد عن المشروبات الغازية الغنية بالسكر. التي تزيد خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.

فيما يتعلق باستهلاك الكحول، فيُنصح بترشيد استهلاكه، لارتباط فرط استهلاكه بخطر الإصابة بالسرطان.

أما إذا كان هدفك أن تصبح أكثر إنتاجية، فننصحك بأخذ قسط من الراحة، فعلى عكس ما يروجه الكثيرون، فإن للقدرات البشرية حدودًا، فلا يمكننا العمل على نحو مستمر دون راحة، إذ قال مختص النفس أنديرس ايريكسون إننا لا نستطيع غالبًا بذل مجهود شاق أكثر من خمس ساعات.

نصيحة أخرى مهمة هي القراءة، إذ تشير الأدلة النفسية إلى أن القراءة، وقراءة الأدب تحديدًا، تسهّل التعاطف مع الآخرين، ويؤيد هذا الرأي الكثير من الخبراء ورواد الأعمال، إذ يعزون نجاحهم، على الأقل جزء كبير منه، إلى مواظبتهم على القراءة.

القراءة ببساطة نوع من المتعة، ووسيلة رائعة لقضاء الوقت، وأخذ استراحة صغيرة من عالم الإنترنت. حدد هدفًا -كتاب في الشهر أو في الأسبوع- حسب عادتك في القراءة. أنشئ ناديًا للقراءة أو انضم إلى واحد، اجعل الكتاب خليلك واستمتع.

باختصار، أعطِ لنفسك وقتًا حرًا واستخدمه لتحضير وجبة صحية قليلة الصوديوم، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو القراءة، ليكون العام الجديد أفضل!

اقرأ أيضًا:

السنة الصينية الجديدة: عادات وتقاليد

السنة المالية في المحاسبة وتقييم الأداء

ترجمة: إيمان مشماشي

تدقيق: حسام التهامي

المصدر