يحدث الداء القلبي الإكليلي عندما تتجمّع لويحة في الشرايين الإكليلية فتتضيّق أو تُسَد. يزيد التدخين ومستويات الكوليسترول المرتفعة وعوامل أخرى خطورة الإصابة به، وقد يسبب الداء القلبي الإكليلي نوبات قلبية، ولكن قد يساعد استخدام الستاتينات والخيارات العلاجية الأخرى في الوقاية من ذلك.

يميل الداء القلبي الإكليلي الذي يعرف باسم مرض الشريان التاجي، إلى التطور عندما يترسب الكوليسترول على جدران الشرايين مُشكّلًا لويحات. تُسبب هذه اللويحات تضيّقًا في الشرايين ما ينقص التدفق الدموي إلى القلب، أو تسبب التهابًا وتصلبًا في جدران الأوعية، وقد تسد خثرة الوعاء أحيانًا فتعيق تدفق الدم مُسببةً مشكلات صحية خطيرة.

تُشكل الشرايين الإكليلية شبكة من الأوعية الدموية على سطح القلب وتزوّده بالأكسجين، وعندما تتضيّق هذه الأوعية، لن يحصل القلب على كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين، خاصّة في أثناء النشاط الجسدي.

قد يسبب الداء القلبي الإكليلي أحيانًا نوبة قلبية، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُعد الداء القلبي الإكليلي أشيع أنواع الأمراض القلبية في الولايات المتحدة، وبإجمالي وفيات يصل إلى 382820 وفاة في سنة 2020.

الأسباب:

يحدث الداء القلبي الإكليلي عندما تترسب لويحات دهنية في الشرايين التي تزود القلب بالدم، وتنتج اللويحات الدهنية عن حالات صحية كامنة في الجسم مثل ارتفاع مستوى الكوليسترول والسكري والضرر الفيزيائي في الشرايين، وقد تقود اللويحات إلى الداء القلبي الإكليلي، وتملك هذه الحالة عوامل خطورة أخرى.

تتكون اللويحة المترسبة من الكوليسترول ونواتج التهابية أخرى من الخلايا، وتُسمى عملية تشكل اللويحات بالتصلب العصيدي، وقد تسبب هذه اللويحات المترسبة تضيّقًا في الشرايين مع مرور الوقت معيقةً أو قاطعةً التدفق الدموي الواصل إلى القلب.

عندما تتمزق اللويحة أو تتحطم، ستتجمّع الصفيحات في المنطقة مشكلةً خثرة دموية قد تغلق الشريان مسببةً تناقص الجريان الدموي أو انقطاعه، ما قد يقود إلى نوبة قلبية.

عوامل الخطورة:

تزيد العوامل التالية خطورة الإصابة بالداء القلبي الإكليلي:

  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  ارتفاع تركيز البروتين الشحمي منخفض الكثافة، أو ما يُعرف باسم الكوليسترول السيئ.
  •  انخفاض تركيز البروتين الشحمي عالي الكثافة، أو ما يعرف باسم الكوليسترول الجيد.
  • السكري.
  •  البدانة.
  •  التدخين.
  •  نمط الحياة المستقر.
  •  ازدياد التوتر.
  •  سوء استخدام الكحول.
  •  نظام غذائي منخفض النوعية.
  •  نقص مزمن في النوم.
  •  الداء الكلوي المزمن.

ومن عوامل الخطورة الأخرى غير المتعلقة بنمط الحياة:

  •  تاريخ عائلي للإصابة بالداء القلبي الإكليلي.
  •  انقطاع الطمث في سن مبكر.
  •  التقدم في العمر.

الأعراض:

قد يقود الداء القلبي الإكليلي إلى الذبحة الصدرية، وهي إحدى أشكال الألم الصدري المرتبط بالداء القلبي، وتسبب الذبحة الصدرية ضيقًا في النفس وأحاسيس أخرى في الصدر تشمل ما يلي:

  •  إحساسًا عاصرًا.
  •  الضغط.
  •  ثقلًا في الصدر.
  •  ضيقًا في الصدر.
  •  حرقةً.
  •  الألم.

يمكن للذبحة أن تسبب الأعراض التالية:

  • عسر الهضم.
  • حرقة في المعدة.
  • الضعف.
  • التعرق.
  • الغثيان.
  • التشنج والمغص.
  • الدوار.

المضاعفات:

تحدث النوبة القلبية عند عدم حصول العضلة القلبية على كمية كافية من الدم أو الأكسجين، وتحدث أيضًا عندما تتطور خثرة دموية للويحة في أحد الشرايين الإكليلية.

تُسمى عملية تشكل الخثرة الدموية باسم خثار الشريان التاجي، وعندما تكون الخثرة كبيرة يمكنها إيقاف التدفق الدموي للقلب كليًا في تلك الأوعية الدموية.

تعد النوبة القلبية حالة طبية طارئة قد تسبب الموت أو الضرر الدائم للقلب، لذلك عندما تظهر أعراض النوبة القلبية يجب التواصل مع خدمات الطوارئ بسرعة.

العلاج:

لا يوجد شفاء للداء القلبي الإكليلي، ولكن يمكن تدبير الحالة باالالتزام ببعض التعليمات.

يتضمن العلاج إجراء تغييرات في نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين والالتزام بنظام غذائي صحي والقيام بتمارين رياضية منتظمة، وقد يصف الأطباء أدوية لمنع تطور الداء القلبي الإكليلي، ولكن يحتاج بعض الأشخاص إلى إجراء عمليات طبية.

الأدوية:

تشمل الأدوية التي يمكنها تقليل الخطورة وتدبير أعراض الداء القلبي الإكليلي مايلي:

  •  الستاتينات: تقلل الستاتينات إجمالي الوفيات لدى الأشخاص المصابين بالداء القلبي الإكليلي أو المعرضين لخطر الإصابة به، وتقلل أيضًا خطر المشكلات الوعائية الأخرى غير القاتلة مثل الخثرات الدموية والنوبات القلبية.
  •  حاصرات بيتا: قد يصف الأطباء حاصرات بيتا لخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وخاصةً لدى المصابين مسبقًا بنوبات القلبية، لأن ذلك يساعد في إراحة القلب.
  •  لصاقات أو بخاخات أو حبوب النتروغليسرين: تريح الشرايين وتقلل حاجة القلب للدم وتخفف الألم الصدري.
  •  مثبطات الأنزيم القالب للأنجيوتنسين: تُخفض الضغط وتحسن النتائج لدى العديد من الأشخاص المصابين بالداء القلبي الإكليلي.
  •  حاصرات قنوات الكالسيوم: تساعد في توسيع الأوعية الدموية وتقليل معدل ضربات القلب وخفض الضغط الدموي، ويفيد ذلك الأشخاص المصابين بالداء القلبي الإكليلي.

الإجراءات الجراحية:

قد يلجأ الأطباء لإجراءات جراحية غازية لفتح أو استبدال الشرايين المسدودة إذا كانت الشرايين ضيقة جدًا أو عندما لا تستجيب أعراض المصاب للأدوية.

تتضمن الإجراءات الجراحية المجازة الإكليلية والتداخل على الشرايين الإكليلية عبر الجلد، ويعد هذا التداخل الخيار الأقل غزوًا لتوسيع الأوعية الدموية وتحسين التدفق الدموي، إذ يقوم الجراحون عمومًا بإدخال قثطرة داخل الوريد ونفخ بالون صغير في موقع الانسداد.

قد يحتاج المصاب في حالات نادرة إلى زراعة قلب، ولكن لا تجرى هذه العملية إلا عندما يتأذى القلب بشدة ولا يستفيد من العلاج.

الوقاية:

يساعد التحكم في مستوى كوليسترول الدم في تقليل خطر الإصابة بالداء القلبي الإكليلي، ويمكن التحكم بشكل أفضل بمستوى الكوليسترول بما يلي:

  •  القيام بنشاطات جسدية.
  •  تقليل استهلاك الكحول.
  •  تجنب التدخين.
  •  الالتزام بنظام غذائي قليل السكر والملح والدهون المشبعة.
  •  الاستمرار بتناول الأدوية المتعلقة بضغط الدم والكوليسترول التي يصفها الطبيب إلى جانب التغييرات الضرورية في نمط الحياة.

التشخيص:

قد يجري الطبيب اختبارات جسدية ويأخذ تاريخًا طبيًا شاملًا للمريض ويطلب اختبارات أخرى لتشخيص الداء القلبي الإكليلي والأمراض القلبية الأخرى، وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:

  •  تخطيط كهربائية القلب: يسجل فعالية القلب الكهربائية والنظم القلبي.
  •  مخطط صدى القلب: مسح بالأمواج فوق الصوتية لتصوير القلب.
  •  اختبار الجهد: يتضمن استخدام جهاز المشي أو الأدوية التي تجهد القلب لمعرفة كيف يعمل القلب عندما يكون الشخص في حالة نشاط، إذ يجري الطبيب ذلك باستخدام تقنيات تصويرية مثل تخطيط صدى القلب والتصوير النووي، وذلك لتقييم مناطق الانسداد.
  •  قثطرة الشرايين الإكليلية: يحقن الطبيب صبغة عبر القثطرة داخل الشريان، تُحقن عادةً في الذراع أو الساق إذ تُظهر الصبغة مناطق التضيق أو الانسداد على صور الأشعة السينية.
  •  التصوير الطبقي المحوري: الذي يسمح للطبيب برؤية الشرايين وتتبع الكالسيوم في الرواسب الدهنية وتحديد الشذوذات القلبية.
  •  التحاليل الدموية: يطلبها الأطباء لمعرفة مستوى الكوليسترول في الدم.

الخلاصة:

يحدث الداء القلبي الإكليلي عندما تتجمع الرواسب الدهنية على جدران الشرايين الإكليلية وتسبب هذه الحالة انسدادًا في الشرايين التي تزود العضلة القلبية بالدم الغني بالأكسجين، وتصلب الشرايين أيضًا وازدياد الالتهاب.

قد يكون الداء القلبي الإكليلي صعب العلاج، وقد يقود إلى نوبة قلبية، ولكن يستطيع الأشخاص المساعدة في تقليل خطر الإصابة بالداء القلبي الإكليلي بالالتزام بتمارين منتظمة والحفاظ على نظام غذائي صحي وتجنب استخدام المنتجات التبغية أو إيقافها.

يجب على الأشخاص طلب المساعدة الطبية الفورية عند الشعور بألم في الصدر وضيق في النفس لأن هذه الأعراض قد تشير إلى نوبة قلبية.

اقرأ أيضًا:

ما مراحل النوبة القلبية؟ ومتى يجب الاتصال بالطبيب؟

النوبة القلبية أو احتشاء عضلة القلب

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: نور حمود

المصدر