يتساءل العلماء عن إمكانية حدوث عواصف جيومغناطيسية في الكواكب الأخرى، بما فيها الكواكب التي تقع خارج نظامنا الشمسي، بغض النظر عن حجم غلافها المغناطيسي أو امتلاكها غلافًا أيونيًّا (أيونوسفير) كالذي تملكه الأرض.

وقد أجاب بحث أجراه علماء من الولايات المتحدة وكندا والصين، ويتضمن عمل عالم الفيزياء الفلكية في جامعة ألاسكا فيربانكس البروفيسور هوي زانغ عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة.

إذ شارك البروفيسور زهانغ في كتابة أطروحتي بحث اللتين نُشرتا في فبراير.

تثبت الأطروحة الأولى أن للكوكب تيارًا حلقيًّا، حقل من الجسيمات المشحونة التي تتدفق كسوار حول محيط الكوكب باستثناء قطبيه، وتثبت الأطروحة الثانية وجود عواصف جيومغناطيسية يحفزها ذلك التيار الحلقي.

العاصفة الجيومغناطيسية اضطراب هائل في الغلاف المغناطيسي للكوكب ناتج عن انتقال الطاقة من الرياح الشمسية، إذ تسبب عواصف كهذه في الغلاف المغناطيسي للأرض حدوث الشفق القطبي وقد تشوش التواصل الراديوي.

كتب تشوغانغ زونغ من معهد الفيزياء الفلكية والتكنولوجيا التطبيقية في جامعة بيكينغ ومعهد الأبحاث القطبية الصينية البحث المتعلق باكتشاف العواصف الجيومغناطيسية.

استندت الأطروحة على اكتشاف نُشر قبلها بيوم واحد أثبت المقترحات السابقة التي افترضت امتلاك كوكب عطارد تيارًا حلقيًّا عبر ملاحظة البيانات، وتملك الأرض أيضًا تيارًا حلقيًّا.

أما بحث التيار الحلقي، فقد كتبه جوتونغ زاو من المعهد السابق نفسه ونُشر في مجلة ناتشر كميونكاشن.

ساهم أربعة عشر عالمًا في البحثين بالمجمل، عمل سبعة منهم على كلا البحثين معًا.

يقول زانغ متحدثًا عن العواصف المغناطيسية في عطارد: «العمليات مشابهة جدًا لما يحدث على الأرض، تكمن الاختلافات الأساسية في الحجم وفي امتلاك عطارد حقلًا مغناطيسيًّا ضعيفًا وعدم امتلاكه غلافًا جويًّا فعليًّا».

يعود إثبات العواصف الجيومغناطيسية إلى بحث جاء نتيجة مصادفة سعيدة لسلسلة من الانبعاثات الكتلية الإكليلية من الشمس جرت بين 8 إلى 18 أبريل 2015، تصادفت مع نهاية مهمة مسبار ماسنجر التابع لناسا الذي أُطلق عام 2004 واصطدم بسطح عطارد كما كان مخططًا له في نهاية مهمته بتاريخ 30 أبريل 2015.

الانبعاث الكتلي الإكليلي (CME)، هو سحابة متدفقة من البلازما الشمسية -غاز مكون من جسيمات مشحونة- تتضمن تلك السحابة الحقل المغناطيسي المُدمج في البلازما.

ظهر أن الانبعاث الكتلي الإكليلي الذي جرى في 14 أبريل هو دليل العلماء، إذ ضغط تيار عطارد الحلقي على الجانب المواجه للشمس وزاد طاقة التيار.

وفقًا للأطروحة الثانية، أظهر تحليل البيانات الجديد الذي أجراه مسبار ماسنجر الذي سقط مقتربًا من عطارد «وجود اشتداد في التيار الحلقي، يعد ضروريًّا لتحفيز العواصف المغناطيسية».

يقول زانغ: «يسبب الاشتداد الفجائي لتيار حلقيٍّ الطورَ الأساسي لعاصفة جيومغناطيسية».

لكن هذا لا يعني حدوث مظاهر الشفق القطبي على عطارد كما تحدث على الأرض.

إذ تُنشئ العواصف الجيومغناطيسية على الأرض الشفق القطبي عندما تتفاعل جسيمات الرياح الشمسية مع جسيمات الغلاف الجوي، وعلى عطارد لا تواجه جسيمات الرياح الشمسية غلافًا جويًّا، بل تصل إلى سطح الكوكب دون عوائق، لذلك قد لا تُرى إلا عبر الكشف بالأشعة السينية وأشعة غاما.

وفقًا للأطروحة الثانية، تظهر نتائج البحثين أن العواصف الجيومغناطيسية يحتمل أن تكون سمةً شائعةً في الكواكب الممغنطة.

واختتم الباحثون الأطروحة الثانية بقولهم: «تمنحنا النتائج التي حصل عليها ماسنجر منظورًا مذهلًا لمكانة عطارد في تطور النظام الشمسي بعد اكتشاف حقله المغناطيسي الداخلي».

من المؤسسات المشاركة في البحث جامعة ألبيرتا، إدمونتون، وجامعة ميشيغان، وقسم علوم الفيزياء الشمسية في مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لناسا.

اقرأ أيضًا:

هل للعواصف الشمسية تأثير على البشر؟ ما هو؟

احتمالات نهاية العالم كما يتوقعها العلماء

ترجمة: إيهاب عيسى

تدقيق: تسبيح علي

مراجعة: أحلام مرشد

المصدر