لطالما اعتُبر تعرض المرأة الحامل للأشعة غير آمن، لأن الأشعة السينية تؤذي الطفل وقد تسبب عيوب خلقية، لكن قد يكون من الضروري أحيانًا تعرض المرأة الحامل للتصوير بالأشعة، فهل تؤثر الأشعة السينية على الحمل؟ وهل تأثيرات هذه الاشعة خطيرة بالفعل؟ وهل هناك طرق تُخفف من المخاطر المحتملة؟

الأشعة خلال الحمل:

الأشعة السينية هي موجات كهرومغناطيسية بطولٍ موجي يقع بين الأشعة فوق البنفسجية وأشعة غاما وتُصنف أشعةً متأينة.

علمنا الكثير حول مخاطر الأشعة أثناء الحمل من التفجيرات النووية التي حصلت في الحرب العالمية الثانية، وبكل الأحوال لا تُعرّض الأشعة السينية المستخدمة في الطب الأم أو الطفل لهذا المستوى من الإشعاع.

يُخشى من التصوير أثناء الحمل، لأن التأثيرات تظهر بعد التعرض المكثف للأشعة، لكن وجد العلماء أن التعرض للأشعة السينية المفردة للفكين أو الأطراف آمن للطفل.

تأثيرات التّعرض للأشعة السينية في أثناء الحمل:

يُحمى الجنين الذي ينمو داخل الرحم من الأشعة بواسطة جدار البطن والرحم، لكن قد تتسرب بعض الأشعة للداخل ويكون الجنين حساسًا جدًا لها.

يزيد إشعاع الأشعة السينية المتعددة من تأثيراته، وبحال كان التعرض للأشعة واضحًا تكون النتيجة:

  •  مشكلات في النمو.
  •  تشوهات الولادة.
  •  اضطراب وظيفة الدماغ.
  •  السرطان.

بالرغم من أن هذه المخاطر معروفة، فإنها نادرة.

يكون خطر وجود تأثيرات في الدماغ أكبر بين الأسبوع العاشر والأسبوع السابع عشر من الحمل، لذا ينبغي تجنب استخدام جرعات عالية من الأشعة السينية في هذه الفترة.

يكون للجرعات العالية من الأشعة آثار خطيرة على الأجنة وقد ينتج عن هذا:

  •  صغر الرأس (تشوه بالدماغ مع رأس صغير).
  •  صغر العيون.
  •  تشوهات هيكلية وتناسلية.
  •  إعتام عدسة العين.
  •  انخفاض وزن المواليد.

غالبًا تكون هذه الجرعات أكبر بكثير مما يستخدمه الأطباء.

هل يمكن إجراء تصوير بالأشعة السينية في فترة الحمل؟

يمكن إجراء صورة الأشعة السينية طالما أن الصورة ليست للبطن، إذ يكون الطفل بخطر فقط خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل.

تميل صور الأشعة السينية للأطراف والأسنان والرأس والصدر لتكون آمنة، ولا يكون الجنين عرضة للأشعة مباشرةً، في حين ينبغي تجنب صور الأشعة للبطن والحوض وأسفل الظهر لأنها تعرّض الجنين للأشعة.

هل تؤثر الأشعة السينية في الحمل؟

قد يؤدي التعرض للأشعة السينية إلى الإجهاض في أول أسبوعين من الحمل، إذ يكون الجنين عبارة عن بضع خلايا، وأذية خلية واحدة أو اثنتين أو موتها قد يؤدي إلى موت الجنين.

من المحتمل أن يعاني الأطفال الذين تعرضوا للأشعة السينية بين الأسبوع الثاني والثامن من نقص بالنمو وكذلك العيوب الخلقية، فيما يواجه الأطفال الذين تعرضوا لها بين الأسبوع الثامن والسادس عشر خطرًا أعلى بحدوث صعوبات بالتعلم والإدراك.

تُستخدم الجرعات العالية من الأشعة السينية في التصوير الطبقي المحوري CT أو المسح الطبي النووي، ويشمل المسح الطبي النووي حقن مادة مشعة لتتمكن الكاميرا من رؤيتها، وتكون جرعة الأشعة أكبر بكثير من الأشعة السينية المفردة.

يعتبر أيضا تصوير الطبقي المحوري للحوض أو البطن خلال الأسابيع الأولى من الحمل مؤذيًا، ويكون لدى الطفل خطر متزايد بتطوير سرطان الأطفال تاليًا لهذا النوع من الإجراءات.

تتضمن حقنة الباريوم الشرجية دفع مادة سائلة حاوية على الباريوم في المستقيم ثم أخذ سلسلة من صور الأشعة السينية، أثناء هذا الإجراء يكون تعرض الطفل للأشعة أكبر بكثير من الأشعة السينية المفردة لذا ينبغي تجنب هذا الإجراء خلال الحمل.

احتياطات تعرض الحامل للأشعة السينية:

لا بد من إخبار الطبيب بحال وجود حمل وهو بدوره يقرر الاحتياطات المناسبة، إذا لم تكن الحالة مستعجلة فربما يؤجل إجراء صورة الأشعة السينية إلى ما بعد الولادة.

تعطى السيدة الحامل مئزرًا من الرصاص لتغطية البطن في حال كانت صورة الأشعة للرأس أو العنق أو أحد الأطراف، فالرصاص لا يسمح بوصول الأشعة للطفل.

قد يلجأ الطبيب لطريقة تصوير أخرى بدلًا من هذه مثل الموجات الصوتية أو الرنين المغناطيسي MRI التي لا تستخدم أشعة مؤينة وتعد آمنة في أثناء الحمل.

التعرض العرضي للأشعة السينية خلال الحمل:

ماذا لو تعرض بطن السيدة الحامل للأشعة قبل معرفتها بأنها حامل؟

لا بد من إعلام الطبيب عند حدوث هذا الأمر وغالبًا لن يبدي الطبيب خوفه لأن الإشعاع الصادر من الأشعة السينية المفردة ضئيل، لكن ماذا عن التعرض لجرعة عالية من الأشعة السينية؟

يستخدم التصوير الطبقي المحوري والحقن بالباريوم جرعات عالية من الإشعاع أكثر من الأشعة السينية المفردة، وتُجرى بعض الإجراءات القلبية والعمليات العظمية تحت توجيه بالأشعة السينية التي تكون جرعتها عالية وينبغي تجنبها في أثناء الحمل.

تُجرب بعض المستشفيات اختبار الحمل لجميع النساء بعمر أكبر من 12 سنة لتجنب هذه الأحداث قبل إخضاعهن لهذه الإجراءات.

إجراء صورة أشعة سينية أثناء الحمل:

من غير المفضل إجراء صورة أشعة سينية في فترة الحمل، لكن لا داعي للخوف، إذ تستخدم وحدات الأشعة الحديثة جرعات صغيرة من الإشعاع، لذلك كمية الإشعاع للأشعة السينية المفردة لا تؤذي الطفل أبدًا.

في حال قرر الطبيب حاجة إجراء صورة الأشعة السينية، يكون خطر عدم إجرائها أكبر من الخطر الذي يشكله الإشعاع.

توقيت إجراء الصورة مهم أيضًا، إذ تكون الأجنة قبل الأسبوع الثامن عشر من الحمل حساسين جدًا للأشعة واحتمال أذيتهم منها كبير، وبعد الأسبوع السادس والعشرين من الحمل يكون تأثير الجنين مشابهًا لحديثي الولادة.

قد يمنع الطبيب المرأة الحامل من إجراء صورة الأشعة ولكن أحيانًا تكون الصورة ضرورية من أجل التشخيص والعلاج للحفاظ على صحة الأم وطفلها.

اقرأ أيضًا:

كيف أعرف أنني حامل؟ أعراض وعلامات الحمل

الأطعمة التي يجب أن تتجنبها المرأة الحامل

ترجمة: سوزان محمد

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر