تتعدد الأسباب المحتملة التي تنتج عنها حكة الفرج والمهبل، إذ تشمل التهيّج الناتج عن حساسية الملامسة مع الأقمشة أو الصابون المعطَّر، والتهاب المهبل البكتيري وداء المبيضات المهبلي وبعض الأمراض الجلدية.

الفرج هو الجزء الخارجي من الأعضاء التناسلية الأنثوية، إذ يتكون من الشفْرَين والبظر وفتحة المثانة وفتحة المهبل. أما المهبل فهو القناة الداخلية التي تمتد من الرحم إلى الفرج. تعاني النساء حكة حول الفرج أو داخل المهبل، إذ تختلف الأسباب وتتنوع معها الأعراض والعلاج المحتمل.

تقدم هذه المقالة نظرة عامة على الأسباب الشائعة للحكة المهبلية والفرجية.

التهيّج أو رد الفعل التحسسي

تنتج الحكة الفرجية الطفيفة غالبًا عن استخدام مُنتجات تهيِّج الجلد حول الأعضاء التناسلية، إذ يُعَد الجلد في هذه المنطقة حساسًا، وتشمل هذه المنتجات:

  •  الفوط الحيضية.
  •  مواد معينة تدخل في تصنيع الملابس الداخلية.
  •  غسل الملابس الداخلية بمنظف غسيل معطر.
  •  استخدام الكريمات أو الصابون أو الغسولات، خاصةً المعطرة منها.
  •  رد فعل تجاه الواقي الذكري المطاطي.
  •  المواد العطرية في المعطرات أو الغسولات المهبلية.

تختفي الحكة عادةً بعد التوقف عن استخدام هذه المنتجات، وبالوسع استخدام منتجات خالية من العطور إذ إنها أقل عرضة للتسبب في حدوث تهيج.

لا ينصح مختصو الرعاية الصحية باستخدام المنتجات أو الغسولات لتنظيف المهبل، إذ إنّ المهبل ينظف نفسه بنفسه. قد يسبب الدش المهبلي وغيره من منتجات التنظيف المهبلي تهيّجًا ويُضعِف قدرة المهبل على تنظيف نفسه.

قد يؤدي الفرك أو الاحتكاك من الملابس الداخلية أو طيات الجلد أو النشاط الجنسي أيضًا حكة في هذه المنطقة.

يجب تجنب حك الجلد أو الفرك عند الشعور بالحاجة إلى الحك، لأن ذلك قد يزيد الحكة سوءًا.

عند الاشتباه بالحساسية تجاه المواد المطاطية التي يُصنع منها الواقي الذكري، يجب سؤال الطبيب عن بدائل الواقي الذكري المصنوع من المواد المطاطية. من الجدير بالذكر أنّ الواقيات الذكرية الخالية من المطاط متوفرة للشراء دون وصفة طبية وعبر الإنترنت.

عدوى الخميرة

هي حالة تُصيب الكثير من الإناث في مرحلة ما من حياتهن، إذ تتطور عدوى الخميرة بسبب فرط نمو المبيضات (فطر كانديدا) في المهبل. ولا تُعد هذه العدوى خطيرة عادةً، لكن أعراضها قد تكون مزعجة، وتشمل:

  •  حكة أو حرقة في المهبل.
  •  إفرازات شفافة أو ذات لون أبيض عديمة الرائحة.
  •  تهيج مهبلي.

تحدث عدوى الخميرة عادةً عندما يختلّ التوازن البكتيري في المهبل، إذ تعيش البكتيريا المفيدة والخميرة في المهبل بحالة توازن. تحافظ البكتيريا على الخميرة تحت السيطرة، ما يمنع فرط نموها. عندما تفقد بكتيريا المهبل السيطرة على العدوى الفطرية، يحدث فرط النمو.

إن الأسباب الشائعة لعدوى الخميرة هي التغيرات الهرمونية، كما في أثناء الحمل أو استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية واستخدام الدش المهبلي.

قد تصاب النساء أيضًا بعدوى الخميرة بسبب استخدام المضادات الحيوية، إذ يؤدي كبح الجهاز المناعي أو مرض السكري غير المسيطَر عليه إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى الخميرة.

التهاب المهبل البكتيري (BV)

هو عدوى بكتيرية شائعة، تصيب النساء في سن الإنجاب وتحدث عند اختلال التوازن في البكتيريا الطبيعية المفيدة في المهبل. وقد تُصاب النساء بالتهاب المهبل البكتيري بدون أعراض. أما إذا ظهرت الأعراض فقد تشمل:

  •  حكة أو ألم أو حرقة داخل المهبل.
  •  حكة في الجزء الخارجي من المهبل.
  •  إفرازات مهبلية بيضاء أو رمادية.
  •  رائحة كريهة خاصة بعد ممارسة الجنس.

قد يكون من الصعب التفريق بين التهاب المهبل البكتيري وعدوى الخميرة، إذ لم يتوصل أخصائيو الرعاية الصحية لمعرفة الأسباب الدقيقة للالتهاب البكتيري، لكنّ البعض ربطوا النشاط الجنسي والدش المهبلي في هذه الحالة.

من الجدير بالذكر أن هذه العدوى تصيب النساء النشطات جنسيًا، لكنها لا تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي (STI).

قد تكون العدوى تحت سريرية، إذ تُصاب كثير من النساء بالتهاب المهبل البكتيري دون معرفة ذلك، لكن قد يكون ضارًا إذا حملن. و إذا ظهرت على المرأة أعراض في أثناء الحمل أو محاولة الحمل، فعليها مراجعة الطبيب لمعرفة السبب.

الأمراض الجلدية

قد تسبب الأمراض الجلدية الشائعة حكة حول الفرج. ومن بينها:

  •  الصدفية.
  •  التهاب الجلد الدهني.
  •  التهاب الجلد التماسي التحسسي.
  •  التهاب الجريبات.
  •  كتوبية الجلد.
  •  قد تشير الحكة الشديدة حول الفرج إلى الحزاز المتصلب أو الحزاز المُسطَّح.

إذا اشتُبه بهذه الأمراض الجلدية، فيجب العمل مع مختصي الرعاية الصحية للعثور على أفضل استراتيجيات للعلاج.

الأمراض المنقولة بالجنس STIs

الأمراض المنقولة بالجنس هي عدوى قد يصاب بها الشخص بعد الاتصال الجنسي مع شخص مصاب. قد تسبب الأمراض المنقولة بالجنس الحكة المهبلية أو الفرجية أو عدم ارتياح في هذه المنطقة، ومن أمثلة ذلك:

  •  الهربس التناسلي.
  •  داء المشعرات المهبلي.
  •  الثآليل التناسلية.

من المهم معالجة الأمراض المنقولة بالجنس، فقد يسبب بعضها مشكلات طويلة الأمد، كالداء الحوضي الالتهابي أو العقم أو مضاعفات الحمل. قد تنقل النساء أيضًا بعض الأمراض المنقولة بالجنس إلى الطفل في أثناء الولادة. فيجب طلب العلاج مباشرةً لدى الاشتباه بالإصابة بعدوى منقولة جنسيًا.

الأسباب الأخرى

قد يبحث مختصو الرعاية الصحية عن الأسباب الأقل شيوعًا مثل: اعتلال الأعصاب أو سرطان الفرج، إذ يُعد الاعتلال العصبي أو تلف الأعصاب سببًا معروفًا للحكة.

يسبب سرطان الفرج أعراضًا مثل الحكة المستمرة وشعور الحرق والنزيف. إن هذا النوع من السرطانات نادر، إذ يمثل 0.7% من جميع أنواع السرطانات لدى الإناث في الولايات المتحدة.

لا تذكر جمعية السرطان الأمريكية الحكة المهبلية كعرض من أعراض سرطان المهبل.

الخلاصة

تعد الحكة الفرجية والمهبلية عرضًا شائعًا ولها عدة أسباب محتملة، وفي كثير من الحالات تكون الحكة ناتجة عن التهيج بسبب الملابس أو المنتجات المستخدمة في أثناء الدورة الشهرية أو العطور. قد يساعد تجنب هذه المحفزات على منع الحكة.

في حالات أخرى، قد تكون العدوى الفطرية أو البكتيرية هي السبب. وتزداد احتمالية حدوث ذلك عندما تصيب الحكة داخل المهبل.

قد تسبب بعض الأمراض الجلدية حكة حول الأعضاء التناسلية، ومنها الصدفية والتهاب الجريبات والتهاب الجلد الدهني.

يشخّص مختصو الرعاية الصحية السبب ويقترحون بعض العلاجات المناسبة، وفي معظم الحالات يكون السبب قابلًا للعلاج.

اقرأ أيضًا:

الحكة الفرجية ما هي الحلول المقترحة؟

العدوى الفطرية المهبلية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سارا رياض الخضر

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر