تقليل تناول الكافيين قد يؤثر في رؤية الأحلام!

11 نوفمبر 2025
47 مشاهدة
0 اعجاب

تقليل تناول الكافيين قد يؤثر في رؤية الأحلام!

 

قد يلاحظ الأشخاص الذين توقفوا عن تناول الكافيين أن أحلامهم أصبحت واضحة للغاية ومفعمة بالحياة.


يتضمن التقليل من تناول الكافيين عددًا من الفوائد، منها مثلًا ابيضاض الأسنان وانخفاض عدد مرات التبول، في حين يتمثل الجانب السلبي له من ناحية أخرى في مواجهة المرء لأحلام واقعية قد تكون مخيفة أحيانًا.


تعد الحادثة السابقة تأثيرًا غريبًا ومميزًا يلاحظه عددًا من الأشخاص خلال أيام من تقليلهم لتناول الكافيين.


كيف يؤثر الكافيين في النوم؟


الكافيين هو مادة منبهة تساعد على بقاء المرء مستقيظًا. يؤدي الكافيين دوره من طريق حصره عمل مركب كيميائي في الدماغ يُعرف باسم الأدينوزين.


يتراكم الأدينوزين عادةً في أثناء النهار عندما يكون المرء متيقظًا ونشيطًا. يساعد الأدينوزين المتراكم في الدماغ على الشعور بالنعاس والتعب في نهاية اليوم. يتخلص الجسم من الأدينوزين المتراكم خلال النوم، وهو ما يسمح للمرء بالاستيقاظ نشيطًا ومفعمًا بالحيوية صباح اليوم التالي، ومتحضرًا لبدء تراكم الأدينوزين من جديد.


يحصر تناول الكافيين إشارة الأدينوزين في الدماغ. ما يعني أن المرء لن يشعر بتأثير تراكم الأدينوزين، أي النعاس الشديد والتعب، رغم وجوده وتراكمه. يؤدي زوال تأثير الكافيين بعد فترة إلى ازدياد شعور المرء بالنعاس، ما يُعرف علميًا بانهيار الكافيين.


يتميز الكافيين بعمر نصف يقدر بنحو 3 - 6 ساعات. يعني ذلك أن نصف كمية الكافيين المتناولة ستكون متبقية في الجسم بعد ذلك الوقت، وأنها مستمرة في حصر إشارة الأدينوزين. وهو الأمر الذي يفسر مواجهة بعض الأشخاص الذين يتناولون الكافيين خلال فترة بعد الظهر أو المساء صعوبات في النوم ليلًا.


قد يسبب الكافيين -في الحالة السابقة- اضطراب النوم وتقليل الوقت الذي نحظى فيه بالنوم عمومًا، وذلك بتداخله مع إشارات الأدينوزين. ينطبق ذلك على النوم العميق خاصةً، أو نوم حركة العين غير السريعة.


يوضح البحث أيضًا أنه كلما تناول المرء الكافيين في وقت متأخر وبكميات أكبر، أصبحت جودة النوم أسوأ.


لا توجد دراسة مباشرة تثبت أن التوقف عن تناول الكافيين يجعل من الأحلام أكثر واقعية وشدة. إذ تركز معظم الأبحاث على الطريقة التي يؤثر بها الكافيين في النوم، عوضًا عن دراسة تأثيره على الأحلام.


لكن ذلك لا يعني جهلنا التام بالموضوع، إذ توجد علاقة قوية بين جودة النوم والأحلام.


لماذا يسبب تقليل الكافيين أحلامًا أكثر شدة وواقعية؟


يتحدث الناس دائمًا عن الأمر ذاته، رغم عدم وجود أي دليل مباشر، وهو أن أحلامهم أصبحت أكثر واقعية، أو مفصلة، أو ببساطة شديدة الغرابة، وذلك بعد بضع ليالٍ من تقليلهم تناول الكافيين.


لا يسبب إيقاف الكافيين مباشرةً حدوث تلك الأحلام، إلا أنه توجد علاقة منطقية بين الأمرين.


