بموجب اتفاقية باريس للمناخ، سيتعين على كل دولة تقريبًا خفض انبعاثات الكربون بصورة كبيرة، ومن المفترض أن تقدم كل منها خططًا مجددة للقيام بذلك بحلول نهاية عام 2020.

ستضع المجموعة الأولى من المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs) -التي قُدِمت عام 2015- الأرض في طريقها لتصبح أكثر سخونة بمقدار 3 درجات مئوية على الأقل من فترات ما قبل الصناعة، وهو بعيد كل البعد عن هدف مؤتمر باريس للحد الأقصى لدرجة الحرارة المتمثل في الحفاظ على الاحترار بأقل من درجتين مئويتين.

يتعين على الموقعين تجديد خططهم لخفض الانبعاثات بصورة دورية لتحقيق المزيد من الانخفاض السريع في الانبعاثات.

التزم ما يقرب من نصف البلدان بالموعد النهائي لعام 2020 للقيام بذلك، لكن العديد من الدول الكبرى المنتجة للانبعاثات بما في ذلك أكبر دولتين وهما الصين والولايات المتحدة، لم تفعلا ذلك بعد. قالت واشنطن إنها ستكشف عن أهدافها الجديدة هذا الأسبوع، تحسبًا لقمة COP26 المؤجلة حتى نوفمبر في مدينة جلاسكو.

الصين

وعدت الصين -التي تعد أكبر مصدر للانبعاثات والمسؤولة عن ربع إجمالي التلوث الكربوني تقريبًا- في أولى مساهماتها المحددة وطنيًا بتقليل كثافة انبعاثاتها بنسبة تصل إلى 65٪ بحلول عام 2030، إذ إنها خططت في ظل هذا السيناريو للوصول إلى ذروة الانبعاثات في نهاية هذا العقد.

أصدر الرئيس شي جين بينغ في ديسمبر 2020، إعلانًا مفاجئًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة مفاده أن الصين تخطط لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060.

لكن الخطة الخمسية الجديدة للبلاد التي أُصدِرت في مارس، لم توضح الخطوات اللازمة للوصول إلى هذا الهدف، كما لم تقدم بكين رسميًا مساهمتها المحددة وطنيًا الجديدة.

الولايات المتحدة

كانت الولايات المتحدة التي تعتبر ثاني أكبر ملوث، واحدة من القوى الدافعة وراء عقد اتفاق باريس، مع التزام أولي بخفض الانبعاثات بمقدار الربع بحلول عام 2025 مقارنة بمستويات عام 2005.

لم يضيع الرئيس جو بايدن أي وقت في منصبه في العودة إلى الاتفاق بعد قرار سلفه دونالد ترامب التراجع عن الالتزامات الأمريكية.

حدد بايدن موعدًا لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 وكشف النقاب عن خطة إنفاق على البنية التحتية بقيمة 2 تريليون دولار للمساعدة في تحقيق ذلك.

لم تقدم الولايات المتحدة حتى الآن مساهماتها المحددة وطنيًا الجديدة، ولكن من المتوقع أن تفعل ذلك إما قبل قمة المناخ أو خلالها.

التعهدات المناخية للدول الأكثر إنتاجًا لانبعاثات الكربون - المخططات التي تعمل الدول الصناعية الكبيرة على تطبيقها من أجل خفض انبعاثات الكربون

الاتحاد الأوروبي

قرر الاتحاد الأوروبي عام 2015 الالتزام بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40٪ على الأقل بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990.

حدّثت الدول الأعضاء هذا الهدف في ديسمبر، بهدف تقليل الانبعاثات بنسبة لا تقل عن 55 % بحلول نهاية هذا العقد.

ورغم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنها تلتزم بنفس الهدف المدعم بقانون، لتحقيق صافي انبعاث صفري بحلول 2050. إذ أعلنت في ديسمبر أنها ستسعى لخفض الانبعاثات بنسبة 68% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990.

الهند

تخطط الهند مثلها مثل الصين لتقليل كثافة الكربون لديها بنسبة تصل إلى 35% هذا العقد مقارنة بمستويات عام 2005.
لكن هذا البلد الذي يعد ثالث أكبر ملوث في العالم لم يقدم بعد مساهمته المحددة وطنيًا الجديدة.

روسيا

عادت روسيا رسميًا إلى اتفاق باريس في عام 2019. تقول موسكو إنها تخطط لخفض مستويات التلوث بحلول عام 2030 إلى 70% من مستويات عام 1990 أي أنه سيكون في الواقع انخفاضًا بنسبة 30%.

اليابان

التزمت اليابان عام 2016 بخفض الانبعاثات بنسبة 26% بحلول عام 2030. وكان للمساهمات المحددة وطنيًا الجديدة التي صدرت في مارس 2020، الرقم ذاته، ما أثار انتقادات حادة من قبل مجموعات أبحاث مراقبة الكربون.

لكن رئيس الوزراء الجديد يوشيهيدي سوجا قال في أكتوبر أن البلاد ستكون خالية من الكربون بحلول عام 2050.

باقي الدول

ومن بين الدول الرئيسية الأخرى المنتجة للانبعاثات، قدمت البرازيل والمكسيك وأستراليا وكوريا الجنوبية مساهماتها المحددة وطنيًا الجديدة، وإن لم تكن هناك أي زيادة كبيرة في خفض الانبعاثات.

فيما لم تقدم إندونيسيا وكندا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا خططها للسنوات الخمس المقبلة.

إضافة إلى أن ما يقرب 80 دولة تشكل انبعاثاتها نحو 30% من إجمالي انبعاثات العالم التزمت بالموعد النهائي الرسمي لإعادة تقديم المساهمات المحددة وطنيًا.

قالت الأمم المتحدة أن التعهدات المجددة ستسهم في انخفاض الانبعاثات بنسبة أقل من 1٪ مقارنة بمستويات عام 1990 وهي نسبة بعيدة كل البعد عن النسبة المقررة البالغة 45٪ التي تقول لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة أن الوصول لها ضروري للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.

محايدة الكربون

تلتزم المزيد من البلدان بتحقيق صافي انبعاثات صفرية، أي أن أي تلوث كربوني متبق سيُعزل أو يُعوَّض بحلول عام 2050.
لكن وفقًا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 100 دولة تشكل 65% من الانبعاثات العالمية لم تحدد رسميًا موعدًا يجب بحلوله تحقيق الحياد المناخي.

اقرأ أيضًا:

العلماء يحذرون: غابات الأمازون قد تزيد التغير المناخي سوءًا!

هل يمكننا سحب كمية كربون كافية من الغلاف الجوي لوقف التغير المناخي؟

ترجمة: رياض شهاب

تدقيق: نغم رابي

المصدر