يسبب الدنف خسارةً كبيرةً في الوزن، ونقصان في الكتلة العضلية، إذ يعد الدنف عرضًا لحالات مزمنة مختلفة مثل السرطان والفشل الكلوي المزمن، والإصابة بفيروس عوز المناعة المكتسب والتصلب المتعدد.

يؤثر الدنف عمومًا في المصابين، وذلك في المراحل الأخيرة للعديد من الأمراض الخطيرة، مثل السرطان وعوز المناعة المكتسب أو الإيدز والفشل القلبي الاحتقاني.

الجمعية المعنية بالساركوبينيا وهي خسارة في الكتلة العظمية، تُعرِّف الدنف بأنه متلازمة متعددة العوامل، تتمثّل بخسارة مستمرة في الكتلة العضلية الهيكلية، وذلك مع خسارة الدهون أو دون خسارتها، التي لا يمكن تعويضها كاملًا بأنظمة الدعم الغذائي التقليدية، مايقود إلى عجز وظيفي مترقٍ.

يسبب الدنف خسارة لا إرادية في الوزن والكتلة العضلية، ويسبب عادةً خسارة الدهون. قد تقود خسارة الكتلة العضلية الهيكلية إلى ضعف جسدي وعجز.

تشير التقارير إلى وجود أكثر من 160000 شخص في المستشفيات مصاب بالدنف سنويًا في الولايات المتحدة.

الأسباب:

يعد الدنف متلازمة معقدة، إذ يختلف المُسبب الحقيقي له بالاعتماد على فيزيولوجيا الجسم إضافة إلى المرض الكامن في الجسم والمرتبط به، ولكن تبقى بعض العوامل الكامنة ثابتة بين التشخيصات المختلفة ومنها:

  •  زيادة معدل الاستقلاب واستهلاك الطاقة.
  •  انخفاض الوارد الغذائي أو المتاح والمتوفر.
  •  زيادة خسارة العضلات.
  •  منع نمو العضلات.

عوامل الخطورة:

يحدث الدنف عادةً في المراحل الأخيرة من المشكلات الشديدة والخطيرة.

يجب على المصاب بأحد الأمراض التالية التحدث مع الطبيب لمعرفة الخطوات التي يجب اتباعها لمنع تطور الإصابة بالدنف، وكيفية تدبير حالة المريض عند الإصابة به، ومن هذه الأمراض:

  •  السرطان.
  •  الداء الرئوي الساد المزمن.
  •  الفشل الكلوي المزمن.
  •  فشل القلب الاحتقاني.
  •  داء كرون.
  •  التليف الكيسي.
  •  الإصابة بفيروس عوز المناعة المكتسب.
  •  التهاب المفاصل الرثياني.

الأعراض:

تتضمن أعراض الإصابة بالدنف ما يلي:

  •  خسارة الوزن لا إراديًا: قد يخسر الشخص الوزن مع أنه يتناول غذاءً كافيًا، أو يحصل على سعرات حرارية أكثر.
  •  فقدان العضلات: ويعد ذلك العرض المميز للدنف، ولكن مع أن المصاب يعاني خسارة في العضلات، فإن علامات سوء التغذية لا تظهر عند كل المصابين بالدنف، ومثال على ذلك هو إصابة شخص كان بدينًا قبل البدء بخسارة وزنه نتيجة الدنف، إذ يؤدي ذلك إلى ظهوره بوزن طبيعي مع خسارة كمية مهمة من وزنه.
  •  فقدان الشهية: قد يفقد المصاب بالدنف الرغبة في تناول الطعام بالكامل.
  •  انخفاض القدرة الوظيفية: قد يعاني المصاب بالدنف فتور وتعب وانخفاض مستويات الطاقة لديه، وقد يشعر أيضًا بعدم الراحة وبتعب شديد وانخفاض في التحفير.
  •  التورم أو الوذمة: قد يسبب انخفاض مستوى البروتين في الدم خروج السوائل من الأوعية إلى الأنسجة، ما يسبب تورمًا.

من الصعب التحقق من وجود الدنف أحيانًا، لذلك يستخدم الأطباء معايير متعددة لتشخيصه.

وفقًا للنظام الأكثر شيوعًا، وحتى يتمكن الطبيب من تشخيص الإصابة بالدنف، يجب على المريض تحقيق معيارين، أحدهما خسارة الشخص لوزنه من غير عمدٍ بمقدار يزيد عن 5% من وزن الجسم خلال ستة إلى اثني عشر شهرًا، أما المعيار الآخر فهو انخفاض مؤشر كتلة الجسم لأقل من عشرين، وذلك إن كان عمر الشخص أقل من خمسة وستين عامًا، أو انخفاضه لأقل من اثنين وعشرين، وذلك إذا كان عمره أكبر من خمسة وستين عامًا.

المضاعفات:

تعد خسارة الدهون والعضلات عند مرضى الدنف مشكلة خطيرة، وقد تزيد نسبة الوفاة، إذ يشكل الدنف عاملًا مهمًا في خمس الوفيات الناجمة عن السرطان، وتتضمن مضاعفات الدنف ما يلي:

  •  تدهور نوعية الحياة وخسارة القدرة على العيش بحرية.
  •  استجابة ضعيفة للعلاج.
  •  انخفاض المناعة.
  •  ازدياد أعراض الحالات المزمنة والكامنة في الجسم.
  •  انخفاض متوسط العمر المتوقع ، بسبب الحالات الطبية الكامنة في الجسم.

العلاج:

يعتمد علاج الدنف عادةً على السبب الكامن. يحتاج المصاب بالدنف في الغالب خطة طبية يستخدم فيها أنواع مختلفة من العلاج لتدبير الدنف، نظرًا لتعدد الأسباب التي قد تساهم في حدوثه، وبسبب الطبيعة المعقدة للدنف، فقد لا تكون زيادة كمية السعرات الحرارية التي يتناولها المصاب أمرًا كافيًا لإيقاف خسارة الوزن وانحلال العضلات.

اقترحت دراسة أجريت في سنة 2019، أن الأطباء يعيرون اهتمامًا أكبرَ للعوامل السلوكية والنفسية عند تقييم مريض الدنف واختيار العلاج.

تتضمن بعض النصائح لدعم الشخص المصاب بالدنف ما يلي:

  •  التركيز على تناول الطعام جماعيًا: يستمتع الأشخاص بالجلوس معًا لتناول الطعام حتى مع عدم وجود رغبة لتناول الطعام، إذ قد يساعد التركيز على تناول الطعام مع الآخرين بدلًا من التركيز على كمية الطعام المصابَ بالدنف، على تصحيح علاقته العاطفية والنفسية مع الطعام.
  •  تناول وجبات صغيرة متكررة: يميل المصابون بالدنف إلى تحمل تناول طعام يحوي الكثير من السعرات الحرارية على شكل وجبات صغيرة متعددة على مدار اليوم، أكثر من تناول ثلاث وجبات، وتساعد مشروبات المكملات الغذائية على زيادة كمية السعرات الحرارية التي يتناولها المصاب بين الوجبات الصغيرة.
  •  تقديم الدعم العاطفي: يجب على عائلة المصاب بالدنف فهم أن المصاب لا يرغب أحيانًا بتناول الطعام، بينما يتطور السبب الكامن وراء الدنف إلى مراحله الأخيرة، وعندما يصل المصاب إلى هذه المرحلة، يجب على الأهل أو الأصدقاء عدم إجباره على تناول الطعام، لأن خسارة العضلات وفقدان الوزن سيستمران إذا تناول المصاب الطعام أم لم يتناوله.
  •  استخدام محفزات الشهية: قد تساعد بعض الأدوية مثل درونابينول وميغيسترول والستيرويدات القشرية السكرية (الغلوكوكورتيكويد) على تحفيز الشهية في بعض الحالات والأمراض، ولكن تناول المزيد من الطعام لن يساعد في منع تطور الأعراض أو خسارة العضلات. تساعد زيادة الشهية المصاب على المشاركة في تناول الطعام مع العائلة، والتقليل من الشعور بالعزلة، وهو أمر مفيد للصحة العقلية.
  •  التشجيع على القيام بتمارين خفيفة: قد تساعد التمارين التي يستطيع الشخص تحملها في بناء الكتلة العضلية، ولكن لا يوجد دليل على فعالية التمارين إجراءً لمواجهة الدنف.

الوقاية:

يكون الدنف عادةً عرضًا جانبيًا لحالة طبية كامنة في الجسم، لذا يجب التركيز في الوقاية على إبقاء السبب الكامن تحت السيطرة، إذ يمكن الوقاية من بعض الحالات مثل الداء الرئوي الساد المزمن والإصابة بفيروس عوز المناعة المكتسب، ولكن لا يمكن تجنب حالات أخرى مسببة للدنف مثل السرطان والتهاب المفاصل الرثياني وداء كرون.

يمكن لنمط الحياة النشيط والنظام الغذائي المتوازن التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والمسببة للدنف.

متلازمة فقدان الشهية السرطاني والدنف:

قد يعاني المصابون بالسرطان أحيانًا حالة طبية تعرف بمتلازمة فقدان الشهية السرطاني والدنف، وهي إصابة الشخص بالدنف ولكن بوجود فقدان الشهية جزءًا من المتلازمة، وكما هو الحال في الدنف، لا تعكس زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها المصاب الخسارة الشديدة في العضلات والناجمة عن هذه المتلازمة.

تتميز متلازمة فقدان الشهية السرطاني والدنف بما يلي:

  •  فقدان العضلات.
  •  خسارة الوزن.
  •  فقدان الشهية.
  •  ضعف جسدي شديد وفقدان القوة والشعور بالتعب وانخفاض مستويات الطاقة في الجسم.
  •  انخفاض الاستجابة للعلاج الكيميائي مع ازدياد التأثيرات الجانبية.

قد تؤدي الخطة العلاجية الشاملة لعوامل متعددة إلى نتائج أفضل، نظرًا للطبيعة المعقدة لهذه المتلازمة، وذلك وفقًا لدراسة أجريت سنة 2015.

الخلاصة:

يعد الدنف حالة طبية غير قابلة للعكس، وغالبًا ما تحدث في المراحل الأخيرة من بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطانات والإصابة بعوز المناعة المكتسب، إضافة إلى تسببها في خسارة شديدة غير إرادية في الوزن والعضلات.

قد يساعد العلاج القائم على مجموعة من الإجراءات في تدبير الإصابة بالدنف، ومع ذلك، فإن أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالدنف هي تقليل خطر الأسباب الكامنة في الجسم.

اقرأ أيضًا:

لماذا يزداد وزننا بمجرد أن نوقف الريجيم؟

هل يساعد شرب الكثير من الماء على إنقاص الوزن؟

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: نور حمود

المصدر