توضح دراسة جديدة أن ممارسة العلاقة الحميمية قد تكون سببًا في طول عمر الأشخاص الذين يعانون ارتفاعًا في ضغط الدم.

قد تساهم ممارسة العلاقة الحميمية بانتظام في تحسين صحة الجسم وإطالة أعمار الأشخاص الذين يعانون ارتفاعًا في ضغط الدم، وفقًا لدراسة شملت 4,500 شخص. وجد العلماء أن ممارسة العلاقة الحميمية بمعدلات منخفضة نسبيًا قد أدت إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الشباب ومن هم بمنتصف العمر بين المرضى الذين يعانون ارتفاعًا في ضغط الدم في الولايات المتحدة.

ارتفاع ضغط الدم قد لا تصاحبه أعراض في كثير من الأحيان، لكن عدم وجود علامات ظاهرة لا ينفي كونه سببًا لمشكلات صحية خطيرة، لهذا سُمي هذا المرض القاتل الصامت. قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إلحاق ضرر كبير بالدماغ والكلى، إضافةً إلى مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

اقترح الباحثون العديد من الطرق لتقليل خطر ارتفاع ضغط الدم، منها التنفس العميق وتغيير النظام الغذائي وإعداد نظام جديد ملائم لعمر الشخص وحالته الصحية. تقترح دراسة جديدة نمط حياة آخر قد يساعد في تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم، وهو أمر ربما يثير الدهشة.

بدأت مجموعة من العلماء في الصين رحلتهم العلمية لملء فجوة في دراسة سابقة، تحت عنوان: نقص المعرفة حول الدور المحتمل للعلاقة الحميمية في النتائج السريرية لمرضى ارتفاع ضغط الدم.

أوضح المؤلف جياخوا ليانغ: «إن ارتفاع ضغط الدم معضلة عالمية، والعلاقة بين معدل ممارسة العلاقة الحميمية وأسباب الوفيات بين الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم غير واضحة تمامًا حتى الآن».

حصل الباحثون على البيانات الخاصة بالعلاقات الحميمية ومعدلاتها لنحو 4,500 شخص كانوا قد شُخصوا بالإصابة بارتفاع ضغط الدم، من برنامج استقصاء الصحة الوطنية وفحص الأغذية في الولايات المتحدة، وهي دراسة أجراها البرنامج في الولايات المتحدة بين عامي 2005 و2014، أكثر من نصف المشاركين في هذه الدراسة من الذكور، متوسط أعمارهم نحو 40 عامًا وقت إجراء الدراسة.

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين مارسوا العلاقة الحميمية 12 – 51 مرة كل سنة «أي مرة واحدة كل أسبوع إلى مرة واحدة كل شهر»، قد انخفضت مسببات الوفاة لديهم مقارنةً بأصحاب المعدلات الأقل. ظلت النتائج مطابقة عند أخذ عوامل السن والحالة الصحية في الحسبان.

أضاف ليانغ: «لزيادة معدل ممارسة العلاقة الحميمية تأثير إيجابي في صحة الجسم وطبيعة الحياة عمومًا لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم. هذه النتيجة مهمة جدًا للأشخاص بعمر الشباب ومنتصف العمر الذين يعانون ارتفاعًا في ضغط الدم».

تجدر الإشارة إلى أن انخفاض معدل ممارسة العلاقة الحميمية لم تكن السبب وراء جميع حالات الوفاة، مع ذلك يُحتمل أن الانخراط بالعلاقات بانتظام قد يُحسن صحة القلب ويحمي المريض من مخاطر ارتفاع ضغط الدم. وربما كان الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة ممن مارسوا العلاقة باستمرار أفضل صحةً منذ البداية.

نظرًا إلى أن مجموعة الدراسة كانت تتألف من مرضى أصغر سنًا، فمن غير الواضح أيضًا كيف يمكن تطبيق هذه النتائج على كبار السن. باختصار نحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات.

كتب الباحثون: «للحصول على تقديرات أدق عن فوائد ارتفاع معدل ممارسة العلاقة الحميمية، ونتائج التشخيص بين الشباب ومتوسطي الأعمار وكبار السن المصابين بارتفاع ضغط الدم، فإننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات الطولية المُعدة جيدًا، وبحاجة أيضًا إلى إجراء دراسة حول أسباب انخفاض معدلات ممارسة العلاقة الحميمية، للحصول على نتائج مفيدة على المدى الطويل».

وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن نصف سكان الولايات المتحدة من البالغين تقريبًا مصابون بارتفاع ضغط الدم، ونصف هذا العدد فقط وضعهم تحت السيطرة. وبالنظر إلى حجم المشكلة، فإن لإهمال خطر ارتفاع ضغط الدم دون مراجعة الطبيب عواقب وخيمة. من المهم أيضًا أن يبذل العلماء الجهد لدراسة جميع عوامل الخطر المرتبطة. عمومًا فإن العلم يحاول إخبارنا بأن الحياة الجنسية النشطة مفيدة لصحة الجسم.

اقرأ أيضًا:

دليلك العلمي لارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم غير المستقر: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ياسين أحمد

تدقيق: علام بخيت كباشي

المصدر