يؤدي تناول الكافيين إلى تقليل إجمالي ساعات النوم عمومًا وزيادة معدل الاستيقاظ ليلًا، خاصةً عند تناوله في فترات متأخرة من اليوم. ما يحدث في حالة إيقاف تناول الكافيين هو «ارتداد» الجسم أو استعادة توازنه الطبيعي. ويسبب النوم لساعات أطول زيادة مدة نوم حركة العين السريعة.


يعرف نوم حركة العين السريعة بكونه أحد مراحل النوم الذي يكون فيها الجسم في حالة من الاسترخاء والراحة، في حين يكون الدماغ من جهة أخرى نشيطًا وفي حالة يقظة تامة. وترتبط المرحلة السابقة من النوم بظهور الأحلام. أي أن زيادة مدة نوم حركة العين السريعة يؤدي إلى ازدياد فرصة تشكيل الدماغ لأحلام شديدة الوضوح والتعقيد.


تتميز مرحلة نوم حركة العين السريعة بكونها أكثر مراحل النوم التي يستيقظ فيها المرء. إذ يتمكن المرء على الأغلب من تذكر حلمه حال استيقاظه في أثناء تلك المرحلة، وذلك لكونها لا تزال حديثة في الذاكرة.


يؤدي التقليل من تناول الكافيين إلى ازدياد مدة نوم حركة العين السريعة، ومن ثم ازدياد فرصة حدوث الأحلام وازدياد احتمالية الاستيقاظ من النوم خلالها وتذكر المرء لهذه الأحلام.


يعد مدى تعقيد النوم والأحلام أمرًا مفروغًا منه. لن تبدأ الأحلام فجأة بالظهور بعد التوقف عن تناول الكافيين مباشرة، إذ قد يستمر التأثير لبضعة أيام أو أسابيع فقط.


وقد لا توجد علاقة مباشرة بين إيقاف تناول الكافيين وظهور الأحلام شديدة الواقعية، إلا أنه قد يوجد رابط بينهما.


إذ يؤثر الكافيين في النوم بجوانبه، ويؤثر النوم في طبيعة الأحلام وظهورها. لذا عند إزالة الكافيين من المعادلة السابقة، أو حتى تقليله، فإن ذلك يعطي الدماغ فرصة ليبقى وقتًا أطول في مرحلة نوم حركة العين السريعة.


الأمر يتعلق بالتوقيت


يفكر الإنسان على الفور عند ذكر مصطلح كافيين بالقهوة أو مشروبات الطاقة. إلا أنه يوجد أيضًا في عدد من المشروبات الغازية، والشوكولا، والشاي، والمكملات الغذائية التي تؤخذ قبل ممارسة النشاط الرياضي، والأدوية.


يتميز الكافيين بامتلاكه عددًا من الفوائد الصحية لكل من القدرة الإدراكية والصحة النفسية. فتظهر بعض الدراسات مثلًا أن متناولي القهوة أقل عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب مقارنةً بمن لا يشربون القهوة، في حين يقترن تناول الكافيين بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية مثل داء باركنسون.



إضافةً إلى ما سبق، تحتوي القهوة على فيتامين (ب) بأنواعه وعدد من مضادات الأكسدة، اللذان يعدان مكونين أساسيين في أي حمية صحية.

يمثل الكافيين في معظم الحالات، وخصوصًا للأشخاص الذين يعملون خلال فترات الليل، طريقة فعالة للتحكم في التعب والإرهاق. وقد لا يتمكن عدد كبير من الأشخاص الذين يعملون في أثناء النهار من البدء بإتمام مهامهم اليومية قبل شرب كوب من القهوة.


 إذا أردت تحسين نومك دون الاضطرار إلى قطع الكافيين تمامًا، فعليك الانتباه إلى توقيت تناول الكافيين. تجنب تناول الكافيين خلال الساعات الثمانية الأخيرة قبل النوم، واحرص على عدم تناول جرعات كبيرة منه خلال 12 ساعة قبل موعد النوم.



المصادر:


الكاتب

رهف وقاف

رهف وقاف
ترجمة

رهف وقاف

رهف وقاف
مراجعة

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة