قرحة الجلد هي جرح مفتوح يصيب الجلد نتيجة لأذية أو ضعف الدورة الدموية أو ضغط.

قد يستغرق علاج قرحة الجلد وقتًا طويلًا جدًا، وقد يصاب الشخص بالعدوى ومضاعفات صحية أخرى في حال تركها دون علاج.

ربما تتكون هذه التقرحات على أية منطقة من الجلد بناءً على نوع العامل المسبب للتقرحات، فتنتشر أكثر على الساقين، والفم، والشفتين، والفخذين، وأسفل الظهر مكان الجلوس.

يوضح هذا المقال الأنواع، والأعراض، والتشخيص، والعلاجات المنزلية للتقرحات الجلدية.

ما أعراضها؟

تبدو التقرحات الجلدية على شكل قروح مستديرة ومفتوحة ومتفاوتة في شدتها، وتكون عادة إصابات طفيفة على سطح الجلد.

في الحالات الشديدة، تصبح التقرحات جروحًا عميقة تنتشر في النسيج العضلي تاركة العظام والمفاصل مكشوفة للوسط الخارجي.

تتضمن أعراض التقرحات ما يأتي:

  •  تغير لون الجلد.
  •  الحكة.
  •  تورم في الجلد القريب من القرحة.
  •  الجلد الجاف أو المتقشر حول القرحة.
  •  ألم بالقرب من المنطقة المصابة.
  •  إفرازات دموية أو مليئة بالقيح من القرحة.
  •  رائحة كريهة صادرة من المنطقة.
  •  تساقط الشعر القريب من القرحة.

أنواع تقرحات الجلد:

يُصاب الأشخاص بالأنواع التالية من قرحة الجلد:

 تقرحات الجلد الوريدية:

هي تقرحات سطحية ومفتوحة تصيب جلد أسفل الساق نتيجة ضعف الدورة الدموية.

يمنع تلف الصمامات داخل أوردة الساق الدم من العودة إلى القلب. فيتجمع الدم في أسفل الساقين ويضغط هذا التورم على الجلد، ما يؤدي إلى انتفاخ الساقين وظهور القرحة.

 تقرحات الجلد الشريانية (الإقفارية):

تحدث القرحة الشريانية عندما تفشل الشرايين في توصيل ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين إلى الأطراف السفلية. فتموت الأنسجة وتحدث القرحة.

قد تتكون التقرحات الشريانية على الجزء الخارجي من الكاحل، والقدمين، وأصابع القدم.

 تقرحات الجلد العصبية:

هي إحدى المضاعفات الشائعة لمرض السكري غير المنضبط. فقد يسبب ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم تلف الأعصاب بمرور الوقت، ما يؤدي إلى انخفاض أو فقدان كامل للشعور في اليدين والقدمين. وتسمى هذه الحالة الاعتلال العصبي وتحدث لدى نحو 60 – 70% من مرضى السكري.

تتطور تقرحات الاعتلال العصبي من جروح أصغر مثل البثور أو الجروح الصغيرة. وقد لا يدرك الشخص المصاب بالاعتلال العصبي المرتبط بداء السكري أن لديه قرحة، حتى تبدأ في إفراز سوائل أو تصاب بالعدوى وفي هذه الحالة تكون لها رائحة كريهة.

 تقرحات السرير أو الضغط:

تحدث قرحة الاستلقاء -التي تسمى أيضًا تقرحات الفراش أو الضغط- نتيجة حكة أو ضغط مستمر على الجلد. فقد تتحمل أنسجة الجلد أقصى ضغط 30 – 32 ملم زئبقي. وقد تؤدي أية زيادة في الضغط تتجاوز هذا المجال إلى ضعف الدورة الدموية، وموت الأنسجة، وظهور القرحة في النهاية.

قد تسبب قرحة الاستلقاء تلف الأوتار والأربطة والأنسجة العضلية إذا تُركت دون علاج.

 قرحة بورولي:

قرحة بورولي هي حالة طبية تسببها بكتيريا القرحة المتفطرة. وقد تسبب العدوى بهذه البكتيريا تقرحات كبيرة على الذراعين والساقين.

وقد تؤدي إلى أضرار جسدية دائمة أو إعاقة إذا تُركت دون علاج.

 التهاب الجلد الركودي:

هو حالة تسبب التهاب الجلد وتهيجه وتقرحات في الساقين. ويحدث نتيجة تراكم السوائل بسبب ضعف الدورة الدموية.

وفقًا للجمعية الوطنية للأكزيما، فإن التهاب الجلد الركودي أكثر شيوعًا لدى النساء من الرجال، ولدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.

ما الذي يسبب تقرحات الجلد؟

تقرحات الجلد المختلفة لها أسباب كامنة ومختلفة تبدأ من ضعف الدورة الدموية إلى الالتهابات البكتيرية.

قد تبدو قرحة الجلد في البداية مثل تهيج الجلد الخفيف أو بقعة متغيرة اللون قليلًا من الجلد. ولكن بمرور الوقت، ستتفكك أنسجة الجلد وتكوّن جرحًا سطحيًا.

التشخيص:

يستطيع مقدم الرعاية الصحية تشخيص قرحة الجلد بناءً على مظهرها. وسيقوم بمراجعة التاريخ الطبي للشخص وأعراض المرض لتحديد سببه الأساسي قبل التوصية بخيارات العلاج.

العلاج:

يعتمد علاج تقرحات الجلد على شدة القرحة والسبب الكامن وراءها.

يستطيع أي شخص علاج قرحة الجلد في المنزل إذا كانت صغيرة ولا تظهر عليها علامات العدوى؛ إذ تهدف علاجات القرح الخفيفة إلى الوقاية من العدوى.

يجب الحفاظ على القرحة نظيفة ومغطاة إذا لم تكن تنز.

تشمل أعراض القرحة المصابة التورم أو الألم أو الإفرازات أو الرائحة الكريهة، لذا يحتاج الأشخاص الذين يلاحظون أيًا من هذه الأعراض إلى عناية طبية.

يتضمن علاج القرحة الشديدة ما يأتي:

  •  إزالة الأنسجة الميتة لتسريع عملية الشفاء.
  •  استخدام المضادات الحيوية الفموية أو الموضعية لعلاج أية عدوى بكتيرية.
  •  تناول مسكنات الألم لتخفيف الانزعاج.
  •  ضعف الدورة الدموية هو عامل رئيسي يساهم في تطور قرحة الجلد، لذا فإن تحسين الدورة الدموية قد يساعد على علاج القرحة ومنع ظهورها.

تتضمن بعض الطرق التي تساعد في تحسين الدورة الدموية ومنع ظهور القرحة ما يأتي:

  •  ارتداء الجوارب الضاغطة.
  •  رفع الساقين.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  •  الحفاظ على وزن صحي.

المضاعفات:

قد تتطور تقرحات الجلد إلى جروح مزمنة أو عدوى خطيرة إذا لم يتلقَ الشخص العلاج.

تتضمن بعض مضاعفات تقرحات الجلد غير المعالجة ما يأتي:

  •  التهاب النسيج الخلوي: وهو عدوى بكتيرية تؤثر في الطبقات العميقة من الجلد والأنسجة الرخوة.
  •  تسمم الدم بسبب عدوى بكتيرية.
  •  التهابات في عظام المفاصل.

الغرغرينا: وهي موت الأنسجة نتيجة لضعف إمدادات الدم.

العلاجات المنزلية:

يمكن تخفيف أعراض تقرحات الجلد الخفيفة وخطر العدوى والمضاعفات مع العلاجات المنزلية الآتية:

 الكركم:

يحتوي الكركم على الكركمين، وهي مادة كيميائية تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومطهرة ومضادة للأكسدة. فبعد تنظيف الجلد المصاب، يمكن وضع كمية كافية من مسحوق الكركم على القرحة، ثم تغطيتها بضمادة نظيفة.

 المياه المالحة:

المحلول الملحي هو خليط معقم من الماء المقطر والملح. ويمكن استخدامه لتنظيف الجلد وإزالة الجلد الميت من القرحة. ويحتوي المحلول الملحي العادي على 0.9% فقط من الملح، لذلك لا يسبب تهيج القرحة. ويمكن شراؤه أيضًا من المتاجر أو صنعه في المنزل.

 العسل:

يمتلك العسل خصائص قوية مضادة للميكروبات بسبب تركيزه العالي من السكر والبوليفينول. إذ تشير نتائج العديد من الدراسات المختبرية والسريرية إلى أن العسل فعال ضد العديد من البكتيريا المرتبطة بالأمراض الجلدية.

الخلاصة:

تتطور تقرحات الجلد نتيجة ضعف الدورة الدموية أو الالتهابات أو الضغط لفترات طويلة، لذا فإن علاج القرحة في وقت مبكر قد يقلل من خطر العدوى والمضاعفات الخطيرة. وقد تتطلب القرحة المصابة تصريف السوائل منها والعلاج بالمضادات الحيوية.

يمكن منع تقرحات الجلد عن طريق:

  •  علاج الحالات الطبية التي تسبب ضعف الدورة الدموية مثل الدوالي والقصور الوريدي والسكري.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  الحفاظ على وزن صحي.
  •  تجنب الجلوس أو الاستلقاء على الوضع نفسه لفترة طويلة جدًا.
  •  يجب التحدث مع مقدم الرعاية الصحية عند الاشتباه بالإصابة بقرحة جلدية أو إذا كان الجرح يلتئم ببطء شديد.

اقرأ أيضًا:

أكثر المشاكل الجلدية (المشاكل التي تصيب الجلد) شيوعًا

الإكزيما النازة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: محمد انبيعه

تدقيق: منال توفيق الضللي

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر