البيلة الزانثينية الوراثية هي حالة مرضية يكون تأثيرها الأكبر على الكلى، وتتميز بوجود مستويات عالية من مركب يُسمى الزانثين في الدم والبول، في حين تصاحب هذه الحالة مستويات منخفضة جدًا من مركب آخر يُسمى حمض اليوريك. وقد يتراكم مركب الزانثين الزائد في الكلى والأنسجة الأخرى، ولكن تتمثل خطورته أكثر عند تراكمه في الكلى، إذ قد يشكل مركب الزانثين بلورات صغيرة تتراكم أحيانًا لتكوين ما نسميه بحصوات الكلى التي تؤثر في وظائف الكلى، ما قد يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي.

ما التسميات الأخرى الشائعة لحالة البيلة الزانثينية الوراثية؟

هنالك عدة تسميات شائعة ومتعارفة لهذه الإصابة منها:

  •  نقص كل من إنزيم الزانثين ديهيدروجيناز وإنزيم الألدهيد أوكسيداز.
  •  نقص إنزيم الزانثين ديهيدروجيناز (XDH).
  •  البيلة الزانثينية.

ما العلامات والأعراض التي قد تظهر عند المرضى الذين يعانون البيلة الزانثينية الوراثية؟

قد تشمل العلامات والأعراض التي تسببها هذه الحالة آلام البطن، والتهابات المسالك البولية المتكررة، وخروج الدم مع البول، أي ما يُسمى بالبيلة الدموية.

في حالات نادرة، قد تتراكم بلورات الزانثين في العضلات، ما قد يسبب آلامًا وتشنجات عضلية لدى المرضى، في حين أن هذه الحالة لا تسبب أية مشكلات صحية ملحوظة عند بعض الأشخاص الذين يعانون البيلة الزانثينية الوراثية.

وصف الباحثون حالة البيلة الزانثينية الوراثية وفق نمطين رئيسيين: النمط الأول والنمط الثاني. وتتسم الإصابة بأحد هذين النمطين من البيلة الزانثينية الوراثية بالعلامات والأعراض نفسها التي تظهر عند الأشخاص الذين يعانون هذه الحالة، ولكن ما يميز كل نمط منهما عن الآخر هو الإنزيم المسؤول عن الإصابة.

ما مدى شيوع الإصابة بحالة البيلة الزانثينية الوراثية؟

يبدو أن الإصابة بحالة البيلة الزانثينية الوراثية تنتشر أكثر بين الأشخاص الذين تنحدر أصولهم من منطقة البحر الأبيض المتوسط أو من الشرق الأوسط، فقد سُجلت نحو 150 حالة إصابة في هذه المناطق في الأبحاث الطبية.

تشير التقديرات إلى أن معدل الإصابة بالبيلة الزانثينية الوراثية من النمط الأول والثاني يبلغ نحو إصابة واحدة من بين كل 69000 من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، يشك الباحثون في صحة هذه التقديرات، فمن المرجح أن تكون نسبة الإصابة الحقيقية مرتفعة جدًا عن النسبة السابقة؛ لأن بعض الأفراد المصابين لا تظهر لديهم أية أعراض أو علامات مرضية تشير إلى الإصابة بحالة البيلة الزانثينية الوراثية، ولذلك لن يُدرَجوا تحت قائمة المشخَّصين بهذه الحالة مطلقًا.

ما أسباب الإصابة بحالة البيلة الزانثينية الوراثية؟

تحدث الإصابة بحالة البيلة الزانثينية الوراثية من النمط الأول نتيجة حدوث طفرات في جين XDH الذي يرمز إلى معلومات وراثية يؤدي التعبير عنها إلى صناعة إنزيم يُسمى زانثين ديهيدروجيناز xanthine dehydrogenase، الذي يشارك في عملية التحلل والتفكك الطبيعي للبيورينات التي تدخل في تركيب الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA، والحمض النووي الريبوزي RNA.

على وجه التحديد، يؤدي إنزيم الزانثين ديهيدروجيناز دورًا مهمًا في تنفيذ الخطوتين الأخيرتين من عملية تحلل البيورينات التي تتضمن تحويل مركب الزانثين إلى مركب حمض اليوريك، الذي يُطرح لاحقًا في البول والبراز. ومن ثم، فإن الطفرات التي تحدث في الجين XDH تثبط فعالية إنزيم الزانثين ديهيدروجيناز بالكامل. نتيجةً لذلك، سينقص هذا الإنزيم، ما يؤدي إلى خلل في تنفيذ الخطوتين الأخيرتين من عملية تحلل البيورينات، وعلى ذلك تتراكم كميات كبيرة من مركب الزانثين في الدم والبول نظرًا إلى عدم تحويل الزانثين إلى حمض اليوريك، ومن ثم وجود كميات أقل من مركب حمض اليوريك، ما قد يسبب التلف والخلل الوظيفي في الكلى والأنسجة الأخرى التي قد يتراكم فيها مركب الزانثين.

تحدث الإصابة بحالة البيلة الزانثينية الوراثية من النمط الثاني نتيجة لحدوث طفرات في جين MOCOS الذي يوفر معلومات يؤدي التعبير عنها إلى صناعة إنزيم يُسمى سلفوراز العامل المساعد الموليبدينوم Molybdenum cofactor sulfurase الذي يعمل على إضافة الكبريت إلى جزيء يُسمى عامل الموليبدينوم المساعد، ولهذا الجزيء دور مهم وأساسي في تفعيل كل من إنزيم الزانثين ديهيدروجيناز وإنزيم الألدهيد أوكسيداز، وعلى ذلك فإن حدوث الطفرات في جين MOCOS يمنع تفعيل الإنزيمين السابقين، ما يؤدي إلى تثبيط عملية تحويل مركب الزانثين إلى مركب حمض اليوريك، فينجم عن ذلك تراكم مركب الزانثين في الكلى والأنسجة الأخرى، أما إنزيم الألدهيد أوكسيداز، فلم تُلحظ أية مشكلات صحية ناجمة عن فقدان فعالية هذا الإنزيم.

تُعد حالة البيلة الزانثينية الوراثية من الإصابات الموروثة من نمط صبغي جسدي متنحي، ما يعني حدوث الطفرات في كلتا النسختين من الجين في كل خلية، ويحمل والدا الفرد المصاب بحالة النمط الصبغي الجسدي المتنحي نسخة واحدة من الجين المتحور، ولكن لا تظهر لديهما عادةً أية علامات أو أعراض تشير إلى الإصابة بهذه الحالة.

اقرأ أيضًا:

البيلة البروتينية: الأسباب والعلاج

لماذا يتغير لون البول؟

ترجمة: أليسار الحائك علي

تدقيق: هادية أحمد زكي

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر