تقع القطط في بعض المشكلات بسبب المغامرة والفضول. أحيانًا قد تؤدي روح المغامرة إلى مشاجرات مع حيوانات أخرى، أو صدمات تؤدي إلى حدوث جروح للقطط.

أنواع جروح القطط:

تشمل الجروح التي قد تحدث عند القطط أنواعًا متعددة، منها :

1- الجروح الثاقبة:

تنتج الجروح الوخزية –الثاقبة- أحيانًا عن عضات أو خدوش الحيوانات أو الأجسام الغريبة التي تخترق الجلد، مثل العصي أو الأشواك أو الزجاج أو الأجسام المعدنية.

غالبًا تكون الثقوب صغيرة جدًا، لكنها قد تسبب رضًا في الأنسجة الأساسية غير الظاهرة، خاصةً إذا كانت ناتجة عن عضة حيوان.

إذا وُجد جرح مثقوب في الحيوان الأليف، خاصةً إذا كان ينزف أو يفرز صديدًا، أو كان منتفخًا أو مصابًا بكدمات أو مؤلمًا، تجب مراجعة الطبيب البيطري في غضون 24 ساعة حتى يتمكن من فحص الجرح فحصًا سليمًا بعد تخدير الحيوان.

2- جروح العضات:

حال تعرض الحيوان الأليف إلى العض من حيوان آخر، ووُجدت علامات عض أو سحجات، تجب مراجعة الطبيب البيطري حتى يفحص الجرح بدقة وتحديد إن كان يحتاج إلى تقطيب.

يُفضل إجراء زيارة فورية للطوارئ البيطرية بعد عضة الحيوان، خاصةً إذا كان الحيوان الذي عض القط غير محصن ضد داء الكلب. يزود الطبيب البيطري القط بلقاح داء الكلب وقد يوصي بالحجر الصحي، إذا لم تكن القطط قد أتمت سلسلة اللقاحات الخاصة بها.

3- الجروح القاطعة البسيطة والسحجات:

يكون الرض سطحيًا ومحدودًا في الجلد. ما دامت القطط لا تلعق الجروح بشكل متواصل ولا يوجد تورم أو نزيف أو صديد أو رائحة أو ألم، فقد تشفى جروح القطط تلقائيًا أو بقليل من العلاج.

قد يلتصق الفراء بالجروح، ما يصعب رؤية امتداد الجرح، لذلك تجب مراجعة الطبيب البيطري حتى يتمكن من قص الفراء بشكل صحيح وتنظيف الجرح، وإن كان سطحيًا .

4- الخراريج:

القطط عرضة للإصابة بالخراريج، وهي عدوى موضعية توجد تحت الجلد، ناجمة عن الجروح الواخزة إذ ينغلق الجلد على البكتيريا المنقولة من الأسنان أو الأظفار أو الأجسام الغريبة.

قد تبدأ الخراريج سطحيةً وتسبب التهابًا في الأنسجة المحيطة «التهاب النسيج الخلوي»، فتسبب الحمى والخمول والألم. ثم تنتفخ وتصبح جيبًا دافئًا ومؤلمًا جدًا يحتوي سوائل التهابية ظاهرة عبر الجلد .في النهاية، بسبب الضغط الكامن، تنفجر مفرزةً كثير من القيح.

أحيانًا تسبب الخراريج حمى شديدة للغاية تتطلب دخول المستشفى. إذا كانت الخراريج مترافقة مع الخمول وفقدان الشهية أو قلة الحركة. تحتاج إجراء وخز للسماح بتصريف المفرزات والتقييم الشامل والتنظيف. إذا كان الخراج كبيرًا، قد يكون فتح الجرح ضروريًا للشفاء .

5- القروح أو البثور:

قد تسبب المشكلات المزمنة جروحًا جلدية. توجد حالة تسمى «الورم الحبيبومي الأيوزيني القططي»، تسبب آفات جلدية بارزة ومحمرة أو حتى سرطانات الجلد. تظهر غالبًا على شكل كتل أو آفات أصغر حجمًا، وتلتهب إذ تنمو.

إذا وُجدت كتل غير طبيعية على القطة فمن المهم مراجعة الطبيب البيطري، قد يأخذ عينة من الخلايا من المنطقة بنضح إبرة دقيقة، أو يجري خزعة للحصول على تشخيص نهائي.

علامات التهاب الجرح لدى القطط:

  •  تورم
  •  احمرار أو كدمات أو تغير لون الجلد
  •  ألم
  •  حرارة موضعية
  •  إفرازات دموية مستمرة أو إفرازات قيحية ذات رائحة غالبًا
  •  حمى
  •  خمول
  •  تقيؤ
  •  إسهال
  •  عرج إذا كان الجرح في الساق.

كيفية تنظيف جروح القط:

يجب أن يجري الطبيب البيطري تقييمًا لجرح القط، ما لم تكن الجروح سطحية وتبدو سريعة الشفاء. يبلغ متوسط وقت الشفاء من الإصابات السطحية نحو 7 أيام، مع ملاحظة التحسن اليومي.

إذا كان الجرح نازفًا، يُضغط بشكل مباشر بقطعة قماش نظيفة أو شاش معقم. ويجرى الضغط مدة 5 دقائق لوقف النزيف. إذا لم يتوقف، يستمر الضغط على الجرح واصطحاب القط إلى طبيب بيطري للطوارئ في أسرع وقت ممكن.

إذا بدا الجرح سطحيًا ولا يوجد نزيف، يمكن استخدام محلول مطهر أو ماء لتنظيف الجرح بلطف. قد يكون المحقن مفيدًا لغسل الجرح بالماء أو المحلول الملحي.

تُحضّر المحاليل المطهرة بتخفيف المحاليل المركزة المحتوية إما على البوفيدون اليود أو ثنائي أسيتات الكلورهيكسيدين. لا تستخدم الكحول أو بيروكسيد الهيدروجين على الجروح، لأنها قد تلحق الضرر بالأنسجة. يجب تخفيف البوفيدون أو الكلورهيكسيدين.

إذا كان الجرح كبيرًا أو عميقًا، فمن الآمن تطهير المنطقة المحيطة بالجرح، ثم اصطحاب القط إلى الطبيب البيطري لمعالجته.

كيفية منع القطة من لعق جرحها:

  •  يجب منع القطط من لعق جروحها. أفضل طريقة للقيام بذلك هي استخدام الياقة الإليزابيثية «الياقة الإلكترونية».
  •  يجب اختيار قياس مناسب للقط لتحديد الحجم الصحيح.
  •  يجب ألا يمنع الطوق القطط من أداء المهام اليومية، مثل الأكل والشرب واستخدام صندوق الفضلات.
  •  يجب ألا توضع ضمادات على أرجل القطط، قد تؤدي الضمادة الموضوعة بشكل غير مناسب إلى مزيد من تلف الأنسجة بسبب الضغط والرطوبة.
  •  يجب ألا يبقى الضماد مدة أطول من ساعة تجنبًا لتلف أنسجة الجلد.

كيف يعالج الطبيب البيطري جروح القطط:

يهدف تقييم الجرح لتشخيص نوع الجرح وتحديد العلاج المناسب، لتسريع الشفاء وتجنب العدوى.

يجري الطبيب البيطري فحصًا جسديًا شاملًا ويتحقق من وجود أي جروح أخرى، ثم يقص الفراء عن الجرح إذا لزم الأمر، لإجراء تقييم شامل. قد يحتاج الطبيب البيطري إلى تخدير القط لتقييم الجرح بشكل كامل وتجنب المزيد من الألم والقيام بالعلاج اللازم.

قد يوصي الطبيب البيطري بفحص الدم الكامل والأشعة السينية لتقييم العدوى الجهازية والأضرار في الأنسجة الأساسية أو العظام.

في معظم حالات الجروح المتوسطة إلى الشديدة، يلزم العلاج بالمضادات الحيوية بالفم أو بالحقن، إضافةً إلى مضادات الالتهاب وأدوية الألم. قد يوصي الطبيب البيطري باستخدام الدهانات الموضعية في حالات الجروح الخفيفة.

