ليس لشخصين على وجه الأرض لون العيون نفسه، سواء كان اللون بنيًا أو أزرق أو أخضر أو أي لون آخر، فإن هذا اللون فريدٌ من نوعه وخاصٌ بكل شخص. وإذا تغير هذا اللون فجأة، فإن الأمر يستدعي زيارة طبيب العيون.

ما أسباب تغير لون العيون؟

قد يشير تغير لون العيون عند البالغين إلى شيءٍ سيء، لأنه نادرًا ما يتغير لون العيون بعد السنوات القليلة الأولى من الحياة.

1- تغيرات في قزحية العين:

تحدث تغيرات في القزحية عند الإصابة بعدوى أو فيروس ما، فقد يحدث فقدان للصباغ في قزحية العين أو ضمور عضلات القزحية، الذي ينتج عنه لون أفتح قليلًا من قبل.

2- متلازمة تشتت الصباغ:

في هذه المتلازمة تنفصل بعض الخلايا الصباغية من المنطقة الخلفية لقزحية العين، لتبدأ هذه الخلايا بعد ذلك بالتحرك بحرية عبر أجزاء العين المختلفة. قد يسبب ذلك ضمور القزحية وتشويش الرؤية أو الزرق. قد تؤدي أدوية علاج الزرق أيضًا إلى تغيرات في لون العيون.

3- متلازمة التقشر الكاذب:

هي حالة مرتبطة بالتقدم بالعمر يحدث فيها تراكم مادة بيضاء متقشرة في قزحية العين والعدسة وغيرها من أجزاء العين الأخرى. وقد تسد المادة المتراكمة هذه نظام التصريف في العين وتزيد خطر الإصابة بالزرق.

4- الساد:

كل ما تراه أعيننا يمر عبر عدسة العين التي تقع خلف القزحية، إذ يركز هذا القرص الشفاف الضوء على شبكية العين في الجزء الخلفي منها، ثم يعالج الدماغ الصورة لنراها بوضوح.

ومع التقدم بالعمر، قد تتحول العدسة الشفافة إلى اللون الأصفر أو الرمادي، ما يجعل الرؤية ضبابيةً أو يضعفها. رغم أن الساد لا يؤثر في القزحية، ولكن لون العيون يتغير ويبدو مختلفًا.

إن الساد مرض شائع، ونحو أكثر من نصف السكان الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا قد أُصيبوا به. يعالج الساد بوصف نظارات طبية وفي الحالات الأشد قد يلجأ الطبيب إلى إخضاع المريض إلى الجراحة.

5- قوس الشيخوخة:

مع التقدم بالعمر تترسب مواد دهنية وتتراكم حول الحواف الخارجية للقرنية أو على الطبقة السطحية للعين، فيظهر قوس أو حلقة زرقاء، أو بيضاء أو رمادية، أمام قزحية العين. وربما تكون هذه القوس بارزةً لدرجة أن المصاب قد يعتقد أن عيونه أصبحت زرقاء اللون.

إن قوس الشيخوخة ليس خطيرًا ولا يؤثر في الرؤية، ولكن إذا ظهر هذا القوس حول القزحية عند الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا أو ظهر في عين واحدة فقط، فقد يكون علامةً لمرض كامن مثل داء الشريان السباتي.

6- إصابة رضية في العين:

قد يسبب الرض على العين نزيفًا داخلها أو ما يُسمى بالتحدُمية. إذ يتجمع الدم خلف القرنية والقزحية. عندما تكون الإصابة شديدةً ويمتلئ الجزء الأمامي بالكامل من العين بالدم، فإننا نسميها تحدمُيّة الكرات الثمانية، لأن لون العيون قد يبدو أسود بسبب تجمع الدم. يتعافى معظم الأشخاص في غضون أيام قليلة، لكن التحدُميّة الشديدة غير المعالجة قد تسبب العمى في العين المصابة.

7- أمراض القرنية:

قد تؤدي إصابة القرنية بالعدوى أو الاذية، أو التورم إلى تندب قرنية العين أو ربما تغير لونها، إذ تتشكل طبقة ضبابية فوق القزحية تجعل لون العيون يبدو أفتح بكثير.

تقول الطبيبة نيكول باجيك: «لقد راجعت عيادتي بعض المرضى الذين اعتقدوا أن لون عيونهم يتحول الى الأبيض، ولكن هذا الابيضاض في الواقع ما هو إلا لون القزحية الضبابية التي تحجب القزحية ولون العيون المعتاد».

يساعد العلاج في تقليل مشكلات العين طويلة الأمد الناتجة عن أمراض القرنية.

8- الالتهابات:

قد تسبب بعض الحالات الالتهابية تغيراتٍ في لون العيون والتي تشمل ما يلي:

التهاب عنبية العين، وهي الطبقة الوسطى من العين أو تسمى الطبقة الوقائية، والعلامة الأكثر وضوحًا لالتهاب العنبية هو تحول الجزء الأبيض من العين إلى اللون الأحمر مترافقًا بحساسية للضوء وتغيرات في حجم أو شكل حدقة العين، ما يجعل مظهر العين يبدو مختلفًا. ربما يسبب التهاب العنبية فقدان البصر إذا لم يُعالج.

تغاير لون القزحيتين: هي حالة فقدان الصباغ ضمن القزحية وبالتالي تغير لون العيون المصابة، وقد تسبب هذه الحالة حدوث الزرق أو أذية العصب البصري.

الأوهام البصرية ولون العيون:

بحسب الطبيبة باجيك: «إذا كان الشخص يرتدي لباسًا بلونٍ معين فقد يرى عينيه بلون أزرق أو أخضر وليس لون عينيه الطبيعي، لكن لون العيون لم يتغير في الواقع ولا علاقة لهذا بصحته، بل بملابسه وهو وهمٌ بصريّ».

قد تؤثر مستحضرات التجميل والعوامل البيئية مثل الضوء تأثيرًا مماثلًا.

تضيف الطبيبة: «يرى الشخص هذه الاختلافات في مواقف معينة فقط».

تغيرات لون العيون الباكرة:

بالطبع تغير لون العيون يستحق الاهتمام وزيارة طبيب العيون خلال مرحلة البلوغ. ولكن عند الرُضّع، فإن تبدل لون العيون يعد مرحلةً من مراحل النمو أي أنها حالة طبيعية.

تقول الطبيبة باجيتش: «يولد معظم الأطفال بمسحة رمادية أو زرقاء في عيونهم ومع تقدمهم في العمر، سوف نلاحظ تغيرًا في اللون ربما بين عمر 3 أو 9 أشهر».

قد يستغرق لون عين الطفل نحو ثلاث سنوات حتى يثبت على لون محدد. ونحو نصف سكان الولايات المتحدة يحصلون عند البلوغ على عيون بنية، تليها من حيث الشيوع العيون الزرقاء أو عيون خضراء لكنها الأندر.

تحدد الوراثة وكمية صبغة الميلانين التي ينتجها الجسم لون العيون، وكلما زادت كمية الميلانين كان لون العيون أغمق.

تغيرات لون العيون الاختيارية:

من الأمثلة على ذلك:

زرع القزحية:

يُدخل الأطباء قزحية اصطناعية بأي لون يختاره الشخص جراحيًا، لكن الزرع يحمل مخاطرًا كبيرةً للإصابة بالزرق والعدوى التي قد تنتهي بالعمى.

جراحة الليزر:

يمكن تفتيح لون العيون باستخدام الليزر الذي يقلل من الصباغ في قزحية العين عبر تصريفه، لكن قد يسبب هذا انسداد نظام التصريف داخل العين، الذي يزيد الضغط ويسبب فقدان البصر. لذلك ينصح الأطباء بتجنب العمليات الجراحية لتغيير لون العيون لأسباب تجميلية فقط.

تقول الطبيبة باجيك: «هناك سبب لعدم الموافقة على هذه الأنواع من الإجراءات في الولايات المتحدة، فهي لا تستحق المخاطرة. لكن إن أراد الشخص عيونًا بألوان مختلفة قد نقترح عليه تجريب العدسات اللاصقة الملونة بوصفها خيارًا أكثر امانًا».

اقرأ أيضًا:

العيون الزرقاء ليست زرقاء.. لا وجود لعيون زرقاء من الأساس

لماذا لا يمتلك البشر عيونا برتقالية أو ذهبية اللون

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: أسعد الأسعد

المصدر