ربما تكون تقنية الإنترنت اللاسلكي واحدة من أهم التطورات في القرن الماضي، فهي تسمح للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وأنظمة الملاحة بتلقي البيانات عبر الأثير. لكن تكنولوجيا الإنترنت ليست مثالية، فهي عرضة لجميع أنواع التداخل، بما في ذلك الإشارات اللاسلكية الأخرى والأجسام الصلبة وحتى الطقس القاسي.

لفهم التداخل اللاسلكي، عليك أولًا أن تعرف أن جميع أجهزة الإرسال، مثل الأقمار الصناعية وأجهزة الراديو والأبراج الخلوية، ترسل موجات فوق صوتية كي تُلتقط بواسطة هوائي الاستقبال. للحصول على أفضل النتائج الممكنة، يتطلب جهاز الإرسال خط رؤية غير منقطع مع جهاز الاستقبال. هذا هو السبب في أن الأبراج الخلوية طويلة جدًا، ولهذا السبب تستخدم شبكات الأقمار الصناعية مركبات فضائية متعددة في نقاط مختلفة في المدار.

مع ذلك، نادرًا ما تكون ظروف العالم الحقيقي مثالية. تضعف الإشارات في طريقها إلى جهاز الاستقبال بسبب جزيئات الغبار الموجودة في الهواء والأشجار وحتى جدران المنزل.

تواجه الموجات الكهرومغناطيسية صعوبة في اختراق هذه الأشياء، وبالتالي تنحرف الإشارات وتتفكك، ما يتسبب في حدوث اضطرابات مثل الكهرباء الساكنة في راديو السيارة، أو فقدان البيانات عبر الإنترنت.

عند فقدان البيانات، يرسلها جهاز الإرسال مرة ثانية، ما يقلل من سرعة التحميل على الجهاز. هذا هو أيضًا سبب ضعف الإشارات أثناء الطقس السيئ، لأن الماء والسحابة والمطر والضباب تفكك الإشارات وتحرفها بين المرسل والمستقبل.

القنوات الفضائية والإنترنت هي وسائل راحة رائعة للعديد من المستخدمين. نظرًا لأن أجهزة الإرسال تغطي مناطق واسعة، فإنها تسمح للأشخاص بالوصول إلى اتصالات رقمية عالية السرعة في المناطق التي لا تتوفر فيها مصادر أخرى. لكن، من المرجح أن يتداخل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية أثناء الطقس السيئ أكثر من أي نوع آخر من خدمات الإنترنت.

تدور الأقمار الصناعية فوق السماء، ما يعني أن أي غيوم فوق السماء يمكن أن تكون حواجز محتملة لإشاراتها. في الأيام الصافية أو الغائمة جزئيًا، لا نلاحظ مشكلة كبيرة، لكن الأمور تتغير في حالة حدوث عواصف رعدية. يمكن أن تتسبب السحب الكبيرة المتصاعدة في حدوث تداخل بسهولة. قد يتباطأ استقبال البيانات بشكل كبير، أو قد ينقطع تمامًا لعدة دقائق في كل مرة.

يمكن أن يتسبب الطقس السيئ في حدوث مشكلات أخرى، مثل تراكم الجليد على طبق الاستقبال، أو الرياح العاتية التي تدفع الطبق بعيدًا عن المحاذاة الصحيحة.

لسوء الحظ، لا يوجد الكثير الذي يمكن فعله بشأن فقدان إشارة الأقمار الصناعية أثناء العاصفة، باستثناء انتظار انتهائها.

يُعد تداخل الطقس عيبًا متأصلًا في التكنولوجيا. ففي حال الحاجة إلى اتصال مستقر بالإنترنت أثناء الطقس القاسي، فيجب استخدام طريقة أخرى غير الأقمار الصناعية.

هل تؤثر العواصف على الاتصالات الخلوية؟

مثل عمليات الإرسال عبر الأقمار الصناعية، يمكن أن تواجه اتصالات الإنترنت من الجيل الرابع والخامس 4G و 5G أيضًا مشكلة في اختراق الرطوبة الجوية. مع ذلك، عادةً ما تكون الأبراج الخلوية على ارتفاع أقل بكثير من الطبقة السحابية، ما يجعل هذه المشكلة أقل أهمية.

في حالات الأمطار الغزيرة أو الضباب، قد تفقد بعض الأجزاء من الإشارة، وقد يضرب البرق في حالات نادرة جهاز الإرسال نفسه، ما يؤدي إلى إتلافه وجعله غير متصل بالإنترنت.
عندما يتعلق الأمر بالخدمة الخلوية، فمن المرجح أن يُلقى اللوم في سوء الاستقبال على العوامل الدائمة. يمكن أن تحجب الأجسام مثل الأشجار والمباني العالية موجات الراديو. ويمكن أن ينبعث من المسطحات المائية الكبيرة الكثير من البخار، مما يؤدي إلى تشتيت الإشارة.

عادة ما تكون المسافة إلى جهاز الإرسال هي العامل الأهم، وينطبق هذا على اتصالات الجيل الخامس 5G، التي يبلغ مدى فعاليتها نحو 457 مترًا فقط.

من غير المحتمل أن تنقطع تغطية الهاتف الخلوي أثناء عاصفة ممطرة بسيطة لأن الأبراج الخلوية مبنية أسفل طبقة السحابة. لكن في حالات الطقس القاسي، يمكن أن تتلف الأبراج أو تتدمر، ما يؤدي إلى توقف الخدمة تمامًا.

الطقس السيئ لا يجعل الاتصال اللاسلكي أقل موثوقية

بشكل عام، لن يغير الطقس قوة الإشارة اللاسلكية من جهاز التوجيه إلى الجهاز في المنزل. مع ذلك، فإن ما يمكن أن يفعله الطقس هو العبث بخدمة الإنترنت التي تستخدمها شبكة الاتصال اللاسلكي.

على غرار الأبراج الخلوية، تعتمد أجهزة الاتصال اللاسلكي في الغالب على خط الرؤية والمسافة إلى الجهاز لتوفير اتصال عالي الجودة.

قد يصدر جهاز التوجيه إشارة قوية، ولكن هذه الإشارة ستواجهها عدة جدران في المنزل فتصبح أضعف بكثير.

من الناحية المثالية، يجب وضع جهاز التوجيه اللاسلكي على مسافة متساوية من جميع الأجهزة مع الحد الأدنى من العوائق. مع ذلك، فإن الظروف الواقعية ليست مثالية على الإطلاق. وإذا كانت الإشارة اللاسلكية مارة عبر منطقة خارجية في طريقها إلى الجهاز فقد يكون للمطر أو الضباب تأثير سلبي على جودة الإنترنت.

بالطبع هناك أوقات قد تحتاج فيها إلى وضع جهاز التوجيه في الهواء الطلق، مثل مكان الحفلات الموسيقية أو الحديقة العامة. إذا كان الطقس سيئًا، فقد تنخفض جودة الإشارة عندها.

في حال وجود مشكلة في التداخل اللاسلكي، فيمكن دائمًا استخدام اتصال سلكي بالمودم، ولكن نادرًا ما يكون ذلك مناسبًا لأنك تحتاج إلى تثبيت عدة نقاط وصول في المنزل. للحصول على حل سريع وسهل، يمكن تقوية الإشارة اللاسلكية بشكل فعّال من خلال توسيع نطاق جهاز التوجيه لديك.

اكتشف الفيزيائي الألماني هاينريش هيرتز موجات الراديو لأول مرة في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لاستخدامها في الاتصالات اللاسلكية. في عام 1895، نجح الإيطالي غولييلمو ماركوني في صنع آلة تستخدم هذه الموجات لإرسال برقيات مورس عبر الهواء. بحلول العشرينات من القرن الماضي، اعتُمدت التكنولوجيا اللاسلكية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضًا:

هل عليك شحن بطارية حاسوبك المحمول دائمًا؟

ما سبب انقطاع الاتصال بشبكة واي فاي باستمرار؟ وكيفية إصلاحه؟

ترجمة: أحمد عضيم

تدقيق:هزار التركاوي

المصدر