وفقًا لإحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فاق عدد حالات سرطان الرئة 218 ألفًا ومنها أكثر من 142 ألف وفاة. وفي 2020 أصبح سرطان الرئة ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بعد سرطان الثدي على مستوى العالم، بنحو 2.21 مليون إصابة تسببت بنحو 1.8 مليون حالة وفاة.

ومع أن سرطان الرئة واسع الانتشار، فيساء فهم أسباب الإصابة به عادًة. وللمساعدة على الوصول إلى الحقيقة حول أسباب الإصابة بهذا النوع من السرطان، طلبت مجلة Medical News Today المساعدة من الدكتور فريد آر هيرش، المدير التنفيذي لمركز التميّز في علاج أورام الثدي في معهد تيش للسرطان في ماونت سيناي، في مدينة نيويورك. وبالتعاون أيضًا مع الأستاذ جو لوي ولويس برايس للطب وأمراض الدم والأورام الطبية في كلية إيكان للطب في جبل سيناء.

1) سرطان الرئة يصيب الأشخاص المدخنين فقط

أخبر دكتور هيرس مجلة Medical News Today «هذا ليس صحيحًا ولسوء الحظ أن انتشار هذه المغالطة قد أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بهذا المرض».

ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن نحو 10-20% من المصابين بسرطان الرئة لم يدخنوا قط، أو قد دخنوا أقل من 100 سيجارة طوال فترة حياتهم. وقد أبلغ عن نحو 7300 حالة وفاة نتيجة لسرطان الرئة نتيجة التدخين السلبي «نتيجة تعرّض الأشخاص لدخان السجائر بسبب الجلوس مع المدخنين في أماكن مغلقة» إضافة إلى 2900 حالة وفاة نتيجة التعرّض لغاز الرادون.

2) لا يوجد حل للحد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة

أكد دكتور هيرش «توجد طرائق متعددة للحد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة» وشدد على أهمية الحد من الجلوس مع الأشخاص المدخنين في أماكن مغلقة.

فوفقًا لمنظمة السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن التعرض للتدخين السلبي في البيت أو العمل يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 30-20%. وأضاف هيرش أن منتجات التدخين الأخرى تُعد خطرًا محتملًا للإصابة بسرطان الرئة.

3) الإصابة بسرطان الرئة مقتصرًة على كبار السن فقط

أكّد دكتور هيرش أن هذا أمر خاطئ. ومع أن أكثر من نصف المصابين بسرطان الرئة تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، فيوجد كثير من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا قد أصيبوا بسرطان الرئة، وخصوصًا النساء.

4) العيش في المدن الملوثة أخطر من التدخين للإصابة بسرطان الرئة

توجد أدّلة تثبت أن التلوث نتيجة دخان السيارات ودخان المصانع ومصادر التلوث الأخرى يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة. وتوصّل مؤلفو التحليل التلوي الذي استقصى عن هذا الأمر إلى ما يلي: «التعرض لثنائي أوكسيد النيتروجين وأوكسيد النيتروجين وثاني أوكسيد الكبريت والجسيمات الدقيقة ارتبط بصورة وثيقة بخطر الإصابة بسرطان الرئة، إذ إن التعرض للهواء الملوث في أثناء العمل بين السائقين أدى إلى زيادة كبيرة في حالات الإصابة بسرطان الرئة والوفيات».

ولكن من الصعب إجراء مقارنة بين الأضرار الصحيّة نتيجة التلوث البيئي والتدخين. يقول دكتور هيرش: «العيش في المدن الملوثة يعد أحد عوامل الإصابة بسرطان الرئة، ولكن لا أحد يعلم بالتأكيد ما إذا كان أسوأ من استهلاك منتجات التبغ أو لا، ولكن التعرّض لكليهما يعد أمرًا خطرًا جدًا».

5) لا جدوى من الإقلاع عن التدخين بعد مرور سنوات عديدة من استهلاكه

وفقًا لدكتور هيرش فإن الإقلاع عن التدخين يحد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بصورة كبيرة. والتوقف عن التدخين يعد أيضًا وقاية من الإصابة بأمراض أخرى مثل أمراض القلب، وهشاشة العظام، ومرض السكر.

6) تدخين الحشيش لا يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة

قال هيرش: «نظن أن تدخين الحشيش يعد أحد عوامل الإصابة، ولكننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات طويلة المدى، والأدلة الوبائية المتوفرة حول العلاقة بين تدخين الحشيش والإصابة بسرطان الرئة محدودة ومتضاربة».

يواجه الباحثون في الدراسات المتعلقة بالعلاقة بين تدخين الحشيش والإصابة بسرطان الرئة صعوبات، لأن ذات الأشخاص الذين يدخنون الحشيش يدخنون التبغ أيضًا، وهذا يجعل التمييز بين مخاطر كل منهما أكثر صعوبة.

7) يمكن للمصابين بسرطان الرئة الاستمرار بالتدخين

أكد دكتور هيرش أن هذا غير صحيح، وأن نتائج تشخيص حالة المصابين بسرطان الرئة الذين أقلعوا عن التدخين أفضل، إضافة إلى الفوائد الصحية العديدة الأخرى لترك التدخين.

8) العلاج الجراحي لسرطان الرئة يزيد نشر السرطان في الرئة

أوضح هيرش أن العمليات الجراحية التي تجرى للرئة المصابة لا تنشر السرطان بل العكس، وأضاف أنه من المهم إجراء العملية الجراحية في أقرب وقت ممكن في المراحل الأولى من الإصابة، لمنع السرطان من الانتشار لأجزاء أخرى من الرئة، ولأن علاجه في مراحله الأولى تكون فرصته أعلى للتعافي منه.

وأضاف أيضًا: «إذا كان الورم السرطاني كبيرًا أو منتشرًا بصورة واسعة فإن العلاجات المساعدة، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج المناعي قبل إجراء العملية الجراحية، ستقلل من خطر وجود خلايا سرطانية في الدم. وأظهرت الأبحاث السريرية أن هذا النهج يزيد فرصة نجاح العملية الجراحية والبقاء على قيد الحياة ويقلل من خطر الوفاة».

9) تنفس بودرة التالك تزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة

وفقًا لدكتور هيرش فإن بودرة التالك ليس لها علاقة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرئة. وأوضح كيف بدأت هذه الأسطورة بالانتشار، إذ أظهرت بعض الدراسات ارتفاع طفيف بمستويات الخطر لدى الأشخاص الذين يعملون في استخراج التالك، ولكن السبب وراء هذا الارتفاع غير واضح إن كان بسبب المعادن أو أمورًا أخرى تسبب سرطان الرئة مثل الأشعة أو غاز الرادون.

10) الإصابة بسرطان الرئة يصاحبها أعراض تظهر على المصابين

أوضح هيرش أنه لسوء الحظ الأعراض لا تظهر إلا في حالات محدودة، وأضاف أن الإصابة قابلة للتشخيص في حالات لا تظهر عليها الأعراض، أو قد تلاحظ عند الأشخاص مع أعراض طفيفة للإصابة.

وأوضح أن هذا هو أحد الأسباب التي تجعل فحص سرطان الرئة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الرئة أمرًا في غاية الأهمية، وأشار ايضًا إلى أن إجراء الفحوصات الخاصة بالرئة قد تكون مفيدةً حتى للأشخاص غير المدخنين، ولكن هذه الدراسات غير مؤكدة بعد.

أضاف أن الباحثين يدرسون الآن أثر فحص سرطان الرئة عند غير المدخنين، وأكد أن تشخيص الإصابة في المراحل المبكرة يزيد فرصة الشفاء من الإصابة.

11) سرطان الرئة مرض خطير جدًا والنجاة منه أمر نادر

وفقًا لدكتور هيرش هذا أمر خاطئ، فمعدل نجاح علاج سرطان الرئة عند تشخيصه في مراحله المبكرة أكثر من 60%. وأضاف أنه حتى حين تشخيص الإصابة في المراحل المتقدمة فإن احتمالية الشفاء مرتفعة وسط التقدم الطبي الذي تشهده المؤسسات الصحية.

12) المكملات المضادة الأكسدة تعد وقاية من سرطان الرئة

قال دكتور هيرش «نظرًا لأن مضادات الأكسدة تؤدي دورًا مهمًا في حماية خلايا الجسم من تلف الحمض النووي الذي قد يشمل الطفرات المسببة للسرطان أو غيرها من التشوّهات الجينية، فقد أُجريت كثير من الدراسات السريرية، ولكن لسوء الحظ فشل معظمها في إثبات أي حماية ضد سرطان الرئة في بيئة سريرية».

أضاف دكتور هيرش: «توجد دراسات معدودة تشير إلى أن الكثير من العناصر الغذائية المضادة للأكسدة قد تحمي من الإصابة بسرطان الرئة مثل الكاروتينويد وفيتامين C. ولكن نتائج تلك الدراسات تبدو غامضة نوعًا ما، أي إننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات على الأشخاص المدخنين، وكذلك إلى دراسات حول جرعات مضادات الأكسدة».

13) التدخين هو عامل الخطر الوحيد المسبب لسرطان الرئة

ربما يعد التدخين أكثر عوامل الخطر المعروفة المسببة لسرطان الرئة، لكنه بالتأكيد ليس العامل الوحيد المسبب لتلك الإصابة. توجد عوامل كثيرة أخرى، مثل التاريخ العائلي مع هذا النوع من السرطانات، والتعرض للهواء الملوث، واستنشاق غاز الرادون، والتعرض لمادة الأسبستوس، وأمراض الرئة المزمنة، أو قد يكون نتيجة إجراء فحص إشعاعي سابق للصدر.

اقرأ أيضًا:

اقترب العلماء من معرفة مصدر سرطان الرئة عند غير المدخنين

ثلاث سنوات من تلوث الهواء قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة

ترجمة: ياسين أحمد

تدقيق: ألاء ديب

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر