وفقًا للأبحاث: ماهي الفوائد الصحية للأشواغاندا
تشمل الفوائد المحتملة لعشبة الأشواغاندا تحسين الأداء الرياضي وجودة النوم. وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه النبتة تساعد على التخفيف من حالات القلق والعقم، وتزيد أيضًا مستويات التركيز وتعزز الطاقة، لكن كل ذلك بحاجة إلى دراسات أقوى وأوسع نطاقًا.
تعد الأشواغاندا واحدة من أهم الأعشاب في الطب الأيورفيدي، وهو شكل تقليدي من الطب البديل يعتمد على المبادئ الهندية للعلاج الطبيعي والتوازن الجسدي والنفسي. وتعني كلمة أشواغاندا في اللغة السنسكريتية رائحة الحصان، في إشارة إلى كل من رائحة العشبة المميزة، وقدرتها المحتملة على زيادة القوة الجسدية.
الاسم النباتي للأشواغاندا هو Withania somnifera، وتعرف أيضًا بعدة أسماء أخرى مثل الجينسنغ الهندي والكرز الشتوي. ونبتة الأشواغاندا هي شجيرة صغيرة ذات أزهار صفراء، موطنها الهند وجنوب شرق آسيا. ويستخدم المستخلص أو مسحوق الجذر والأوراق لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، منها القلق ومشكلات الخصوبة.
فيما يلي ثماني فوائد محتملة للأشواغاندا وفقًا لما توصلت إليه الأبحاث العلمية:
1) قد تساعد على تقليل التوتر والقلق
تعرف الأشواغاندا أساسًا بقدرتها على تقليل التوتر. إذ تصنف ضمن فئة المكيفات الحيوية (Adaptogens). إذ تساعد الأشواغاندا على تنظيم العوامل المسؤولة عن التوتر، ومن ضمنها البروتينات الصدمية الحرارية (Hsp70)، وهرمون الكورتيزول، والإنزيم البروتيني المنشط بالتوتر المعروف باسم (JNK-1).
وتسهم أيضًا بتقليل نشاط محور الوطاء – النخامة – الكظر (HPA axis)، وهو النظام المسؤول في الجسم عن تنظيم استجابة التوتر. وفي دراسة صغيرة شملت 58 مشاركًا، لوحظ لدى المشاركين الذين أخذوا 250 أو 600 ملغ من مستخلص الأشواغاندا يوميًا طوال 8 أسابيع مستويات أقل من التوتر المُدرَك وهرمون الكورتيزول مقارنةً بالمجموعة التي تناولت دواءً وهميًا.
وفي دراسة أخرى شملت 60 شخصًا، أظهر أولئك الذين تناولوا مستخلص الأشواغاندا يوميًا انخفاضًا ملحوظًا في القلق مقارنة بمن تلقوا علاجًا وهميًا.
2) تحسين الأداء البدني والرياضي
أظهرت الأبحاث أن الأشواغاندا تمتلك تأثيرات مفيدة في الأداء الرياضي، ما يجعلها مكملًا واعدًا للرياضيين.
جمعت إحدى الدراسات التحليلية بيانات من 12 دراسة تناول فيها المشاركون جرعات تتراوح بين 120 و1250 ملغ يوميًا، وتبين أن العشبة حسنت من الأداء البدني، ومن ضمن ذلك القوة واستخدام الأكسجين في أثناء التمارين.
وفي مراجعة أخرى لخمس دراسات، تبين أن تناول الأشواغاندا أدى إلى زيادة ملحوظة في (VO₂ max) لدى البالغين الأصحاء والرياضيين. ويمثل VO₂ max أقصى كمية من الأكسجين يمكن للجسم استخدامها في أثناء النشاط الشديد، وهو مؤشر على صحة القلب والرئتين. إذ يرتبط انخفاضه بزيادة خطر الوفاة، بينما ارتفاعه يقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب.
وفي دراسة من عام 2015، أظهر المشاركون الذكور الذين تناولوا 600 ملغ من الأشواغاندا يوميًا لمدة 8 أسابيع إلى جانب تمارين مقاومة، زيادات أكبر في القوة وحجم العضلات مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.
3) المساعدة على تقليل أعراض بعض الحالات النفسية
تشير أدلة محدودة إلى أن هذه العشبة تساعد على تقليل أعراض الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى.
شملت دراسة صغيرة 66 شخصًا مصابين بالفصام ويعانون اضطرابات القلق، ووجدت أن الذين تناولوا 1000 ملغ من مستخلص الأشواغاندا يوميًا مدة 12 أسبوعًا أبدوا انخفاضًا ملحوظًا في درجات الاكتئاب والقلق مقارنةً بالمجموعة التي تناولت علاجًا وهميًا.
تشير أبحاث محدودة من عام 2013 أيضًا إلى أن الأشواغاندا تساعد على تحسين الضعف الإدراكي لدى الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب.
4) رفع مستويات التستوستيرون وتحسين الخصوبة لدى الرجال
قد يكون لعشبة الأشواغاندا فوائد في تعزيز صحة الرجال الجنسية والإنجابية.
ففي دراسة تضمنت 43 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 عامًا يعانون من زيادة الوزن والإجهاد الخفيف، تناولوا أقراصًا تحتوي على مستخلص الأشواغاندا أو دواءً وهميًا يوميًا لمدة 8 أسابيع.
ولوحظ زيادة بنسبة 18% في DHEA-S لدى الرجال الذين تناولوا الأشواغاندا، وهو هرمون جنسي يساعد على إنتاج التستوستيرون، وزيادة بنسبة 14.7% في هرمون التستوستيرون مقارنةً بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.