علاجات بعض أنواع الجروح الشائعة:

تحتاج السحجات والتمزقات الصغيرة إلى تنظيف شامل فقط، ويمكن تركها مكشوفة لتُشفى تلقائيًا، أو قد تحتاج إلى قليل من لاصق الجلد.

تتطلب التمزقات الأكبر حجمًا -الطويلة أو العميقة- فحصًا دقيقًا لتقييم الأنسجة الأساسية بعد التخدير.

إذا حدث الجرح قبل أقل من 12 ساعة ولم يكن ملوثًا، يُجرى الفحص ثم الإغلاق الجراحي والتقطيب. قد يلزم استخدام التصريف الجراحي، ما يسمح للسائل الموجود تحت الجلد بالتصريف ويقلل خطر تشكل الخراج.

تتطلب الجروح أو التمزقات الكبيرة أو الجروح التي مضى على حدوثها أكثر من 12 ساعة، أو الجروح الكبيرة جدًا التي لا يمكن إغلاقها، تنظيفًا متكررًا -يوميًا غالبًا- وتغيير الضمادات حتى تصبح أنسجة الجرح سليمة ويصبح الجرح صغيرًا بما يكفي للإغلاق الجراحي.

يؤدي الإغلاق الجراحي لجرح كبير أو قديم أو ملتهب إلى حبس التلوث والبكتيريا بداخله ويؤدي إلى التهابات جهازية أكبر أو نخر الأنسجة.

عادةً تسبب الجروح الوخزية ضررًا تحت الجلد أكبر مما يراه الطبيب البيطري في الفحص الأولي، تُفحص هذه الجروح وتُنظف بدقة لتقييم المواد الغريبة والجيوب تحت الجلد ومدى تلف الأنسجة الأساسية.

أحيانًا تُترك هذه الجروح مفتوحة للتصريف لعدة أيام بعد التنظيف، وفي أحيان أخرى تتطلب هذه الجروح التنضير الجراحي للأنسجة الميتة أو التالفة.

ما يجب الانتباه إليه في المنزل:

يوصي الطبيب البيطري ببقاء القطط داخل المنزل حتى يُشفى الجرح تمامًا. تفضل يرقات الذباب غزو الأماكن الرطبة والمظلمة والدافئة، ما يجعل جروح القطط وجهة محببة لهذه الحشرات المزعجة.

تجب مراقبة القطط ومراجعة الطبيب حال وجود أي من العلامات التالية:

  •  حرارة موضعية
  •  تورم
  •  ألم
  •  نز الجرح
  •  استمرار النزيف
  •  الامتناع عن تناول الطعام
  •  تقيؤ
  •  إسهال
  •  حمى
  •  خمول.

إعادة الفحص والعناية بالضمادات:

  •  إذا كانت الضمادة مبللة أو متسخة أو تنزلق أو يظهر عليها أي نزيف أو تبدو مؤلمة للقط، تجب إزالتها وتقييم الأنسجة الأساسية واستبدال الضمادة.
  •  عادةً يوصى بإعادة الفحص بعد أسبوعين، اعتمادًا على امتداد الجرح.
  •  يجب تغيير الضمادات يوميًا -في حالة الجروح الملوثة- لمدة أسبوع.
  •  الاحتفاظ بمجموعة الإسعافات الأولية للحيوانات الأليفة فكرة جيدة تحسبًا للطوارئ.

تشمل الضروريات التي يجب توفرها في المنزل تحسبًا للإصابة بالجروح:

  •  شاش معقم غير لاصق
  •  محلول مطهر «بوفيدون اليود أو ثنائي أسيتات الكلورهيكسيدين».
  •  محلول ملحي
  •  شريط ضماد
  •  محاقن ذات رؤوس منحنية لغسل الجروح
  •  طوق إليزابيثي بحجم مناسب للقط.

في حالات النزيف الشديد، قد يكون الرباط الضاغط مفيدًا. من المهم ملاحظة أنه يجب استخدام الرباط الضاغط «العاصبة» مدة تصل إلى 20 دقيقة فقط في المرة الواحدة، تحت إشراف الطبيب البيطري.

اقرأ أيضًا:

داء خدش القطط: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

لماذا تخرخر القطط؟ وعلام يدل ذلك؟

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر