يُعرف المهق بأنه اضطراب وراثي خلقي نادر يؤدي إلى خلل في كمية صباغ الملانين في الجسم، وهو مادة كيميائية تحدد لون البشرة والشعر والعينين.

يولد معظم المصابين بالمهق ببشرة وشعر وعيون شديدة الشحوب، مع إمكانية أكبر لتعرضهم إلى حروق الشمس وأورام الجلد. يساهم الميلانين أيضًا في نمو العصب البصري، لذلك يعاني بعض المصابين بالمهق اضطرابات في الرؤية.

يصيب المهق كلا الجنسين وجميع المجموعات العرقية. يصاب ما نسبته واحد من كل 18000 إلى 20000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية بأحد أنواع المهق، بينما تبلغ النسبة واحدًا لكل 3000 شخص في مناطق أخرى من العالم.

هل المهق مرض؟

لا يعد المهق مرضًا، بل يمثل حالة وراثية خلقية، بالإضافة إلى كونه غير معدٍ، إذ لا ينتقل من شخص إلى آخر.

أنواع المهق:

للمهق أنواع مختلفة، ويعتمد تصنيف المهق على تركيز صباغ الميلانين وكميته في الجسم. تشمل الأنواع المختلفة للمهق كلًا مما يلي:

  •  المهق العيني الجلدي (OCA): أشيع أنواع المهق. يملك المصابون بهذا النوع من المهق شعرًا وجلدًا وعيونًا شاحبة للغاية. للمهق العيني الجلدي 7 أنماط فرعية مختلفة ناجمة عن طفرات في واحدة من المورثات السبعة (OCA1 إلى OCA7).
  •  المهق العيني (OA): أقل شيوعًا من المهق العيني الجلدي، ويصيب العينين فقط. تكون عيون المصابين بالمهق العيني زرقاء عادة. قد يولد المصابون بالمهق العيني بقزحية شاحبة جدًا، وهي الجزء الملون من العين، فتبدو العينان حمراوين أو ورديتين، إذ تظهر الأوعية الدموية في العين من خلال القزحية الشاحبة. بينما يتلون الشعر والجلد في هذا النوع من المهق بألوان طبيعية.
  •  متلازمة هيرمانسكي بودلاك (HPS): تشمل هذه المتلازمة اضطرابات الدم والكدمات وأمراض الرئة أو الكلى أو الأمعاء إضافة إلى المهق العيني الجلدي.
  •  متلازمة شدياك هيغاشي: تضم هذه المتلازمة نوعًا من أنواع (OCA) الفرعية مع اضطرابات مناعية وعصبية.

أسباب المهق:

ينتج المهق عن الإصابة بطفرات في المورثات مسؤولة عن إنتاج الميلانين.

هل المهق وراثي؟

نعم، إذ تنتقل مورثات المهق عبر الأجيال، فيصاب الأشخاص بالمهق حين يرثون هذه الجينات من آبائهم.

يجب أن يحمل كلا الوالدين مورثات المهق حتى ينتقل المهق العيني الجلدي إلى أطفالهم، وتبلغ نسبة الإصابة عندها 25%. لا ينتقل المهق العيني الجلدي إلى الأطفال عندما يحمل أحد الوالدين فقط مورثات المهق، لكنهم يكونون حاملين للمورثات بنسبة 50%.

أعراض المهق:

قد تظهر الأعراض التالية لدى المصابين بالمهق:

  •  شحوب شديد في الجلد والشعر والعين.
  •  بقع جلدية غير مصطبغة.
  • حول العيون.
  •  حركات سريعة في العين (الرأرأة).
  •  اضطرابات الرؤية.
  •  الحساسية تجاه الضوء (رهاب الضوء).

تشخيص المهق:

يخضع المصاب بالمهق إلى الفحص السريري مع فحص البشرة والشعر والعينين، لكن وسيلة التشخيص الأدق هي الفحص الجيني، إذ يساعد في تحديد الجين المتحور. يساعد تحليل الحمض النووي أيضًا في تحديد نوع المهق.

علاج المهق:

لا يوجد علاج شافٍ للمهق. ينصح بتجنب أشعة الشمس، وكذلك يمكن حماية البشرة والشعر والعينين عبر الطرق الآتية:

  •  الابتعاد عن أشعة الشمس.
  •  ارتداء النظارات الشمسية.
  •  ارتداء الملابس الواقية من الشمس.
  •  ارتداء القبعات.
  •  استخدام الواقي الشمسي بانتظام.

يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي لتصحيح حول العين في حال الإصابة به.

الوقاية من المهق:

يعد المهق حالة طبية وراثية. ينصح يطلب الاستشارة الوراثية عند وجود سوابق عائلية للإصابة بالمهق.

مضاعفات المهق:

قد يواجه المصابون عددًا من المضاعفات، ويتضمن ذلك:

  •  أمراض الجلد: يعد المصابون بالمهق أكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس بسبب لون بشرتهم الفاتح. وكذلك الأمر بالنسبة إلى أورام الجلد، إذ ترتفع معدلات حدوثها لدى المصابين بالمهق.
  •  اضطرابات الرؤية: قد يعاني المصابون بالمهق انعدام الرؤية فعليًا، لكنهم يتعايشون مع الأمر بمرور الوقت. قد يتمكن البعض من تصحيح مشاكل اللا بؤرية ومد البصر وحسر البصر باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة.
  •  المشاكل الاجتماعية: قد ينعزل المصابون عن المحيط بسبب الوصمة الاجتماعية للمهق.

التوقعات:

يعيش معظم المصابين بالمهق حياة طبيعية، ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية مع قضاء وقت أقل في الهواء الطلق للتخفيف من تعرضهم لأشعة الشمس. يعاني بعض المصابين بالمهق عزلة اجتماعية بسبب الوصمة التي تلحق بهم، لذا ينصح بالتحدث إليهم ودعمهم، خصوصًا من قبل الأسرة والأصدقاء والأطباء.

من المحتمل ألا يعيش المصابون بمتلازمة هيرمانسكي بودلاك ومتلازمة شدياك هيغاشي حياة طويلة نتيجة للاضطرابات الصحية المرافقة للمتلازمتين.

متى تجب زيارة الطبيب؟

يجب الاتصال بالطبيب عند ظهور أي أعراض مزعجة، وكذلك عند حدوث تغيرات جديدة في الجلد.

اقرأ أيضًا:

ماذا لو كان كل البشر على الأرض مصابين بالمهق؟

هل يقي الواقي الشمسي فعلًا من سرطان الجلد لدى ذوي البشرة الملونة أم هي خرافة

ترجمة: سوزان عبود

تدقيق: أنس الرعيدي

المصدر