5) تخفيض مستويات السكر في الدم
قد يكون للأشواغاندا تأثير مفيد في خفض مستويات السكر في الدم عند بعض الأشخاص.
ففي مراجعة شملت 24 دراسة، من ضمنها 5 دراسات سريرية على أشخاص مصابين بالسكري، تبين أن العلاج بالأشواغاندا قلل كثيرًا من سكر الدم، والهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (HbA1c)، والأنسولين، والدهون في الدم، وعلامات الإجهاد التأكسدي.
وقد يعود ذلك إلى أن بعض المركبات داخل الأشواغاندا -ومن ضمنها (WA) ويثافيرين A- لها نشاط قوي مضاد للسكري، وتساعد على تحفيز الخلايا على امتصاص الغلوكوز من مجرى الدم.
لكن هذه الأبحاث محدودة حاليًا ونحتاج إلى دراسات أفضل تصميميًا.
6) التقليل من حالات الالتهاب
تحتوي الأشواغاندا على مركبات تساعد على تقليل الالتهاب في الجسم. إذ أظهرت الدراسات على الحيوانات أن WA تساعد أيضًا على تقليل مستويات البروتينات الالتهابية مثل الإنترلوكين-10 (IL-10)، وتوجد بعض الأدلة على أن الأشواغاندا ربما تساعد على تقليل مؤشرات الالتهاب لدى البشر أيضًا.
في دراسة عام 2021، أعطى الباحثون أشخاصًا مصابين بـ COVID-19 دواء يحتوي على 0.5 غرام من الأشواغاندا وأعشاب أخرى مرتين يوميًا مدة 7 أيام. أدى ذلك إلى تقليل مستويات مؤشرات الالتهاب CRP وIL-6 وTNF-α مقارنةً بدواء وهمي.
لكن الأبحاث حول التأثيرات المحتملة للأشواغاندا على الالتهاب ما زالت محدودة.
7) تحسين وظائف الدماغ ومن ضمنها الذاكرة:
ربما يفيد تناول الأشواغاندا الوظيفة الإدراكية. فقد وجدت دراسة سريرية دليلًا على أن الأشواغاندا تحسن الأداء الإدراكي لدى مجموعات معينة، ومن ضمنهم كبار السن الذين يعانون ضعفًا إدراكيًا خفيفًا والأشخاص المصابين بالفصام.
وأظهرت دراسة على 50 بالغًا أن تناول 600 ملغ من مستخلص الأشواغاندا يوميًا مدة 8 أسابيع تؤدي إلى تحسينات كبيرة مقارنةً بتناول دواء وهمي، وذلك في مقاييس الذاكرة الفورية والعامة، والانتباه، وسرعة معالجة المعلومات، وزمن الاستجابة، والوظائف التنفيذية.
8) تحسين جودة النوم
تستخدم الأشواغاندا تقليديًا بوصفها مساعدًا على النوم، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن لها بالفعل خصائص مهدئة ومحسنة لجودة النوم.
فمثلًا، وجدت دراسة على 50 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عامًا أن تناول 600 ملغ من جذر الأشواغاندا يوميًا مدة 12 أسبوعًا أدى إلى تحسنات ملحوظة في جودة النوم واليقظة الذهنية عند الاستيقاظ مقارنةً بالعلاج الوهمي.
وكانت النتائج أوضح لدى الأشخاص المصابين بالأرق ولدى أولئك الذين تناولوا أكثر من 600 ملغ يوميًا مدة 8 أسابيع أو أكثر.
الأمان والآثار الجانبية المحتملة
من المحتمل أن تكون الأشواغاندا آمنة لمعظم الناس عند استخدامها مدة تصل إلى 3 أشهر، لكن آثارها طويلة الأمد غير معروفة، وقد لا تكون الأشواغاندا آمنة لبعض الأشخاص ومنهم:
- الأم الحامل أو المرضعة.
- مصابي سرطان البروستات.
- متناولي أدوية معينة، مثل البنزوديازيبينات أو مضادات الاختلاج أو الباربيتورات.
- من هم على وشك الخضوع لعملية جراحية.
- المصابي باضطراب مناعي ذاتي أو اضطراب في الغدة الدرقية، أو من يعانون مشكلات في الكبد.
أبلغ بعض الأشخاص الذين يستخدمون مكملات الأشواغاندا عن آثار الجانبية تضمنت انزعاجًا في الجهاز الهضمي العلوي، وإسهال وقيء، بالإضافة إلى النعاس.
الجرعة
تختلف التوصيات الخاصة بجرعات الأشواغاندا. فمثلًا أظهرت الأبحاث أن الجرعات التي تتراوح بين 250–1,250 ملغ يوميًا قد تكون فعالة لحالات مختلفة، مع إمكانية تناولها بعدة طرق، إما بجرعة واحدة أو بجرعات متعددة يوميًا، مع الطعام أو على معدة فارغة.
ماذا يحدث عند تناول الأشواغاندا يوميًا؟
ستستغرق تأثيرات الأشواغاندا وقتًا للظهور، لذا قد يوصي الطبيب المختص بتناول جرعة واحدة يوميًا. لكن التأثيرات طويلة الأمد غير معروفة، ويوصي الخبراء باستخدامها مدة تصل إلى 3 أشهر فقط.
لماذا لم تعتمد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الأشواغاندا؟
لأنها مكمل عشبي طبيعي،فإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لا تنظمها
الخلاصة
الأشواغاندا هي عشبة طبية قديمة ذات فوائد صحية محتملة متنوعة، ومع كل فوائدها المختلفة، يجب ألا تدخل في النظام الغذائي دون استشارة الطبيب.
المصادر:
الكاتب
أريج حسن اسماعيل

تدقيق
سلمى توفيق

تدقيق
محمد حسان عجك

ترجمة
أريج حسن اسماعيل
