تحدث السكتة النخامية عندما يحدث انسداد في تدفق الدم أو نزيف في الغدة النخامية. قد تصبح حالةً خطيرةً وتتطلب علاجًا فوريًا.

ما الغدة النخامية؟

يبلغ حجم الغدة النخامية حجم حبة البازلاء تقريبًا وتقع في قاعدة الدماغ خلف جسر الأنف. وهي إحدى الغدد الصماء الثماني الموجودة في الجسم التي تنتج إشارات كيميائية تُسمَّى الهرمونات.

تعتمد العديد من وظائف الجسم على الهرمونات، بما في ذلك:

  •  تنظيم ضغط الدم.
  •  الخصوبة والوظيفة الجنسية.
  •  النمو والتطور.

تفرز الغدة النخامية هرمونات تؤثر في الغدد الصماء الأخرى لإنتاج هرموناتها الخاصة.

أورام الغدة النخامية:

تحدث سكتة الغدة النخامية عادةً لدى الأشخاص الذين لديهم ورم حميد في الغدة النخامية يسمى الورم الغدِّي النخامي.

لا يعرف معظم الأشخاص الذين لديهم ورم غدي في الغدة النخامية أنهم مصابون به، إذ يكتشفه الأطباء صدفةً باختبارات التصوير التي تُطلب لسبب آخر. لذا قد تكون السكتة النخامية العلامة الأولى على ورم الغدة النخامية عند بعض المرضى.

يعتمد تصنيف أورام الغدة النخامية على إفرازها الهرمونات من عدمه. تنتج بعض الأورام كمية كبيرة جدًا من أنواع معينة من الهرمونات، قد تشمل:

  •  الهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH) الذي يحفز الغدة الكظرية لإنتاج هرمون آخر يُسمَّى الكورتيزول. يساعد الكورتيزول الجسم على الاستجابة للتوتر وتخفيف الالتهابات، ويسهم في تنظيم ضغط الدم وسكر الدم والاستقلاب.
  •  يشارك البرولاكتين في العديد من وظائف الجسم، لكن يكمن دوره الرئيسي في نمو أنسجة الثدي وإنتاجها الحليب. قد تؤدي المستويات المرتفعة من البرولاكتين إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وانخفاض الرغبة الجنسية.
  •  يتحكم هرمون النمو في نمو الأطفال وينظِّم الدهون في الجسم وسكر الدم ويصلح الخلايا لدى البالغين.

أما أورام الغدة النخامية غير الوظيفية فلا تفرز الهرمونات. وتعد السكتة النخامية أكثر شيوعًا في الأورام الغدية غير الوظيفية.

مؤهبات السكتة النخامية:

عمومًا، يُصاب الذكور بالسكتة النخامية ضعف الإناث، وهو أكثر شيوعًا بين الأشخاص ذوي الأعمار بين 37 و 58 عامًا.

شيوع السكتة النخامية:

تختلف تقديرات تكرار الإصابة بأورام الغدة النخامية كثيرًا لأن العديد من الأشخاص المصابين بها لا عرضيون. عمومًا، يعتقد الخبراء أنها شائعة نسبيًا، ومن بين الأشخاص المصابين بأورام الغدة النخامية، يصاب نحو 2٪ إلى 12٪ بالسكتة النخامية.

أعراض السكتة النخامية:

تعتمد أعراض السكتة النخامية على مقدار:

  •  النزف.
  •  موت خلايا أنسجة الغدة النخامية نتيجة نقص تدفق الدم.
  •  التورم (الوذمة).

العلامة الأكثر شيوعًا هي الصداع المفاجئ والشديد، يعاني أكثر من نصف الأشخاص أيضًا مشكلاتٍ في الرؤية بسبب زيادة الضغط على الأعصاب التي تمتد من الدماغ إلى العينين. وهذه تشمل:

  •  رؤية مزدوجة.
  • تدلي الجفن.
  •  فقدان جزئي أو كامل للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.

تنتج بعض الأنواع الأخرى من الأعراض عن تغيرات في الدماغ، وقد تشبه هذه الحالات حالات عصبية أخرى، مثل التهاب السحايا. تشمل هذه الأعراض ما يلي:

  •  ارتباك وتشوُّش.
  •  تعب.
  •  حمى.
  •  إقياء وغثيان.
  •  الحساسية للضوء (رهاب الضوء).

هل تؤثر السكتة النخامية في الوظيفة الهرمونية؟

يؤثر تلف الغدة النخامية في وظيفة الغدد الصماء الأخرى، والهرمونات التي تنتجها، والعمليات الفيزيولوجية التي تتحكم بها.

من الاختلاطات الهرمونية الشائعة نقص هرمون قشر الكظر (ACTH)، الذي يؤثر في وظيفة الغدد الكظرية وقد يهدِّد هذا النقص حياة المريض. وتشمل أعراضه ما يلي:

  •  انخفاض ضغط الدم.
  •  انخفاض نسبة السكر في الدم.
  •  انخفاض مستويات الصوديوم.
  •  إقياء وغثيان.

