يشير انتشار سرطان الرئة إلى العظام، إلى انتشار الخلايا السرطانية من الورم الأصلي إلى العظام. إذ تنتشر الخلايا السرطانية إما من خلال مجرى الدم، أو الجهاز اللمفاوي (الذي يتكون من سوائل، وأوعية، وأعضاء خاصة تحمي الجسم من الأجسام الغريبة).

يحدث انتشار الخلايا السرطانية من الرئة إلى العظام في ما بين 30٪ و 40٪ من المصابين بسرطان الرئة المتقدم. والعظام هي ثالث أكثر الأماكن شيوعًا لانتشار السرطان فيها بين المصابين بسرطان الرئة، من بعد الكبد، والغدد الكظرية.

لا يمكن علاج سرطان الرئة الذي انتشر في العظام، لكن توجد تدخلات علاجية يمكنها أن تطيل فترات البقاء على قيد الحياة وتحسن جودة الحياة. من المهم أيضًا ملاحظة أن الخلايا السرطانية التي تنتشر من الرئة إلى العظام ليست كلها متشابهة. إذ تكون بعض النتائج أفضل من غيرها.

العظام المتضررة

العظام الأكثر شيوعًا التي ينتشر فيها سرطان الرئة تشمل:

  •  العمود الفقري
  •  الأضلاع
  •  الحرقفة، أكبر جزء من عظام الحوض
  •  العجز، العظمة المثلثة في قاعدة العمود الفقري
  •  عظم الفخذ
  •  العضد، عظم الذراع
  •  لوح الكتف
  •  عظم القص

قد ينتشر سرطان الرئة أيضًا إلى عظام اليدين، والقدمين.

أعراض انتشار الخلايا السرطانية من الرئة للعظام

عادةً ما يكون الألم هو أول الأعراض، على الأقل في حوالي 80٪ من الحالات.

قد يبدو الألم في البداية وكأنه إجهاد عضلي خفيف، ولكنه تزداد شدته تدريجيًا، ثم يصبح شديدًا. يكون الألم أسوأ في الليل، أو مع الحركة غالبًا.

قد يعاني المريض من آلام الظهر نتيجة ضغط الورم على الحبل الشوكي، بالإضافة إلى ضعف الأطراف. قد يشعر المريض كذلك بخدر، وتنميل في المناطق الواقعة أسفل موقع انضغاط العمود الفقري.

قد يؤدي ضغط جذور الأعصاب في المنطقة القطنية من العمود الفقري إلى آلام في مناطق أخرى. تسمى هذه الحالة بالألم المُحوّل، ويكون على هيئة نوبات ألم حاد في أجزاء أخرى بعيدة عن الجزء المصاب من الجسم بسبب الضغط الواقع على الأعصاب في الجزء السفلي من العمود الفقري.

المضاعفات

يمكن أن يؤدي انتشار الخلايا السرطانية من الرئة إلى العظام إلى مضاعفات خطيرة مع تقدم الورم الخبيث. إذ تؤثر هذه المضاعفات على العمود الفقري، وسلامة العظام، وتسبب تغيرات أيضية، ويمكن أن تضر بقدرة الشخص على العمل.

متلازمة ذيل الفرس:

قد يكون انضغاط النخاع الشوكي نتيجة انتشار الخلايا السرطانية في العظام حالة طبية طارئة. قد تحدث في البداية وذمة موضعية (تورم حول موقع الانضغاط)، واحتقان وريدي (اضطراب تدفق الدم الطبيعي) لكن يمكن إصلاح الضرر إذا عولجت هذه الحالات في وقت مبكر.

إلا أن الاحتقان الوريدي المطول بسبب انضغاط الحبل الشوكي نتيجة انتشار الخلايا السرطانية في العظام، يمكن أن يؤدي إلى إصابة حادة في الأوعية الدموية، ونخر الحبل الشوكي (موت الأنسجة)، وتلف دائم في الحبل الشوكي.

قد يؤدي انضغاط الحبل الشوكي أيضًا، نتيجة انتشار الخلايا السرطانية في العظام، إلى متلازمة ذيل الفرس وذلك في حالات نادرة، ما يؤدي إلى ضعف الأطراف، وعرق النسا (ألم يشيع في أسفل الظهر، والساقين)، وفقدان ردود الفعل في الأطراف السفلية، وفقدان وظيفة الأمعاء، و/أو المثانة.

الكسور المَرضية:

أحيانًا تكون العلامة الأولى لانتشار الخلايا السرطانية من الرئة إلى العظام هي الكسر، أو ما نطلق عليه كسرًا مرضيًّا. فعندما تتعرض العظام للخطر تُستبدل الأنسجة العظمية الطبيعية بالخلايا السرطانية. قد تحدث هذه الكسور من دون أيّة صدمة كبيرة، إذ تحدث غالبًا عفويًا في أثناء أداء المهام اليومية، أو حتى التقلب في السرير.

يعاني المريض عادةً من ألم مستمر قبل أو مع حدوث الكسور المرضية، ويزداد الألم الناتج عن كسور العمود الفقري أوالأضلاع سوءًا بشكل عام في أثناء الجلوس، أو الوقوف. يُعد عرق النسا، والتشوه، وعدم الحركة من النتائج الشائعة للكسر المرضي نتيجة لانتشار الخلايا السرطانية من الرئة إلى العظام.

فرط كالسيوم الدم وفقر الدم:

قد يؤدي هدم العظام وإطلاق الكالسيوم في مجرى الدم إلى ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم. وتشمل الأعراض العطش الشديد، والضعف، والغثيان، أو القيء، ونقص التبول وآلامًا في العضلات والمفاصل.

يُعد فرط كالسيوم الدم حالةً طبيةً طارئةً لدى المصابين بانتشار الخلايا السرطانية إلى العظام، ويمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، والارتباك وحتى الموت إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب.

قد يؤدي انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام أيضًا لفقر الدم النخاعي؛ وهو نوع حاد من فقر الدم، نتيجة استبدال نخاع العظام بالخلايا السرطانية. تحدث هذه الحالة عادةً مع تقدم السرطان ويعاني المريض من التعب، والضعف، وضيق التنفس، وقلة تحمل التمارين والنشاط البدني.

التشخيص

يُشخص انتشار الخلايا السرطانية من الرئة إلى العظام بواسطة فحوصات التصوير، فقد تساعد فحوصات التصوير في تحديد نوع الخلايا السرطانية في العظام، بالإضافة إلى تأكيد انتشار السرطان فيها. وتشمل الفحوصات المستخدمة لتشخيص انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام ما يأتي:

  •  الأشعة السينية.
  •  التصوير المقطعي.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي.
  •  التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

قل استخدام فحوصات العظام اليوم، لأنها لا تُميّز بين السرطان، وأمراض العظام الأخرى غالبًا.

يطلب الأطباء فحوصات للدم دعمًا للنتائج التي حصلوا عليها من فحوصات التصوير، بما في ذلك تعداد الدم الكامل، للتحقق من فقر الدم، وتشوهات خلايا الدم الأخرى، وفحص الأيض الشامل للمساعدة على تحديد فرط كالسيوم الدم قبل أن يصبح خطيرًا.

يساعد تصنيف الخلايا السرطانية المنتشرة إلى العظام الأطباء على التنبؤ بالمسار المحتمل للمرض ونتائجه. على عكس تصنيف سرطان الرئة، فإن تصنيف الخلايا السرطانية المنتشرة إلى العظام لا يوجه كيفية علاج المرض، لكنه يعطي الطبيب فكرةً عن كيفية تقدم الحالة.

تُصنف الخلايا السرطانية المنتشرة إلى العظام بناءً على فحوصات التصوير إلى:

  1.  انحلال العظم: ويتميز بفقدان معادن العظام، ويؤدي إلى تليين مناطق العظام (آفات انحلال العظم).
  2.  تصلب الأنسجة: مثل زيادة غير طبيعية في سماكة الأنسجة وكثافتها، يؤدي إلى تكوين بقع سميكة (آفات تصلب) على العظام.
  3.  مختلط: يعاني بعض الأشخاص المصابين بخلايا سرطانية منتشرة إلى العظام، من آفات انحلال العظم والتصلب كليهما.

تميل العظام التي تحتوي على آفات تصلب إلى التقدم أبطأ من آفات انحلال العظم. وتقل نسبة حدوث فرط كالسيوم الدم في حالة العظام التي تعاني من آفات التصلب عن آفات انحلال العظم، التي تميل لإطلاق الكالسيوم إلى مجرى الدم.

العلاج

يُعد علاج انتشار الخلايا السرطانية من الرئة إلى العظام علاجًا ملطِّفًا بشكل أساسي؛ أي أنه يهدف إلى تخفيف الأعراض بدلاً من علاج السرطان. الهدف الأساسي من العلاج هو تقليل الألم والوقاية من أو علاج الكسور وغيرها من المضاعفات الخطيرة.

بالنسبة للذين يعانون عددًا قليلًا من الخلايا السرطانية المنتشرة إلى العظام، قد يفكر أطباء الأورام في علاج هذه الخلايا على أمل زيادة فرص المريض في البقاء حيًا.

يمكن تصنيف خيارات علاج الخلايا السرطانية المنتشرة إلى العظام إلى: جهازية (تشمل الجسم كله)، أوموضعية (تشمل الأعراض المتعلقة بالعظام).

العلاجات الجهازية:

  •  العلاج الكيميائي.
  •  العلاجات المستهدفة: وهي شكل جديد من العلاج الذي يستهدف ويقتل الخلايا السرطانية ذات الطفرات الجينية المحددة. إذ يُجرى التنميط الجيني لمعرفة إذا كان الشخص مرشحًا جيدًا للعلاج أم لا.
  •  أدوية العلاج المناعي.

العلاجات الموضعية:

  •  المسكنات.
  •  الكورتيكوستيرويد – أو الستيرويدات القشرية.
  •  العلاج الإشعاعي.
  •  العلاج الإشعاعي التجسيمي.
  •  الإشعاع الوريدي.
  •  مثبطات هدم العظام.
  •  الجراحة.

التنبؤ بسير المرض

زاد في السنوات الأخيرة متوسط مدة البقاء على قيد الحياة؛ إلى 50٪ للمصابين بانتشار الخلايا السرطانية من الرئة إلى العظام. يعود ذلك إلى التقدم في خيارات علاج السرطان، إلا أن ذلك الوقت ما يزال في حدود 10 أشهر.

من المهم تذكر أن بعض الأشخاص قد نجوا، وعاشوا حياةً جيدةً لسنوات عديدة بعد هذا التنبؤ. إذ يمكن أن يكون للصحة العامة في وقت التشخيص وفي أثناء العلاج دور كبير في تحديد المدة التي يمكن أن تعيشها المريض.

اقرأ أيضًا:

دراسة تقترح وجود رابط بين شرب القهوة و الإصابة بسرطان الرئة

سرطان الرئة lung cancer: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: منار سعيد حلمي

تدقيق: منال توفيق الضللي

المصدر