كشف العلماء بواسطة تلسكوب هابل عن نجم أو نظام نجمي يعود إلى نحو 900 مليون سنة بعد الانفجار العظيم.

هذا الجرم أبعد بكثير من الاكتشافات السابقة لأنظمة مشابهة، ما يعني أننا ننظر إلى أحد أقدم المراحل التي مر بها هذا الكون. إضافةً إلى حجم هذا الجرم فإنه بعيد للغاية، فقط تلسكوب جيمس ويب بوسعه التفوّق على نتائج هابل وإعطاء صورة أفضل لهذا الجرم. سُمي هذا الجرم البعيد «إيرندل»، ومعناه نجم الصباح أو الضوء الساطع في الإنجليزية القديمة.

اعتمد العلماء على طريقة عدسة الجاذبية لمشاهدته، إذ يكبّر ضوء الأجسام البعيدة بواسطة جاذبية الأجسام الأقرب. قدّر العلماء كتلته بنحو 50 ضعف كتلة الشمس، مع انزياح أحمر يبلغ 6.2.

لم نحدد ماهية الجرم البعيد، فقد يكون نجمًا أو نظامًا نجميًا ثنائيًا. قالت جين ريجبي من ناسا: «هذا النجم أقدم نجم منفرد نرصده على الإطلاق، وهي فرصة فريدة لدراسة سلوك النجوم الضخمة في الكون المبكر».

يرتبط الانزياح الأحمر بتمدد الضوء في تحركه عبر الكون، ويُعد مؤشرًا للمسافة بين الأجرام الفلكية. كلما زادت قيمة الانزياح الأحمر، كانت الأجسام أبعد.

وجّه علماء الفلك تلسكوب هابل نحو تجمّع ضخم من المجرات اسمه (WHL0137-08). هذا التجمع كبير للغاية، ما يسمح لقوى الجاذبية بتشويه نسيج الزمكان حوله. يسمح انحناء الضوء برؤية الأجسام الخلفية مكبرةً، شريطة محاذاة الضوء مع المراقبين على الأرض.

اكتشاف تلسكوب هابل لهذا النجم هو الأول من نوعه. في الماضي، رصد تلسكوب هابل مجرات تعود إلى 300 – 400 مليون سنة بعد الانفجار العظيم. شكلت هذه المجرات مصدرًا قويًا للضوء من عدد لا يُحصى من النجوم المتجمعة في مجرة واحدة أو أكثر.

يقول بريان ويلش الباحث في جامعة جونز هوبكنز، المؤلف الرئيس للدراسة: «في حالة المجرات المكتشفة سابقًا، يمكننا رصد الضوء من ملايين النجوم معًا. أما في حالة النجم المُكتشف حديثًا بواسطة تلسكوب هابل فقد كُبّر لدرجة إمكانية رؤيته فقط».

إن قدراتنا الحالية ليست كافية لمعرفة تفاصيل هذا النجم، وصفاته وسلوكه، لكن في الأشهر القادمة، قد يكون بحوزتنا رؤية شاملة لهذا النظام القديم. هذا يعتمد على جاهزية تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي يمكنه رؤية ما يعود إلى نحو 13.7 مليار سنة!

فور بدء مهمة تلسكوب جيمس ويب، سيصبح بوسعنا رؤية نجوم قديمة وبعيدة مثل هذا النجم تمامًا، ما سيساعدنا على معرفة شكل النجوم وسلوكها وخصائصها في الكون المبكر.

اقرأ أيضًا:

دراسة جديدة حول توقعات ستيفن هوكنغ عن المادة المظلمة والثقوب السوداء

هل صُنع كوننا الحالي في مختبر؟

ترجمة: يزن دريوس

تدقيق: سماح عبد اللطيف

المصدر