نجيب محفوظ، الروائي وكاتب السيناريو المصري الحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 1988، أول عربي حاز صداه تأثيرًا عالميًا في عالم الأدب. وُلد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر 1911 القاهرة – مصر، ووافاه الأجل في بلده الأم مصر في 30 أغسطس 2006.

وُلد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة، لأب يعمل موظفًا في السلك الحكومي. التحق بالجامعة المصرية (الآن جامعة القاهرة)، وحصل على شهادة ليسانس بالفلسفة (شهادة تعادل شهادة البكالوريوس) عام 1934. عمل بعد ذلك في الخدمات المدنية المصرية وشغل مناصب عديدة منذ تخرجه حتى تقاعده عام 1971.

كانت أولى أعمال نجيب محفوظ الأدبية المنشورة مجموعةً قصصيةً. أما رواياته الأولى مثل: «رادوبيس»، فقد دارت أحداثها مصر القديمة، لكنه توجه بعدها لنقل صورة عن طبيعة مجتمعه في الوقت الحديث في سلسلته الثلاثية «1957-1956» والتي مثلت عمله الرئيسي ومعروفة باسم ثلاثية القاهرة، وهي بالترتيب: بين القصرين «1956»، وقصر الشوق «1957»، والسكرية «1957». وصوّر بها حياة ثلاثة أجيال من عائلات من مختلف طبقات الشعب المصري، تدور أحداثها في القاهرة منذ الحرب العالمية الأولى حتى ما بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملك فاروق عام «1952». أعطت الثلاثية نظرةً مذهلةً في الفكر والمواقف والتغيير الاجتماعي الذي طرأ على المجتمع المصري في القرن العشرين.

في أعماله اللاحقة، قدّم نجيب محفوظ آراءً نقديةً للنظام الملكي المصري والاستعمار البريطاني ومصر المعاصرة. وتتعامل العديد من رواياته الأكثر شهرةً مع القضايا الاجتماعية التي تتعلق بالنساء والسجناء السياسيين.

مُنعت رواية أولاد حارتنا – 1968، في مصر لبعض الوقت بسبب تعاملها المثير للجدل مع الدين واستخدامه لشخصيات تستند إلى النبي محمد والنبي موسى وشخصيات تاريخية أخرى. أعلن بعدها ناشطون إسلاميون غضبهم من الرواية ونادوا بعدها بموته. وتعرض لاحقًا لمحاولة اغتيال فاشلة طعنًا في الرقبة عام 1994.

تضمنت روايات نجيب محفوظ الأخرى مثل: اللص والكلاب «1961»، والشحاذ «1965»، والميرامار «1967»، حال المجتمع المصري في ظل حكومة جمال عبد الناصر. أما روايته أفراح القبة «1981»، فتدور أحداثها بين عدة شخصيات مرتبطة بأحد مسارح القاهرة. وروايته حديث الصباح والمساء «1987»، التي ربطت بترتيب أبجدي عشرات الشخصيات المختلفة معًا. قوبلت رواياته جميعًا بنجاحٍ باهرٍ في ربوع العالم العربي، وبالتأكيد أضافت وأثرَت الأدب العربي.

أما عن إبداعات نجيب محفوظ في مجال القصة القصيرة فتُعتبر مجموعته القصصية دنيا الله «1963» هي الأبرز في ذلك المجال، التي تُرجمت أيضًا إلى الإنجليزية.

أتحف نجيب محفوظ الأدب العربي طوال مسيرته بروائع أدبية اشتملت على 45 روايةً ومجموعات قصصية، إضافةً إلى 30 سيناريو وعدة مسرحيات.

أصدر عام 1996 كتابه أصداء السيرة الذاتية، الذي احتوى نصوصًا من السيرة الذاتية وتأملاته الفلسفية.

استحق نجيب محفوظ لعنائه طوال مسيرته أن تُنشأ جائزة أدبية رفيعة باسمه عام 1996 لتكريم الكُتّاب العرب، وتُمنح في حفل يُقام في 11 ديسمبر وهو اليوم الموافق لذكرى ميلاده.

اقرأ أيضًا:

نجيب محفوظ – رحلة إلى قدراته العجائبية

المدينة العالية: أكروبوليس

السكر وصعود نظام المزارع

ترجمة: علي حسين

تدقيق: آية فحماوي

المصدر