حجم نهاية الانبساط: مفتاح تشخيص صحة القلب

2 ديسمبر 2025
7 مشاهدة
0 اعجاب

حجم نهاية الانبساط: مفتاح تشخيص صحة القلب


 

 

يعرف حجم نهاية الانبساط بكونه كمية الدم المتبقية في بطيني القلب قبل انقباضه. يستعين الأطباء بحجم نهاية الانبساط لقياس حجم الدم القبلي، الذي يساعد بدوره على حساب حجم النبضة والكسر القذفي. تفيد المعايير السابقة في تقدير الحالة القلبية الصحية للمريض.

 

ما حجم نهاية الانبساط؟

 

يشير مصطلح حجم نهاية الانبساط إلى كمية الدم المتبقية في البطين الأيمن أو الأيسر للقلب بعد نهاية انبساطه، وذلك قبل ابتداء القلب بالانقباض مرة أخرى.

 

يتكون القلب تشريحيًا من أربع حجرات، وهما الأذينتان والبطينان. تملك الحجرات صمامات تنفتح وتنغلق بتزامن، ما يساعد على جريان الدم باتجاه واحد فقط خلال الأذينات والبطينات.

 

تحمل الأوردة الدم القاتم قليل الأكسجين إلى الأذينة اليمنى، التي تتصل بدورها بالبطين الأيمن. يضخ القلب حينها الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، وذلك بهدف تعبئة الدم بالأكسجين.

 

يدخل الدم القاني -الغني بالأكسجين- بعدها إلى الأذينة اليمنى ويتدفق منه وصولًا إلى البطين الأيمن، الذي يتقبض بدوره دافعًا الدم خارج البطين، دخولًا إلى الشريان الأبهر. يُعد الشريان الأبهر أكبر شريان في الجسم، ويتمثل دوره الأساسي بتغذية الجسم كاملًا بالدم الغني بالأوكسجين.

 

تعرف مرحلة انبساط القلب بارتخاء عضلاته، ما يسمح بامتلاء حجرات القلب بالدم. يفسر ذلك انخفاض ضغط الدم خلال مرحلة الانبساط.

 

بالمقابل تبدأ مرحلة انقباض القلب بتقلص البطينين، ما يدفع بدوره الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، ومن البطين الأيسر إلى سائر الجسم. يعني ذلك أن ضغط الدم يرتفع خلال مرحلة الانقباض.

 

حجم نهاية الانبساط (EDV).. كيف يفيد الأطباء؟

 

يستعين الأطباء بحجم نهاية الانبساط لتقييم صحة قلب المرء وحالته الصحية العامة.

 

يقيس الأطباء حجم نهاية الانبساط باستخدام أحد الاختبارات التالية:

 

تخطيط صدى القلب: يستعين الأطباء خلال إجراء الاختبار غير الباضغ بتقنية الأمواج فوق الصوتية، بهدف تشكيل صور مفصلة عن قلب المريض.

 

قسطرة القلب الأيسر: يشمل الإجراء السابق إدخال أنبوب رفيع مرن، القسطرة، عبر أحد الأوعية الدموية الكبرى في الجسم وصولًا إلى القلب. يستخدم الأطباء القسطرة لأخذ عنات دم من المريض، إضافةً إلى قياس ضغط الدم وكمية الأكسجين في كل من حجرات القلب الأربع.

 

يساعد حجم نهاية الانبساط الأطباء في حساب عدد من المعايير والقياسات المختلفة لوظيفة القلب، التي ستذكر لاحقًا في المقال. يستعين المختصون في بعض الحالات بحجم نهاية الانبساط الخاص بالبطين الأيسر تحديدًا، المعروف بكونه كمية الدم المتبقية في البطين الأيسر بعد نهاية الانقباض.

 

الحمل القبلي للقلب

 

يساعد حجم نهاية انبساط البطين الأيسر الأطباء على تقدير الحمل القبلي للقلب، وهو مدى تمدد ألياف البطين الأيسر للقلب قبل تقلصها وحدوث الانقباض. لا يستطيع المختصون حساب الحمل القبلي للقلب مباشرةً، ما يدفعهم للاستعانة بحجم نهاية الانبساط لتقديره.

 

حجم النبضة

 

يستعين الأطباء بكل من حجم نهاية الانقباض وحجم نهاية الانبساط لحساب حجم نبضة القلب. يُعرف حجم نهاية الانقباض بكونه كمية الدم المتبقية في البطين بعد نهاية الانقباض، أي مرحلة تقلص القلب.

 

يساوي حجم النبضة كمية الدم التي يضخها القلب من البطين الأيسر مع كل نبضة.

 

يُحسب حجم النبضة بالمعادلة التالية: حجم نبضة القلب = حجم نهاية الانبساط – حجم نهاية الانقباض.

 

تتراوح القيم الطبيعية لحجم النبضة، وفقًا لدراسة أجريت عام 2017:

 

48.2-114.3 ميليلتر للأشخاص بعمر 18 إلى 29 عام.

 

39.1-98.5 ميليلتر للأشخاص بعمر 30 إلى 59 عام.

 

39.7-115.3 ميليلتر للأشخاص البالغين أكثر 60 عام.

 

الحمل القذفي

 

يشير مصطلح الحمل القذفي إلى كمية الدم التي تخرج من البطين الأيسر خلال مرحلة الانقباض نسبةً إلى حجم نهاية الانبساط، يساوي ذلك نسبة الدم التي تخرج من البطين الأيسر مع كل نبضة.

 

يستعين الأطباء المختصون بالحمل القذفي لتحديد مقدرة القلب على ضخ الدم، للمساعدة على تشخيص الإصابة بالفشل القلبي.

 

يحسب معدل الحمل القذفي بالطريقة التالية: الحمل القذفي = (حجم نبضة القلب / حجم نهاية الانبساط) × 100.

 

يتراوح الحمل القذفي الطبيعي للقلب، وفقًا للجمعية الأمريكية للقلب، بين %50 و70%.

 

ما الاضطرابات الصحية التي تؤثر في حجم نهاية الانبساط؟

 

قد تؤثر بعض الحالات المرضية في حجم نهاية الانبساط EDV، التي تتضمن:

 

اعتلال عضلة القلب

 

يتميز اعتلال عضلة القلب بكونه مصطلحًا عامًا يشمل جميع الاضطرابات الصحية التي تصيب العضلة القلبية. قد تؤدي الحالات المرضية السابقة إلى زيادة ثخانة عضلة القلب، أو تضخمها، أو فقدانها مرونتها.

 

يؤثر اعتلال عضلة القلب في قدرته على ضخ الدم بشكل صحيح إلى جميع أنحاء الجسم، ما قد يؤدي بدوره إلى عدم انتظام دقات القلب، وفشل القلب، وغيرها من الاختلاطات الخطيرة صحيًا.

 

توجد عدة أنماط مختلفة من اضطراب اعتلال عضلة القلب. يسبب مثلًا اعتلال عضلة القلب التمددي توسع البطينين وزيادة حجمهما، ما يرفع بدوره من حجم نهاية الانبساط.

 

قد يسبب تضخم عضلة القلب تثخن جدران بطيني القلب، ما يؤدي إلى الإصابة باعتلال العضلة القلبية الضخامي. قد تؤثر الثخانة السابقة في طريقة جريان الدم خارج البطين الأيسر، ما يرفع بدوره من حجم نهاية الانبساط.

 

ارتجاع الصمام التاجي

 

يعرف ارتجاع الصمام التاجي بتسرب الدم وعودته جزئيًا إلى الوراء عبر الصمام التاجي، الصمام الذي يصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر.

 

قد يتوسع الأذين الأيسر في محاولة ليتسع للدم المتسرب عبر الصمام التاجي. قد يؤدي توسع الأذين الأيسر إلى عدد من الاختلاطات، التي تتمثل بكل من الرجفان الأذيني، وعدم انتظام ضربات القلب، والفشل القلبي، والجلطة.

 

الخلاصة

 

يمثل حجم نهاية الانبساط مؤشرًا مفيدًا على صحة المرء العامة. يستعين المختصون بحجم نهاية الانبساط لتقدير الحمل القبلي للقلب وحساب كل من حجم النبضة والحمل القذفي.

 

 قد تؤثر بعض الاضطرابات الصحية في حجم نهاية الانبساط، التي تتضمن اعتلال عضلة القلب وارتجاع الصمام التاجي.

 



المصادر:


الكاتب

رهف وقاف

رهف وقاف
ترجمة

رهف وقاف

رهف وقاف
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة