في عام 2020، توصلت أكبر سبع شركات مصنعة للشاحنات التجارية في أوروبا إلى اتفاق يقضي بوقف إنتاج المركبات الديزلية خلال مدة عشرين عامًا واستبالدها بمركبات تعمل بطاقة مستدامة مثل الطاقة الشمسية، منذ ذلك الحين، تعمل هذه الشركات بجد لتحقيق هذا الهدف.

وفي 31 أغسطس، أعلنت إحدى هذه الشركات عن أحدث ابتكاراتها في مجال الانتقال من صناعات ذات انبعاثات عالية إلى مستقبل أكثر استدامة، ومع ذلك، فإن هذه الشركة السويدية تستهدف استغلال المساحات المحيطة بأطنان البضائع المنقولة على الطرق بدلًا من ثورة في محرك الشاحنة نفسه.

وفقًا لبيان صادر عن شركة سكانيا، فقد شُكلت شراكة حديثًا بين الشركة وجامعة أوبسالا وشركة الطاقة ميدسمر لتطوير نموذج أولي لشاحنة هجينة بقوة 560 حصانًا، ومقطورة طولها 60 قدمًا تغطيها 100 متر مربع من ألواح الطاقة الشمسية، ووفقًا لشركة كلين تيكنيكا، يمكن للتقنية الشمسية أن تزود هذه الشاحنة بمدى سنوي إضافي يصل إلى 5000 كيلومتر في السويد، وهذا رقم مشجع نظرًا لموقع النموذج الأولي.

تشتهر الدول الاسكندنافية بقلة الأيام المشمسة، إذ لا تشهد سماء ستوكهولم صفاءً لأكثر من نصف شهر يوليو في المتوسط. وعلى العكس من ذلك، فإن شهر نوفمبر يكون غائمًا تقريبًا 75٪؜ من الشهر. وعلى الرغم من ذلك، فإن انتظام حالة الغيوم في السماء يعزز نجاح المشروع.

أوضح إريك فالكجريم، قائد التكنولوجيا في قسم الأبحاث والابتكار في سكانيا ومدير مشروع الشاحنة التي تعمل بالطاقة الشمسية، في إعلان 31 أغسطس: «أردنا بالتحديد معرفة مدى نجاح المشروع في السويد، لأنه إذا ذهبت إلى أماكن مثل جنوب أوروبا أو أستراليا أو شمال أفريقيا، فمن الواضح أن هناك الكثير من أشعة الشمس، إذا أمكن العمل في السويد في ظروف شديدة التحدي مثل قلة ساعات سطوع الشمس وكثرة الطقس القاتم، فإن ذلك من شأنه أن يؤكد صلاحية المشروع على نطاق واسع».

أشار فالكجريم أنه على الرغم من أن مفهوم وضع ألواح الطاقة الشمسية على سقف الشاحنات قد يبدو بسيطًا في البداية، فإن الجوانب اللوجستية لم تكن سهلة على الإطلاق. وتابع: «إنها فكرة جامحة ومجنونة إلى حد ما لأنها تأتي مع الكثير من الأجهزة الجديدة وتحتاج إلى تنظيم برامج وتطويرها لجعل عملية نقل الطاقة آمنة فيها، للتعامل مع أخطاء التصميم».

عمومًا، ألواح الطاقة الشمسية ليست الحل المثالي في حالة السفر شبه المستمر، وعلى هذا النحو، قال فالكجريم: «إنها مناسبة إلى حد ما من الناحية الفنية».

ومع أن اختبارات النموذج على الطرق العامة في السويد لم يبدأ إلا مؤخرًا، فإنه أوضح قائلًا: «إن المشروع يتعلق بمعرفة هل هذا الحل مُجدٍ، ونحن نعتقد حتى الآن أنه كذلك».

على الرغم من استبعاد انتشار مثل هذا التصميم على الطرق قبل بضع سنوات، فإن الاختبار الأولي الذي أجرته سكانيا يوضح أن تكنولوجيا الطاقة الشمسية ليست مجدية فحسب، بل واعدة أيضًا.

اقرأ أيضًا:

طائرة ركاب كهربائية هجينة تنجح في أول اختبار لها

هل ستكون السيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية هي سيارات المستقبل؟

ترجمة: يوسف الشيخ

تدقيق: حسام التهامي

المصدر