يُعد الكرز من الفواكه ذات البذور لوجود بذرةٍ في منتصفه، في حين يكون الجزء الخارجي صالحًا للأكل، يتراوح لونه بين الأصفر الذهبي والأحمر القرمزي الداكن. ويُعد ذو مفعول كبير لغناه بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، نتعرف معًا في هذا المقال على خواص الكرز التي تجعله ينال الكرز تقديرًا من بين الفاكهة. هل الكرز مفيد للصحة؟

يُزرع في الولايات المتحدة أكثر من ألف نوعٍ من الكرز، من الحلو كالكرز الأحمر الداكن إلى الحامض ككرز مونتمورنسي ذي اللون الأحمر الفاتح، وتمتلك جميعها فوائد كثيرة، ويعد الكرز طعامًا خارقًا في الواقع، ونورد فيما يلي بعض الفوائد الصحية لتناوله.

 محاربة الالتهابات والأمراض

يحصل الكرز الأحمر على لونه الحاد من الأنثوسيانين، هو غني بالبوليفينول مثل الفلافونويد، وتمتلك هذه المواد الكيميائية النباتية خصائص مضادة للأكسدة. يقول مختص التغذية سيدلايسك إن مضادات الأكسدة تحمي من الالتهابات، وتحارب الجذور الحرة (free radicals) التي قد تُتلِف الخلايا وتساهم في الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.

يوفر تناول وجبةٍ خفيفةٍ من الكرز الطازج أيضًا مضادات الأكسدة مثل:

  •  فيتامين A (بيتا كاروتين).
  •  فيتامين C.
  •  فيتامين E.

وجدت مراجعة لدراساتٍ متعددة أن تناول ما لا يقل عن 45 حبة كرز يوميًا يقلل من الالتهابات التي تسببها الجذور الحرة.

لك سيدلايسك يحذّر من تناول الكثير من الكرز، فقد يحتوي أيضًا على الساليسيلات طبيعيًا، هي مادة كيميائية نباتية طبيعية تستخدم في الأسبرين، إذ تسبب الحساسية للبعض ما قد يؤدي إلى اضطراب في المعدة وإسهال عند تناول الكثير من الكرز.

 تعزيز النوم المريح

أظهرت نفس المراجعة أنّ الكرز اللاذع أو الحلو يساعد على النوم المريح لأنه يحتوي على مستوياتٍ عالية من:

  •  الميلاتونين: هرمون ينظّم دورة النوم والاستيقاظ.
  •  السيروتونين: مادةٌ كيميائية تساعد الجسم على إنتاج الميلاتونين.
  •  التربتوفان: حمضٌ أميني يزيد من السيروتونين الذي يعزز النوم المريح.
  • تهدئة آلام العضلات

تشير الدراسات التي أجريت على العدائين لمسافات طويلة إلى أن الكرز اللاذع وعصير الكرز الحامض قد يخففان الالتهاب ويهدئان من آلام العضلات بعد التمرين.

يقول سيدلايسك: «تعمل الخصائص المضادة للالتهابات والمضادة للأكسدة في الكرز مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) كالإيبوبروفين، إذ تقلّل الألم أو تمنعه، يختلف الكرز عن المضادات غير الستيرويدية بأنه لا يعرّض الجسم إلى خطر الآثار الجانبية الضارة مثل مشكلات الجهاز الهضمي والكلى ومكشلات القلب المحتملة».

وجدت دراسة أخرى أن تناول مسحوق الكرز الحامض بوصفه مكملًا غذائيًا يعزز أداء التمارين لدى عدائي التحمل. فكان المتسابقون الذين تناولوا المكملات الغذائية مدة 10 أيام قبل نصف الماراثون أسرع من أولئك الذين تناولوا علاجًا وهميًا بنسبة 13% وشعروا بآلام أقل بعد ذلك.

 منع وتخفيف آلام التهاب المفاصل

وفقًا لمسح أجري عام 2017، يستهلك 1 من بين كل 4 أشخاص مصابين بداء النقرس الكرز أو عصيره أو مستخلصًا منه لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض المؤلم.

يسبب تراكم حمض اليوريك التهاب المفاصل الذي قد يسبب تورمًا شديدًا وألمًا غير محتمل. يقول سيدلايسك: «إن تناول الكرز أو شرب عصيره يوميًا قد يخفض مستويات حمض اليوريك ويخفف من آلام التهاب المفاصل وتورمها».

في دراسة أجريت على أكثر من 600 شخص يعانون داء النقرس، انخفضت نسبة حدوث نوبات النقرس لدى المشاركين الذين تناولوا الكرز الطازج مدة يومين نحو 33% مقارنةً مع أولئك الذين لم يأكلوا الكرز. وفي حالات الألم الشديد خفّض تناول الكرز مع أدوية النقرس الألم بنسبة 75%.

 حماية القلب

يحتوي كوب واحد من الكرز الطازج على 260 ملغ من البوتاسيوم والقليل جدًا من الصوديوم وكميات عالية من الستيرولات النباتية (فيتوستيرول).

يُشير سيدلايسك إلى أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم ونسبة قليلة من الصوديوم تخفّض ضغط الدم وتقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب عند تناولها باعتدال.

إضافةً إلى ذلك، يعدّ تناول الستيرولات النباتية طريقة فعالة وطبيعية لخفض نسبة الكوليسترول في الدم، ما ينعكس إيجابًا على صحة القلب.

 تحسين مستويات السكر في الدم

لا يرفع الكرز نسبة السكر في الدم ارتفاعًا حادًا، تحتوي قشوره أيضًا على الألياف التي تبطئ زيادة السكر في الدم طالما أنه غير معلب في شراب، ويجعل هذا الأمر الكرز علاجًا مثاليًا لمرضى السكري، لكن سيدلايسك يُشير إلى استهلاكه باعتدال، إذ أنه يحتوي على كربوهيدرات.

في إحدى الدراسات شهد الأشخاص المصابون بداء السكري الذين شربوا 40 ملل من عصير الكرز الحامض المركز كل يوم مدة 6 أسابيع انخفاضًا كبيرًا في مستويات السكر في الدم. يُجرى المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان اتباع نظام غذائي صحي يتضمن الكرز قد يعكس مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري.

 تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان

يقول سيدلايسك: «إن تناول نظام غذائي متوازن مع الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة يقلّل خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان». تحمي الكميات الكبيرة من الأنثوسيانين والميلاتونين الموجودان في الكرز الخلايا من التلف الذي يسببه السرطان. يحتوي الكرز أيضًا على مركبات نشطة بيولوجيًا، هي مواد كيميائية قد تساعد في الوقاية من السرطان وفقًا للأبحاث.

يُعد الكرز حزمة غذائية متنوعة

يحتوي كل كوبٌ من الكرز الحلو على الكميات التقريبية التالية:

  •  74 سعرة حرارية.
  •  19 غرام من الكربوهيدرات.
  •  0.23 غرام من الدهون.
  •  2.5 غرام من الألياف.
  •  1.24 غرام من البروتين.
  •  15 غرام من السكر.

من ناحية المغذيات، يحتوي كوب الكرز على:

  •  15 ملغ من الكالسيوم.
  •  0.42 ملغ من الحديد.
  •  13 ملغ من المغنيزيوم.
  •  260 ملغ بوتاسيوم.
  •  8 ملغ من فيتامين C.

كيف نُدخل المزيد من الكرز إلى النظام الغذائي؟

تُجنى فوائد الكرز بغض النظر عن نوعه حلوًا أو حامضًا. قد يكون الكرز الحلو ألذ عند تناوله لوحده، في حين يستخدم الكرز الحامض في الخَبز. يقترح سيدلايسك تناول كوب من الكرز الطازج يوميًا أو ربع كوب من الكرز المجفف جيدًا، إذ يدخل في وصفات الحلويات.

بالوسع أيضًا شراء مكملات الكرز المصنوعة من عصير أو مستخلص الكرز من الصيدليات، لكن سيدلايسك يؤكد أن الكرز الطازج يمتلك فائدة أكبر. ويُعد الصيف أفضل وقت للاستمتاع بحصاد الكرز الطازج، لكن تتوفر منتجات الكرز على مدار السنة.

يُؤكد سيدلايسك ضرورة قراءة ملصقات المنتجات من أجل تجنب إضافة السكر أو شراب الذرة عالي الفركتوز إلى المنتج، ومحاولة اختيار الكرز المعلب المحفوظ في عصيره الخاص أو المحفوظ في عصير 100% أو غير المحلى.

تتوافر منتجات الكرز التالية:

  •  الكرز المعلب.
  •  مربى الكرز والمهروس.
  •  عصير الكرز.
  •  الكرز المجفف.
  •  الكرز المجمد.
  •  الكرز المخلل أو المملح.

اقرأ أيضًا:

فواكه مناسبة لمرضى السكري

ما هي الفلافونويدات؟

ترجمة: هيا منصور

تدقيق: فاطمة جابر

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر