ما التهاب القرنية؟

القرنية هي الطبقة الشفافة التي تغطي القزحية وبؤبؤ العين. وقد تصاب بالتهاب نتيجة عدوى أو أسباب أخرى. وتتطلب العلاج الفوري إذا كان لدى المريض ألم وتورم وسيلان مائي في العين، وقد تتطور إلى قرحة إذا لم تُعالج.

يُقسم التهاب القرنية بناءً على العامل المسبب إلى نوعين: التهاب القرنية المعدي أو التهاب القرنية غير المعدي. ويسمي بعض الناس التهاب القرنية المعدي بالتهاب القرنية الجرثومي.

تشمل العلامات والأعراض المبكرة لالتهاب القرنية ألم العين واحمرارها. وإذا ظن الشخص أنه قد يكون مصابًا بالتهاب القرنية، يجب أن يرى مقدم الرعاية الصحية فورًا. وقد يؤدي المرض إلى تلف في العينين ينتهي بفقدان البصر. ويسبب التهاب القرنية معظم حالات عمى القرنية في جميع أنحاء العالم.

ما مدى شيوع شيوع التهاب القرنية؟

التهاب القرنية هو حالة طبية شائعة يمكن علاجها. ومع ذلك، خارج الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى، يُعد التهاب القرنية المعدي سببًا مهمًا للعمى. وقد تنتقل بعض أنواع العدوى التي تسبب التهاب القرنية من شخص إلى آخر بلمس الأشياء الملوثة أو السعال أو العطاس.

ما علامات التهاب القرنية وأعراضه؟

تتضمن علامات التهاب القرنية وأعراضه ما يلي:

  •  ألم في العين.
  •  سيلان مائي في العين.
  •  عين حمراء ومتهيجة ومحتقنة بالدم.
  •  حساسية الضوء (رهاب الضوء).
  •  رؤية ضبابية.
  •  مشكلات في فتح الجفن.
  •  الشعور بأن هناك جسم غريب في العين.

ما الذي يسبب التهاب القرنية؟

هناك أسباب معدية وغير معدية لالتهاب القرنية.

تشمل أسباب التهاب القرنية المعدي ما يلي:

  •  التهاب القرنية الجرثومي: هذا النوع تسببه الجراثيم وهو الأكثر شيوعًا.
  •  التهاب القرنية الفطري: يحدث هذا النوع بسبب الفطريات، وغالبًا من النباتات.
  •  التهاب القرنية الطفيلي: الطفيليات هي كائنات حية تعيش على كائن حي آخر، مثل التهاب القرنية الشوكميبي الذي ينتج عن طفيلي أحادي الخلية يُسمى الأميبا.
  •  التهاب القرنية الفيروسي: تستطيع الفيروسات -مثل تلك التي تسبب القوباء المنطقية والهربس البسيط- أن تسبب التهاب القرنية. وغالبًا ما يرتبط التهاب القرنية بالهربس البسيط.

تشمل أسباب التهاب القرنية غير المعدي ما يلي:

  •  جرح العين (يشمل ذلك إجراء جراحة للعين، والتعرض لحادث والإصابة بحالة تسبب احتكاك الرموش بسطح العين).
  •  ارتداء العدسات اللاصقة فترة طويلة.
  •  وجود جسم غريب في العين.
  •  التعرض للأشعة فوق البنفسجية فترة طويلة.
  •  نقص فيتامين أ.
  •  الإصابة باضطراب الجفن أو مرض مناعي ذاتي يسبب جفاف العين.

ما عوامل الخطر للإصابة بالتهاب القرنية؟

قد يصاب أي شخص بالتهاب القرنية. ومع ذلك، فإن أحد عوامل الخطر الرئيسية لالتهاب القرنية هو ارتداء العدسات اللاصقة. وهذا مرتبط بما يلي:

  •  ارتدائها فترة أطول مما يُفترض. وقد يسبب ذلك تلف العين وربما الإصابة بالعدوى.
  •  عدم تنظيفها أو تطهيرها بصورة صحيحة.
  •  ارتدائها في حمامات السباحة أو أحواض المياه الساخنة أو مصادر المياه الخارجية.

تشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:

  •  استخدام الكورتيكوستيرويدات فترة طويلة من الزمن.
  •  ضعف الجهاز المناعي.
  •  جفاف العين.
  •  وجود إصابة في العين، مثل إجراء جراحة سابقة.

كيف يُشخص التهاب القرنية؟

قد يسأل طبيب العيون أولًا أسئلة بشأن الأعراض والتاريخ الطبي، ثم يجري بعض هذه الاختبارات أو كلها:

  •  فحص كامل للعين: يستخدم الطبيب الأضواء الساطعة والمجهر للنظر إلى العين.
  •  أخذ مسحة من العين: ترسل المسحة إلى المختبر لتحديد هوية الالتهاب ونوعه.
  •  اختبار بقعة الفلوريسين: تُجرى بوضع صبغة في العين ثم ينظر إليها بمصباح أزرق.

كيف يُعالج التهاب القرنية؟

إذا كان الشخص يعاني حالة التهاب خفيفة في القرنية، قد يقترح الطبيب استخدام قطرات مزلقة وترك العين تتعافى من تلقاء نفسها. ولكن عادةً ما نلجأ إلى الأدوية لعلاج التهاب القرنية المعدي. فإذا كان الشخص مصابًا بعدوى جرثومية، يجب استخدام قطرات تحتوي على مضاد حيوي للعين. أما في حال العدوى الفطرية، فتحتوي القطرات على دواء مضاد للفطريات. وفي حال العدوى الفيروسية، فيجب استخدام القطرات التي تحتوي على مضادات للفيروسات.

بعد شفاء العدوى البكتيرية أو الفيروسية بصورة كاملة، قد يقترح الطبيب استخدام قطرات عينية تحتوي على ستيرويد لتقليل التورم.

إذا كان الشخص مصابًا بالتهاب القرنية المتقدم، قد يحتاج إلى دواء فموي لعلاج الالتهابات.

إذا لم يكن هناك استجابة للأدوية وكان التهاب القرنية يسبب ندوبًا في القرنية، قد يحتاج المريض إلى عملية زرع القرنية.

متى يبدأ التحسن بعد العلاج؟

من المحتمل أن يبدأ الشعور بالتحسن بعد يوم أو يومين إذا كان الشخص يتناول الأدوية المضادة للعدوى. ويستغرق التعافي وقتًا أطول للحالات الأكثر خطورة.

كيف يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالتهاب القرنية؟

يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب القرنية عن طريق:

  •  اتباع التعليمات الخاصة بمدة ارتداء العدسات اللاصقة.
  •  التأكد من نظافة اليدين عند لمس العينين.
  •  اتباع التعليمات الخاصة بتنظيف العدسات اللاصقة وتعقيمها جيدًا.
  •  عدم السباحة أو الاستحمام أو استخدام حوض الاستحمام الساخن عند ارتداء العدسات اللاصقة.
  •  غسل اليدين جيدًا وتجنب التلامس مع المرضى.
  •  ارتداء النظارات الواقية في أثناء العمل والمشاركة في الرياضة.
  •  ارتداء النظارات الشمسية لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية.

ما الذي قد يتوقعه المصاب بالتهاب القرنية؟

إذا كان المريض يعاني معظم أنواع التهاب القرنية، فيمكن علاج الحالات بالأدوية. أما إذا كان مصابًا بالنوع الفيروسي من التهاب القرنية، فهناك احتمال أن يُصاب به مرة أخرى.

قد يصاب المريض بالزرق نتيجة إصابته بالتهاب القرنية المعدي. وقد تكون الآثار المستقبلية للأشخاص المصابين بالتهاب القرنية الفطري أسوأ بالنسبة للأشخاص المصابين بالتهاب القرنية الجرثومي.

يسبب التهاب القرنية غير المُعالج ندبات القرنية التي قد تؤدي إلى فقدان البصر.

متى يجب زيارة مقدم الرعاية الصحية؟

يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية عند ظهور أعراض مثل ألم في العين مع احمرار وسيلان وعدم وضوح الرؤية.

إذا لم يحقق العلاج الفعالية المطلوبة، يجب الاتصال بمقدم الرعاية الطبية.

ما الأسئلة الواجب طرحها على الطبيب بشأن التهاب القرنية؟

قد يرغب المريض في طرح أسئلة من قبيل:

  •  نوع التهاب القرنية التي يعانيها؟
  •  متى يمكنه العودة إلى العمل أو المدرسة؟
  •  هل القيادة آمنة له؟
  •  كيف يمكنه تقليل التوتر حتى لا يحدث التهاب القرنية بالهربس البسيط؟
  •  ما المضاعفات التي يجب البحث عنها ومتى يجب الاتصال بالطبيب؟

ما الفرق بين التهاب القرنية والتهاب العنبية؟

يتعلق الفرق بموقع الالتهاب. وتتشابه العلامات والأعراض، لكن التهاب العنبية يؤثر في العنبية؛ وهي الطبقة الوسطى من العين التي تشمل القزحية، والمشيمية، والجسم الهدبي، في حين يؤثر التهاب القرنية في القرنية؛ وهي الطبقة الواقية فوق قزحية العين.

الحالة الأخرى المشابهة هي التهاب الملتحمة، وهو التهاب يؤثر في الملتحمة (الأنسجة المبطنة للجفن).

قد يصاب المريض بالتهاب القرنية والملتحمة إذا كان الالتهاب يؤثر فيهما معًا. وغالبًا ما يصاب الأطفال بنوع خفيف من هذه الحالة.

اقرأ أيضًا:

التهاب القرنية الشوكميبي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تلين القرنية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر