ساعدت السفن السريعة وأدوات الملاحة البحارة الأوروبيين بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر. عصر الاستكشاف هو الفترة التي امتدت من حوالي القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر، التي سافرت خلالها القوى الأوروبية إلى الأراضي واستعمرتها في جميع أنحاء العالم.

كانت البرتغال وإسبانيا القوى المهيمنة في مجال الملاحة البحرية والاستعمار في بداية هذه الفترة. وبحلول نهاية عصر الاستكشاف، كان المستعمرون الأوروبيون الرئيسيون هم بريطانيا وفرنسا وهولندا.

اخترعت القوى الأوروبية أنواعًا جديدة من السفن والأسلحة والأدوات الملاحية خلال عصر الاستكشاف لمساعدة رحلاتهم البحرية وحملاتهم الاستعمارية.

كارافيل، السفينة الشراعية السريعة:

بدأت البرتغال في القرن الخامس عشر بإنتاج نوع جديد من السفن تسمى كارافيل. كانت هذه السفن متوسطة الحجم ولها صاريان أو ثلاثة مع الأشرعة المثلثة وتتطلب فقط طاقمًا صغيرًا. وأصبحت واحدة من الأنواع الرئيسة من السفن التي استخدمها البحارة البرتغاليون والإسبان لاجتياز طرق غير مألوفة خلال عصر الاستكشاف.

كانت سفن كارافيل أسرع وأسهل في المناورة من السفن الكبيرة، ولكن حجمها الأصغر يعني أن مساحة الشحن فيها أقل. كانت سفينتا نينا وبينتا اللتان أبحر بهما كولومبوس إلى جزر البهاما في عام 1492 باسم إسبانيا من نوع كارافيل، وسفينة سانتا ماريا في تلك الرحلة كانت من نوع أكبر من السفن: كاراك.

كاراك، السفينة الشراعية الأضخم:

كانت سفن كاراك التي أنتجتها البرتغال خلال القرن الخامس عشر أكبر من سفن كارافيل وكان لها ثلاثة صوارٍ أو أربعة، مع أشرعة مربعة ومثلثة. كانت سفن كاراك أبطأ وأقل قدرة على المناورة من كارافيل، لكنها كانت أقوى في المياه الهائجة.

وبسبب امتلاكها مساحة تخزين أكبر بكثير من سفن كارافيل، استخدمتها طواقم البرتغال والإسبان في رحلات أطول إلى أسواق التوابل الآسيوية. كانت سفينة فيكتوريا واحدة من أشهر سفن كاراك في عصر الاستكشاف، أول سفينة معروفة تبحر حول العالم.

قاد البحار البرتغالي فرناندو ماجلان هذه الرحلة من 1519 حتى وفاته في 1521 في أثناء محاولته مهاجمة جزيرة في الفليبين. واصلت السفينة رحلتها بدونه وأكملت دورتها حرل الأرض في 1522.

الغليون:

في القرن السادس عشر بدأت سفن الغليون الكبيرة تحل محل سفن كاراك.

تمكنت سفن الغليون من حمل البضائع والمدافع الثقيلة، ومع ذلك كانت أسرع وأسهل للمناورة من سفن الكاراك الأصغر. كانت سفينة الغليون الإسبانية أكبر، ويمكن أن تحمل ما يصل إلى 60 مدفعًا.

استخدم البحارة الأوروبيون سفن الغليون لنقل البضائع المسروقة من الأراضي المستعمرة والقتال في المعارك. وقد انخفض استخدام الغليون في المعركة بعد عصر الاستكشاف إذ ظهرت سفن حربية أحدث وأكثر أناقة. ومع ذلك، واصل البحارة الأوروبيون استخدام الغليون في الشحن حتى القرن التاسع عشر.

مدفع الباز الصغير:

كانت مدافع الباز الصغيرة واحدة من أنواع عديدة من المدافع التي حملتها السفن الأوروبية خلال عصر الاستكشاف. كان الباز مدفعًا خفيفًا على عجلات يمكن للبحارة استخدامها في البحر أو على الأرض. كان هناك مدفع آخر على هذه السفن هو الكوليفرين، وهو مدفع ميداني من القرون الوسطى بدأ البحارة استخدامه في البحر خلال عصر الاستكشاف. كان هناك أيضا المدفع اللومبارد الذي قيل أن الطاقم في رحلة كولومبوس 1492 أطلقه لتنبيه السفن بأن المراقب قد رصد الأرض.

لوح العبور:

كان لوح العبور أحد الأدوات التي استخدمها البحارة الأوروبيون للإبحار. استخدم أفراد الطاقم هذه الألواح لتتبع سرعة السفينة واتجاهها. وكان النصف العلوي من اللوحة تصميم وردة للبوصلة مع فتحات لأوتاد خشبية.

كان البحار يراقب البوصلة كل نصف ساعة؛ لتحديد الاتجاه الذي كانت السفينة تسير فيه، ثم يضع علامة على هذا الاتجاه على اللوحة باستخدام وتد خشبي. وفي النصف السفلي من اللوحة، كان البحار الذي يراقب السفينة يعلّم سرعتها بواسطة أوتاد خشبية.

الأداة الخلفية:

كانت الأداة الخلفية تُستخدم لقياس الارتفاع بالنظر إلى ظل الشمس. وكان ذلك تحسنا بالمقارنة مع الأدوات السابقة لقياس الارتفاع التي تتطلب من المستخدم أن يحدق في الشمس مباشرة.

اخترع البحار الإنجليزي جون ديفيس واحدة من أكثر النسخ المعروفة من الأداة الخلفية في عام 1594 أثناء البحث عن الممر الشمالي الغربي من خلال القطب الشمالي. وبسبب هذا، تُعرف الأداة أيضًا باسم “رباعي ديفيس”.

الإسطرلاب:

الإسطرلاب هو أداة استخدمها البحارة خلال عصر الاستكشاف، وكان شكلاً من أشكال الملاحة السماوية، لأن هذه الأدوات تستخدم الأجرام السماوية في السماء لأخذ القياسات وتحديد موقع السفينة.

استخدم البحارة الإسطرلاب لقياس الزاوية بين الأفق والجرم السماوي في السماء، مثل الشمس أو القمر أو أحد النجوم. استخدموا هذه القياسات لتحديد خط الطول وخط العرض للسفينة.

اقرأ أيضًا:

الرحلة الغادرة للبحّار ماغيلان حول العالم

ستغيّر هذه السفن مفهوم الإبحار إلى الأبد

ترجمة: حنان الميهوب

تدقيق: حُسام الدِّين طَلعَت

المصدر