أسباب السكتة النخامية:

ليس من الواضح سبب حدوث سكتة الغدة النخامية. وجدت بعض الدراسات أن 10% إلى 40% من الحالات ترتبط بأنواع معينة من الإجراءات والظروف الصحية والأدوية. وهذا يشمل:

  •  أدوية منع تخثر الدم التي تعالج جلطات الدم وتقي من تكرار حدوثها لدى الأشخاص المصابين بالخُثار الوريدي العميق والانصمام الرئوي.
  •  الأدوية المحفِّزة للدوبامين لعلاج مرض باركنسون ومتلازمة تململ الساقين.
  •  اختبار تحفيز الغدد الصم لتشخيص اضطراباتها.
  • علاج الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) لتقليل وظيفة المبيض الإفرازية، وهو أمر مهم لدى بعض المصابين بسرطان الثدي.
  •  رضٌّ في الرأس، غالبًا ما ينجم عن السقوط أو حادث سيارة.
  •  الجراحة، وخصوصًا جراحة العظام والقلب.

ما يزال الخبراء يحاولون فهم سبب ارتباط هذه العوامل أحيانًا بالسكتة النخامية، ما يسهم في إيجاد طرق للوقاية لدى مرضى أورام الغدة النخامية المعروفة.

تشخيص السكتة النخامية:

يجري الطبيب عادةً فحصًا بدنيًا لتقييم الأعراض وطلب اختبارات التصوير.

قد تحتاج إلى رعاية طارئة، اعتمادًا على شدة الحالة. في غرفة الطوارئ، تُستخدم الأشعة المقطعية Ct لأنها سريعة وتستبعد الحالات الأخرى مثل السكتة الدماغية. إذا سمح الوقت، يعد التصوير بالرنين المغناطيسي اختبار التصوير المفضل؛ إذ يوفِّر تفاصيل أكثر دقةً ويساعد مقدم الرعاية على تقييم الأضرار التي لحقت بالغدة النخامية.

علاج سكتة الغدة النخامية:

تشمل علاجات السكتة النخامية الأدوية والجراحة.

تُعد الكورتيكوستيرويدات الفموية جزءًا أساسيًا من العلاج للوقاية من نقص الهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH). في كثير من الحالات، يُظهر الأشخاص تحسنًا جيدًا باستخدام الأدوية.

قد يوصي الطبيب أيضًا بإجراء عملية جراحية، خصوصًا إذا كانت الأعراض تزداد سوءًا. يتضمن ذلك عادة أسلوبًا تنظيريًا (طفيف التوغل) للوصول إلى الغدة النخامية. في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بما يلي:

  •  إدخال أنبوب في إحدى فتحتي الأنف.
  •  إحداث ثقب في العظم الذي يفصل تجويف الأنف عن الدماغ.
  •  إدخال كاميرا عبر الأنبوب لرؤية الورم.
  •  إزالة الورم أو أنسجة الغدة النخامية التالفة بوساطة الأنبوب.

الوقاية من السكتة النخامية:

لا توجد وسيلة لمنع هذا ذلك. إذا كان لدى المريض ورم غديّ في الغدة النخامية، يجب أن يكون على دراية بإمكانية الإصابة بالسكتة النخامية، لذا يجب عليه طلب الرعاية العاجلة إذا عانى صداعًا مفاجئًا أو تغيرات في الرؤية.

إنذار الإصابة بالسكتة النخامية:

يعد الاكتشاف المبكر والعلاج أمرًا بالغ الأهمية، إذ تكون هذه الحالة قاتلة لدى نحو 2٪ من الحالات.

بالنسبة لمعظم الناس، تتحسن الأعراض البصرية مع الأدوية أو الجراحة. يحدث التعافي الكامل للرؤية في نحو 40% من الحالات. يحتاج 80% من الأشخاص إلى علاج طويل الأمد بالهرمونات البديلة؛ بسبب انخفاض وظيفة الغدة النخامية.

يأتي العلاج الهرموني في أشكال عديدة، بما في ذلك:

  •  المواد الهلامية (جل).
  • الحقن.
  •  محاليل ذوَّابة.
  •  بخاخات الأنف.
  •  لصاقات.
  •  الزرعات تحت الجلد.
  •  حبوب.

وينبغي للمرضى الذين لديهم إصابة سابقة بالسكتة النخامية مراجعة الطبيب دومًا من أجل متابعة دورية لما يلي:

  •  تقييم الرؤية.
  •  التأكد من إزالة الورم بالكامل.
  •  مراقبة مستويات الهرمونات.

متى تجب مراجعة غرفة الطوارئ؟

تجب الرعاية الطبية الطارئة إذا كنت تعاني مشكلات جديدة في الرؤية أو صداعًا مفاجئًا، يصفه بعض المرضى بأنه أسوأ ما مر في حياتهم.

خلاصةً، تحدث سكتة الغدة النخامية فجأةً، لذا من المهم التصرف بسرعة إذا كنت تعاني أعراضها، مثل الصداع الشديد وتغيرات في الرؤية. والخبر السار هو أنها قابلة للعلاج. تكون العلاجات عادة فعَّالة جدًا في استعادة الرؤية. ومع ذلك، يعاني العديد من الأشخاص نقصًا هرمونيًا طويل الأمد. تأكَّد من حضور جميع مواعيد المتابعة الخاصة بك واتِّباع خطة العلاج الخاصة، سيساعدك هذا على تدبير مستويات الهرمون لديك أكثر والحفاظ على نوعية حياة جيدة.

اقرأ أيضًا:

متلازمة شيهان: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

قصور الغدة النخامية (نقص نشاط الغدة النخامية)

ترجمة لمك يوسف

تدقيق: تسنيم المنجد

المصدر