اضطراب الكابوس هو نمط من الأحلام المرعبة الواقعية المتكررة، التي تؤثر في جودة الحياة، يتراوح بين الخفيف والشديد، وقد يكون قصير المدى أو مزمنًا. يُعالج اضطراب الكابوس باستعمال مجموعة من العلاجات النفسية والدوائية. ويؤثر غالبًا في الأشخاص الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة.

نظرة عامة

ما اضطراب الكابوس؟

اضطراب الكابوس هو نمط من الأحلام المرعبة الواقعية المتكررة، التي تسبب مشكلات كبرى وتؤثر في الوظائف الحيوية.

اضطراب الكابوس هو أحد أنواع اضطرابات النوم النفسية، التي تشمل انحرافات سلوكية في أثناء النوم.

تتراوح شدة اضطراب الكابوس -استنادًا إلى تكرار الكوابيس- بين:

  •  خفيف: معدل أقل من كابوس واحد في الأسبوع.
  •  متوسط: كابوس واحد أو أكثر في الأسبوع.
  •  شديد: كوابيس كل ليلة.

ويُصنّف أيضًا حسب المدة إلى:

  •  اضطراب الكابوس الحاد: يستمر شهرًا أو أقل.
  •  اضطراب الكابوس فوق الحاد: يستمر شهرًا على الأقل، لكن دون ستة أشهر.
  •  اضطراب الكابوس المزمن: يستمر ستة أشهر أو أكثر.

عادةً ما تحدث الكوابيس خلال النصف الثاني من فترة النوم، أو في أثناء مرحلة حركة العين السريعة. ويمكن تذكر الكوابيس عند الاستيقاظ، على عكس هلع النوم.

قد تعيق هذه الحالة النوم على نحو كبير، مؤثرةً في جودة الحياة، وقد تزيد من سوء حالات الصحة العقلية الموجودة بالفعل، مثل الاكتئاب أو القلق.

من يتأثر باضطراب الكابوس؟

قد يؤثر اضطراب الكابوس في أي شخص، ويشمل ذلك الأطفال والبالغين.

غالبًا يؤثر في الأشخاص الذين يعانون إحدى الحالات التالية:

  •  اضطراب نوم حركة العين السريعة.
  •  التغفيق (narcolepsy).
  •  انقطاع التنفس أثناء النوم.
  •  اضطراب حركة الأطراف الدوري.
  •  اضطراب ما بعد الصدمة.
  •  اضطراب القلق العام.
  •  اضطراب القلق الاجتماعي.
  •  الاكتئاب.

يحدث اضطراب الكابوس لدى الأشخاص الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعي، أو اضطراب القلق العام بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف تقريبًا مقارنةً بعامة الناس.

يؤثر هذا الاضطراب في 50% – 90% من الأشخاص الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة.

مدى شيوع اضطراب الكابوس:

يعاني تقريبًا 2% – 8% من سكان الولايات المتحدة هذا الاضطراب.

الأعراض والأسباب:

ما أعراض اضطراب الكابوس؟

العرض الرئيسي لاضطراب الكابوس هو نمط من الكوابيس. في حين من الشائع أن تكون لدى الشخص كوابيس بين حين وآخر، فقد يعاني منها على نحو متكرر يعيق الوظيفة اليومية، ما يعني إصابته باضطراب الكابوس.

تشمل المظاهر الشائعة للكوابيس تهديدات متعلقة بما يلي:

  •  البقاء على قيد الحياة.
  • السلامة البدنية.
  •  الأمان.

قد يعاني الشخص أيضًا أعراضًا جسدية أخرى عندما يعاني كوابيس، ومنها:

  •  التعرق.
  •  صعوبة التنفس.
  •  ارتفاع معدل ضربات القلب.

الشعور الرئيسي الذي تسببه الكوابيس هو الخوف، لكن قد توجد مشاعر أخرى مثل:

  •  الغضب.
  •  القلق.
  •  الحرج.
  •  الاشمئزاز.
  •  الخجل.
  •  الحزن.

قد تحدث هذه الأعراض الجسدية والعواطف في أثناء الكابوس نفسه، أو عند الاستيقاظ منه، أو عندما يُذكر لاحقًا.

قد يعاني الشخص نتيجة اضطراب الكابوس:

  •  اضطراب المزاج، مثل القلق أو الاكتئاب.
  •  صعوبة النوم.
  •  التعب.
  •  النعاس النهاري.
  •  صعوبة التركيز.
  •  مشكلات السلوك.
  •  تأثر العمل أو الدراسة.
  •  تأثر وظيفته الاجتماعية.

النوم عالي الجودة مهم جدًا للصحة العامة، لذا تجب استشارة الطبيب حال وجود اضطراب الكابوس.

ما أسباب اضطراب الكابوس؟

يواصل الباحثون دراسة الاضطرابات المتعلقة بالنوم وآثارها، ومع أنهم يعرفون الكثير عن النوم والأحلام والكوابيس، ما زال الكثير مجهولًا حتى الآن.

لا يعرف الباحثون بالضبط سبب الكوابيس، لكن لديهم نظريات متعددة.

تقترح نظرية أن اضطراب الكابوس قد يتأثر بفرط التحفيز الذي يتراكم خلال النهار ويستمر حتى الليل. التحفيز الزائد هو مجموعة أعراض تؤثر في المزاج، إذ تبقي الشخص عصبيًا وغاضبًا ومتشائمًا باستمرار، وهي أعراض معروفة لاضطرابات ما بعد الصدمة والأرق. قد يجعل التحفيز المفرط مناطق معينة في الدماغ نشطة على نحو زائد في أثناء النوم، ما يسبب الكوابيس.

تتعلق نظرية أخرى بمفهوم زوال الخوف، إذ يمكن للدماغ في الظروف العادية الجمع بين ذكريات الخوف وسياقات جديدة غير ذات صلة، ما يسمح بالنوم والأحلام الطبيعية، ما يسمى زوال الخوف. وفقًا للنظرية، يواصل الأشخاص الذين يعانون اضطراب الكابوس تنشيط ذكريات الخوف في أثناء النوم.

تشير النظرية إلى أن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تنظيم عواطفهم في المواقف العصيبة، ويميلون إلى تقديم استجابة سلبية للإجهاد، هم أكثر عرضة للكوابيس.

التشخيص والاختبارات:

كيف يُشخص اضطراب الكابوس؟

لا يوجد اختبار طبي محدد يشخص بواسطته اضطراب الكابوس، لذلك يعتمد المختصون على تاريخ دقيق للكوابيس، إضافةً إلى أعراض أخرى لتشخيص اضطراب الكابوس، ويسألون أيضًا عن التاريخ الطبي والصحي النفسي.

يقيّم الطبيب الأدوية الحالية التي يتناولها الشخص، وقد يطلب اختبارات دوائية للتحقق من كونها سببًا محتملًا.

تشمل الأدوية والمواد التي قد تسبب الكوابيس:

  •  حاصرات البيتا.
  •  مضادات الاكتئاب.
  •  النيكوتين.
  •  الانسحاب من سوء استخدام مواد مثل الكحول.

علاج اضطراب الكابوس:

قد يوصي الطبيب بمزيج من العلاجات، متضمنةً أشكال من العلاج النفسي -مثل التحدث إلى المريض- إضافةً إلى الأدوية.

أشكال العلاج النفسي الرئيسية لاضطراب الكابوس هي العلاجات القائمة على العلاج السلوكي المعرفي، وتشمل:

  •  العلاج بالتصوير وإعادة التخيل.
  •  العلاج بالتعرض والاسترخاء وتغيير السرد.

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، بعلاج التصوير وإعادة التخيل، وعلاجات ذات صلة مثل العلاج بالتعرض والاسترخاء وتغيير السرد، الذي يُعد العلاج الأكثر فعالية لاضطراب الكابوس لدى البالغين.

العلاج التصوير وإعادة التخيل، والعلاج بالتعرض والاسترخاء وتغيير السرد، هي علاجات تشمل عدة مكونات، تتضمن:

  •  تتبع أنماط النوم والاستيقاظ اليومية باستخدام سجل النوم.
  •  تتبع تكرار الكوابيس وشدتها باستخدام سجل النوم.
  •  التعرف على طبيعة الكوابيس.
  •  ممارسة مهارات تستهدف الصور والأفكار والعواطف المتعلقة بالكوابيس، ما يؤدي إلى تقليل تكرار الكوابيس وشدتها.

وفقًا لهذا الأسلوب من العلاج، فإن الكوابيس تخدم هدفًا مفيدًا، إذ تساعد على معالجة الأحداث الماضية عاطفيًا. لكن بمرور الوقت، تصبح هذه الكوابيس مزعجة.

وفقًا لهذه العلاجات فإن الكوابيس عادات أو سلوكيات مكتسبة، من ثم يستطيع الشخص تغييرها بالممارسة، إذ يرشده اختصاصي الصحة النفسية إلى إعادة تخيل الكوابيس بنتائج مختلفة أقل رعبًا وإزعاجًا.

الواجب المنزلي جانب مهم في العلاج، ويتضمن مراجعة الكابوس المُعاد تصوره يوميًا، بهدف إعادة برمجة الكوابيس لتكون أقل رعبًا إذا تكررت.

العلاج الدوائي:

إذا لم تكن أشكال العلاج النفسي المذكورة مفيدة، قد يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية.

تشمل الأدوية التي قد تساعد في علاج اضطراب الكابوس المرتبط باضطراب ما بعد الصدمة:

  •  أولانزابين.
  •  ريسبيريدون.
  •  أريبيبرازول.
  •  كلونيدين.
  •  سيبروهيبتادين.
  •  فلوفوكسامين.
  •  غابابنتين.
  •  نابيلون.
  •  فينيلزين.
  •  برازوسين.
  •  توبيراميت.
  •  ترازودون.
  •  مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقية.

تشمل الأدوية التي قد تساعد في علاج اضطراب الكابوس غير المرتبط باضطراب ما بعد الصدمة:

  •  برازوسين.
  •  تريازولام.

لجميع الأدوية آثار جانبية محتملة، تجب استشارة الطبيب بشأن مزايا الأدوية وعيوبها، وما يتعلق بظهور آثار جانبية.

ما التوقعات المتعلقة باضطراب الكابوس؟

تتفاوت التوقعات المستقبلية المتعلقة باضطراب الكابوس.

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد يزول اضطراب الكابوس تلقائيًا، في حين يستمر عند آخرين لعقود إن لم يُعالج.

يزيد وجود اضطراب الكابوس المزمن غير المعالج من خطر محاولة الانتحار وإعادة محاولة الانتحار.

من المهم طلب المساعدة إذا كان الشخص يعاني الكوابيس المتكررة.

متى تجب استشارة الطبيب؟

إذا عانى الشخص الكوابيس المتكررة التي تؤثر في جودة الحياة، يُنصح بمراجعة مقدم الرعاية الصحية أو اختصاصي الصحة النفسية.

إذا عانى شخص اضطراب الكابوس ولم يستفد من العلاج، فليستشر الطبيب بشأن الخيارات الأخرى.

أسئلة شائعة:

هل الكوابيس مرض نفسي؟

مع أن الكوابيس ترتبط ببعض حالات الصحة النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب، فإن الكوابيس لا تُعد مرضًا نفسيًا، بل نوع من اضطرابات النوم السلوكية.

هل اضطراب الكابوس مرتبط باضطراب ما بعد الصدمة؟

العديد من الأشخاص الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة يعانون أيضًا اضطراب الكابوس. مع ذلك، قد يصاب الشخص باضطراب الكابوس دون أن يعاني اضطراب ما بعد الصدمة.

خاتمة:

النوم جزء أساسي من حياتنا. إذ يساعد أجسامنا على الراحة واستعادة الطاقة. قد يؤثر اضطراب الكابوس كثيرًا في جودة النوم وجودة الحياة أيضًا. الخبر السار هو أنه قابل للعلاج، إذ قد تساعد مختلف أشكال العلاج الحديث إضافة إلى الأدوية. يُنصح بمراجعة الطبيب إذا كانت الكوابيس تؤثر في جودة الحياة.

اقرأ أيضًا:

ماذا يحدث في أدمغتنا عندما نرى كوابيس؟

نغمة بيانو واحدة لتخفيف الكوابيس

ترجمة: عقيل الحسن

تدقيق: نور حمود

المصدر