تُعد الحبسة الكلامية حالة مرضية تؤثر في الكلام واللغة. وتظهر هذه الآفة عند إصابة مناطق في الدماغ مسئولة عن التواصل واللغات.

يُعاني مرضى الحبسة مشكلات في الكلام، أو القراءة، أو الاستماع.

تظهر الحبسة الكلامية فجأة نتيجة إصابة في الرأس أو سكتة دماغية. وقد تتطور هذه الآفة أيضًا ببطء مع الوقت نتيجة وجود ورم أو حالة مرضية عصبية تنكسية.
تُقدر الأبحاث إصابة نحو مليون شخص بالحبسة الكلامية في الولايات المتحدة الأمريكية.

توجد فئتان مختلفتان من الحبسات الكلامية، ويترافق كل منهما مع آفات مرضية محددة. ويتضمن هذا المقال معلومات مفيدة عن أنواع الحبسات المختلفة.

 أنواع الحبسات الكلامية:

تتضمن الحبسات فئتين مختلفتين:

  •  حبسة فقد الطلاقة: يصعب الحديث أو يتوقف في هذه الحالة، إضافةً إلى غياب بعض الكلمات من الكلام. ويتمكن المستمع مع ذلك من فهم مقصد المريض من الكلام.
  •  حبسة مصحوبة بالطلاقة: يُعد الحديث أسهل في هذه الحالة، لكن لا يتوافق كلام المريض فيها مع المعنى المرجو من كلامه.

يتضمن ما يلي شرحًا عن الأنواع المختلفة من الحبسات:

 حبسات فقد الطلاقة:

  1.  حبسة بروكا: يدرك المريض في هذا النوع من الحبسات هدفه من الكلام، وبإمكانه فهم حديث الآخرين. ويُعد الكلام صعبًا رغم ذلك ويتطلب جهدًا من المريض. ويستخدم المريض الجمل القصيرة مثل «أريد طعامًا». وتترافق هذه الحبسة مع ضعف الأطراف أو شللها في جهة واحدة من الجسم.
  2.  الحبسة الشاملة: تُعد من أشد حالات الحبسات، إذ لا يستطيع المريض في هذه الحالة فهم الكلام أو استيعاب اللغة. ويكون لدى المريض رغم ذلك قدرات إدراكية طبيعية في المجالات غير المتعلقة باللغة والتواصل.
  3.  الحبسة الحركية عبر القشرية: يستطيع مريض هذا النوع من الحبسات فهم كلام الآخرين، لكنه يكون عاجزًا عن التواصل بطلاقة. ويُعاني المصاب تأخر توقيت الإجابة، واستخدام الجمل القصيرة، وتكرار بعض الأشياء باستمرار.

 حبسات مصحوبة بالطلاقة:

  •  حبسة فيرنيكة: يستطيع المريض استخدام جمل طويلة. وقد لا تحمل الجمل المستخدمة رغم ذلك المعنى الكافي، وقد تحوي كلمات غير مفيدة أو مصطنعة. وتترافق الحالة مع صعوبات في فهم الكلام وتكرار بعض الأشياء.
  •  الحبسة التوصيلية: يستطيع المريض فهم الحديث واللغة والكلام بطلاقة، وقد يجد مع ذلك صعوبات في تكرار الكلمات المناسبة والعثور عليها.
  •  حبسة التسمية: يتصف هذا النوع طفيف الشدة من الحبسات بطلاقة المريض في الكلام وقدرته على فهم الآخرين. ويستخدم المصاب عادةً كلمات حشو مبهمة المعنى. ولا يستطيع المريض العثور على الكلمة المناسبة ما يدفعه إلى استخدام كلمات أخرى لإيضاح المعنى.
  •  الحبسة الحسية عبر القشرية: يجد المريض صعوبة في فهم الحديث واللغة رغم قدرته على التكلم بطلاقة. وتتشابه هذه الحبسة مع حبسة فيرنيكة في خلو الكلام من المعنى. ويتمكن المريض في هذه الحالة -على عكس حبسة فيرنيكة- من تكرار الكلام. وقد تترافق بعض الحالات بآفة الصداء الكلامي.

 الحبسة البدئية المترقية (PPA)

تُعد الحبسة البدئية المترقية فعليًا نوعًا من الخرف. وتظهر عند انكماش مناطق في الدماغ مسئولة عن التواصل واللغات أو ضمورها.

يفقد مرضى الحبسة البدئية المترقية القدرة على التواصل وفهم الكلام. وتعتمد نوعية الأعراض على المناطق المصابة من الدماغ.

 علاج الحبسة الكلامية:

قد يتعافى المريض ويسترجع قدرته على التواصل والكلام في الحالات طفيفة الشدة من الحبسة مع مرور الوقت. ويصعب التعافي من الحبسات في بعض الحالات، ما يسبب بقاءها.

تُعد علاجات النطق واللغة العلاج الأساسي للحبسة. وتتضمن أهداف آلية العلاج هذه كلًا مما يلي:

  •  تحسين قدرة المريض على التواصل.
  •  تساعد على استرجاع أكبر كم ممكن من قدرات المريض على التواصل واللغة.
  •  تعليم المريض مختلف آليات التواصل مثل حركات الجسد، أو الصور، أو التقنيات المساعدة.

يبدأ المريض العلاج المناسب لحالته عادةً بعد فترة قصيرة من تأذي الدماغ. وتُقام جلسات علاجية في بعض الأحيان ضمن إطار مجموعات.

يعتمد تأثير علاج النطق واللغة على عدة عوامل. وتتضمن هذه العوامل ما يلي:

  •  المنطقة المتأذية من الدماغ.
  •  شدة الضرر.
  •  عمر المريض وحالته الصحية العامة.

لا تُعد الأدوية علاجًا مناسبًا للحبسات الكلامية. وتُجري مع ذلك دراسة فعالية بعض العقاقير الأخرى مثل البيراسيتام والميمانتين في علاج الحبسة. وما زالت هذه الاقتراحات تحتاج مزيدًا من الدراسة.

 كيفية التعايش مع الحبسة:

يُعاني المريض المصاب بالحبسة صعوبات في التواصل، واللغة، والنطق، ما يؤدي إلى إحباط المريض وإرهاقه.

توجد مع ذلك العديد من الآليات المفيدة. ويتضمن ما يلي بعض النصائح للتعايش مع الحبسة الكلامية:

  •  يفيد امتلاك المريض لورقة وقلم دائمًا في مساعدته على التواصل من خلال الكتابة أو الرسم.
  •  يستطيع المريض استخدام الإيماءات، أو الرسومات، أو التقنيات المساعدة عندما يلاقي صعوبة في اختيار الكلمة المناسبة. ويجب أن يُشجع المريض على استخدام مختلف الآليات والأجهزة المساعدة المتطورة.
  •  تساعد القراءة بصوت عالٍ أو إقامة أحاديث مختلفة مع صديق أو فرد من العائلة في التدرب على التواصل واللغة.
  •  امتلاك المريض بطاقة تتضمن إصابته بالحبسة مع شرح عن هذه الحالة المرضية.
  •  يُنصح بانضمام المريض للنوادي أو ممارسة هواياته ليبقى اجتماعيًا وفعالًا قدر الإمكان. ويفيد ذلك في بناء ثقة المريض بنفسه والتدرب على القدرات التي تعلمها في علاج النطق واللغة.
  •  يساعد الانضمام إلى فرق الدعم على مشاركة المريض التجارب التي مر بها مع الآخرين المشابهين لحالته.
  •  ينبغي للمريض إبقاء العائلة والأحباء على مقربة منه وإعلامهم بكيفية مساعدته في حالته.
  •  يفيد استخدام دمية أو رسمة لشخص ما عند زيارة الطبيب في تسهيل شرح الأعراض التي يشعر بها المريض.

 كيف يمكن أن يساعد كل من عائلة المريض وأصدقائه؟

تتضمن الاقتراحات التالية نصائح مفيدة لأقرباء مرضى الحبسة الكلامية أو أصدقائهم:

  •  يُنصح دائمًا بإدخالهم في الأحاديث والتكلم معهم بطريقة واعية مناسبة لهم.
  •  تشجيع المرضى على أي نوع من أنواع التواصل، سواءً كان التواصل عبر الكلام، أو الإيماء، أو غيره.
  •  استخدام لغة أبسط، وجمل أقصر، والتكلم بوتيرة أبطأ.
  •  يُنصح بإعطائهم الوقت الكافي لإجابتهم عن الأسئلة.
  •  يُنصح بتفادي تصحيح أخطائهم أو إنهاء جملهم عنهم.
  •  تحضير أساليب لتوضيح الكلام أو كتابته إذا طلب المريض ذلك.
  •  يساعد استخدام الرسومات، أو الصور، أو حركات الجسد على إيصال المعنى المطلوب للمريض.
  •  يجب تفادي وجود أي تشويش مثل الموسيقى أو التلفاز في أثناء الحديث.
  •  حضور جلسات علاج النطق واللغة الخاصة بالمريض ما أمكن.

 خلاصة القول:

تُعد الحبسة الكلامية حالة مرضية تؤثر في قدرات المريض في التواصل واللغة. وتظهر هذه الآفة نتيجة إصابة مناطق في الدماغ مسئولة عن هذه القدرات. وقد تتسبب كل من إصابات الرأس، أو السكتة، أو الأورام في ظهور الحبسة الكلامية.

قد يُعاني مرضى الحبسة صعوبات في التكلم، أو القراءة، أو فهم الآخرين. وتوجد فئتان مختلفتان من الحبسة الكلامية (حبسة فقد الطلاقة وحبسة مصحوبة بالطلاقة)، إذ ترتبط كل منهما بأنواع أخرى من الحبسات.

يتضمن علاج الحبسات الكلامية علاج النطق واللغة، الذي يساعد على تطوير قدرة المريض على التواصل. ويُفيد دعم أفراد العائلة، أو الأصدقاء، أو حتى الانضمام إلى مجموعات الدعم في تشجيع مريض الحبسة في أثناء تعافيه من المرض.

اقرأ أيضًا:

الحبسة الكلامية: فقدان القدرة على استخدام اللغة وفهمها

مريض يستيقظ من حالة حبسة بعد تناول حبة نوم!

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: تسنيم المنجد

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر