ما التهاب الجلد الفرجي؟

يُعّد التهاب الجلد الفرجي حالةً جلديةً تسبب حكة وتهيجًا والتهابًا في الفرج، وجفاف الجلد والحكاك حول المهبل، وقد يمتد إلى القرب من فتحة الشرج أو الجلد بين الردفين، وهي حالة تسمى الإكزيما حول الشرج.

يشمل التهاب الجلد الفرجي: التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما الفرجية) والتهاب الجلد التماسي، في كليهما، يكون الشعور بالحكة في الفرج موجودًا والسبب غالبًا ما يكون في البيئة المحيطة ألحق الضرر بالبشرة أو تسبب في رد فعل تحسسي.

مَن يتأثر بالتهاب الجلد الفرجي؟

تزداد احتمالية الإصابة عند الإناث قبل الوصول إلى سن البلوغ أو ما بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستويات الأستروجين مقارنةً بمستويات الأستروجين في أثناء الدورة الشهرية، الأمر الذي يؤدي إلى جعل الجلد أكثر جفافًا وأكثر رقة وعرضة للإصابة والتهيج.

أعراض التهاب الجلد الفرجي:

يُعتد الحكاك العرض الأكثر شيوعًا لالتهاب الجلد الفرجي بالرغم من تباين شدتّه من شخص لآخر، تتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:

  •  الشعور بحرقة في الجلد أو وخز.
  •  ظهور بقع جلدية أكثر سماكة من الجلد المحيط بها.
  •  ظهور بقع جلدية حمراء أو أغمق من الجلد المحيط بها.
  •  الشعور برطوبة في الفرج نتيجة تلف الجلد وتسرب السوائل.
  •  الشعور بالألم عند ممارسة الجماع أو استخدام السدادات القطنية أو أثناء الخضوع لفحص الحوض باستخدام المنظار.

قد تزداد الأعراض سوءًا في أوقات معينة:

  •  الليل.
  •  الجماع.
  •  الدورة الشهرية.
  •  الحرّ.

أسباب التهاب الجلد الفرجي:

يعّد الجلد المحيط بالفرج عرضةً للضرر وحاجزًا هشًا أمام المهيجّات والعوامل المحسسة مقارنةً مع أجزاء الجسم الأخرى. قد تؤدي بعض المنتجات إلى تهيّج البشرة أو التسبب في رد فعل تحسسي في حال لامست الجلد.

فيما يلي بعض المواد التي قد تؤدي إلى التهاب الجلد الفرجي:

  •  الصابون، فقاعات الاستحمام، الشامبو وبلسم الشعر.
  •  مزيلات التعرق، العطور، الدوش الفرجي وبودرة التلك.
  •  الملابس الداخلية المصنوعة من مواد صناعية مثل النايلون.
  •  مواد التنظيف والتجفيف.
  •  الفوط الصحية واليومية والسدادات القطنية.
  •  المواد الغذائية الحافظة.
  •  المناديل الورقية.
  •  زيت شجرة الشاي.
  •  مبيدات النطاف.
  •  الأدوية.
  •  الأصباغ.

تزداد احتمالية الإصابة في حال الإصابة بالسلس البولي أو البرازي نتيجة تلوث الجلد إما بالبول أو البراز ما يؤدي إلى تهيجّه.

تشخيص التهاب الجلد الفرجي؟

تتشارك العديد من الحالات الجلدية الأخرى مع التهاب الجلد الفرجي بالأعراض، ما يجعل على مقدم الرعاية الصحية مهمة استبعاد الاضطرابات أو الأمراض الأخرى التي قد تسبب الحكة، ومنها:

  •  الحزاز.
  •  الحزاز المتصلب.
  •  الصدفية.
  •  التهاب الجلد الدهني.
  •  الضمور المهبلي.
  •  التهاب المهبل.
  •  سرطان الفرج.
  •  التهاب الفرج.
  •  ألم الفرج.
  •  عدوى الخميرة المهبلية.

قد يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي والأعراض التي يعاني منها المريض، قد يقوم أيضًا بإجراء اختبارات لمعرفة سبب الحكة.

 التاريخ الطبي والأعراض:

السؤال عن التاريخ الطبي للعائلة بأمراض الجلد والربو وأمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك وقت الحدوث ومتى تزداد شدة. يسأل الطبيب أيضًا عن الأدوية وعن نمط الحياة وعن العادات الصحية المتعلقة بالعناية بمنطقة الفرج.

 الفحص البدني:

معاينة الفرج والمهبل بحثًا عن علامات وجود أي ضرر في الجلد أو التهاب واختبار المفرزات المهبلية لاستبعاد عدوى الخميرة المهبلية أو أي التهابات أخرى مرتبطة بالبكتيريا التي تسبب الأعراض ومنها الحكة.

 اختبار الرقعة:

تشخيص الحساسية الجلدية بواسطة وضع كميات قليلة من المواد المثيرة للحساسية على البشرة ومراقبة حدوث أي رد فعل. يساعد هذا الاختبار على تحديد مسببات الحساسية في البيئة المحيطة التي قد تسبب التهاب الجلد.

 الخزعة:

تُتطلب الخزعة في حال كانت الصورة السريرية إما تتغير باستمرار أو تزداد سوءًا على الرغم من العلاج، تُجرى عادةً لاستبعاد سرطان الفرج أو خلل التنسج العنقي أو الحالات الأخرى ذات الأعراض المشابهة.

التدبير والعلاج.

علاج التهاب الجلد الفرجي:

يُعالج التهاب الجلد الفرجي بالابتعاد عن مسببات الحكة وممارسة أفضل رعاية ممكنة لمنطقة الفرج، وتساعد الأدوية في تخفيف الألم والحكة.

يُعد تغيير نمط الحياة عاملًا هامًا في العلاج، بالابتعاد عن مسببات الحساسية أو مهيجات الجلد والعناية الصحية المثلى للفرج بالتنظيف اللطيف واختيار الملابس التي تسمح للبشرة بالتنفس، لكن على سبيل المثال يجب على المصابات ما يلي:

  •  التنظيف بصابون غير معطر لطيف على البشرة وبماء دافئ ليس أكثر من مرة واحدة يوميًا.
  • التنظيف باستخدام اليدين بدل استخدام قطعة قماشية للتنظيف.
  •  التجفيف بمنشفة نظيفة.
  •  ارتداء الألبسة الداخلية القطنية 100% بدلًا عن الأقمشة الاصطناعية.
  •  ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة بدلًا عن الضيقة منها أو الجينز.
  •  غسيل الملابس بمنظفات خفيفة غير معطرة.
  •  تجنب الدوشات المهبلية أو منتجات النظافة النسائية المعطرة التي قد تحتوي على مواد كيميائية مهيجة للبشرة.
  •  أحد أهم طرق العناية بالفرج هي الاعتدال بالعناية لأن الغسل المتكرر والشديد يفاقم التهاب الجلد.

الأدوية:

يصف الطبيب عادةً حبوبًا أو كريمات أو مراهم تساعد في إبقاء الحكة تحت السيطرة كي لا تلحق الحكة ضررًا بالجلد بسبب الحك، تشمل هذه الأدوية:

  •  الأدوية المساعدة على النوم: هيدروكسيزين، دوكسيبين.
  •  مراهم الستيرويدات القشرية: هيدروكورتيزون، ديسونيد، تريامسينولون، بروربيونات كلوبيتاسول وبيتاميتازون ديبروبيونات.
  •  المطريات المضادة للحكة.

في حال وجود حالة إضافية مساهمة أيضًا في الحكة مثل العدوى، يستطيع مقدم الرعاية الصحية أن يصف أدوية أخرى للسيطرة على الأعراض.

كيفية تقليل مخاطر الإصابة بالتهاب الجلد الفرجي:

في حال كانت المريضة مهيّئةً وراثيًا للإصابة بإكزيما الفرج، فمع الأسف ليس هنالك الكثير يمكن فعله لتقليل خطر الإصابة، لكن مع ذلك، تقلل الرعاية الصحية المناسبة للفرج من مخاطر الإصابة بالتهاب الجلد الفرجي نتيجة أحد المهيجات أو المحسسات.

توقع سير الإصابة:

يعتمد الوقت اللازم للتحسن على سبب الإصابة، قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى الشهر بمجرد الابتعاد عن المادة المحرضة لالتهاب الجلد التماسي، كما تطول فترة التعافي في حال وجود عدوى أخرى مع الإصابة.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

تُعد حكة الفرج عرضًا شائعًا للعديد من الحالات التي تتطلب علاجًا مختلفًا، على هذا تجب مراجعة الطبيب قبل استخدام أي علاجات دون وصفة طبية لتخفيف الحكة ولتجنب وقوع أي مضاعفات نتيجة معالجة المريض نفسه بنفسه بعلاج قد يكون مهيّجًا ويفاقم الإصابة.

كيف يبدو التهاب الفرج؟

قد تبدو الأشفار عادةً منتفخة أو أحمراء أو أغمق من الجلد المحيط بالإضافة إلى وجود بقع من الجلد تبدو أكثر سماكة من الجلد المحيط بها.

كيف تبدو الإكزيما الفرجية؟

قد يبدو الفرج منتفخًا أو أحمر أو أغمق من الجلد المحيط به كما الحال في العدوى الفرجية بالإضافة إلى وجود بقع بيضاء متقشرة من الجلد متهيجة.

ما أفضل كريم لعلاج الحكة في المناطق الحساسة؟

الستيرويدات القشرية ومضادات الهيستامين التي تساعد على النوم ليلًا لكن إجمالًا يعتمد علاج الحكة على سبب الحكة وبالتالي تجب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب.

وفي الختام، من المهم أن نتذكر أن التهاب الجلد الفرجي حالة صحية كغيرها من الحالات ويجب ألا نخجل من طلب مساعدة الطبيب، فبمجرد تحديد المادة المسببة للحكة ما علينا إلا تجنبها واتباع توصيات الطبيب.

اقرأ أيضًا:

التهاب الفرج: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التهاب الأعضاء التناسلية الأنثوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سنا أحمد

تدقيق: رغد أبو الراغب

المصدر