حالة نادرة استثنائية : ولادة توأم نصف متماثل في أستراليا . عند ولادة توأم ما فمن الممكن أن يكون التوأمان متماثلين ، أو غير متماثلين (ناتجين عن بويضتين مختلفتين). وفي حالات نادرة للغاية، يمكن أن يكون توأم نصف متماثل كما هو حال التوأمين في هذه الدراسة. في شهر يناير من عام 2014، وُلد توأمان في أستراليا يتشاركان فيما بينهما جميع جينات الأم ، وفي المقابل يتشاركان فقط 78% من جينات الأب ، وكان هذا وفقًا للدراسة التي أُجريت عليهما ونُشرت في 27 فبراير 2019 في صحيفة The New England Journal of Medicine.

توأم نصف متماثل جينات الأم جينات الأب

توأم نصف متماثل

ووفقًا لما قاله دكتور مايكل جابيت Dr. Michael Gabbett، منسق مُقرر الجينوم التشخيصي في معهد الصحة والإبداع الطبي البيولوجي (Institute of Health and Biomedical Innovation) في مدينة بريزبين بأستراليا؛ فإنه من غير الواضح عدد حالات ولادة توأم نصف متماثل حول العالم ولكنها حالات نادرة جدًا واستثنائية للغاية.

تعود أول حالة عُرفت ل توأم نصف متماثل إلى عام 2007 في الولايات المتحدة الأمريكية وكان التوأمان حينها طفلين، ولكن تُعد هذه المرة الأولى للتعرف على توأم نصف متماثل وهو في رحم الأم. في البداية، تصف الأم في التقرير الطبي أنها كانت حاملًا بتوأمين متماثلين وذلك وفقًا للتصوير بالأمواج فوق الصوتية التي خضعت له أثناء حملها.

وبعد ذلك في المراحل المتقدمة من الحمل، ذُهل الأطباء حين وجدوا أن التوأمين ذكر وأنثى، إذ يتشارك التوأمان المتماثلان في جميع الجينات، ومن المستحيل أن يكونا من جنسين مختلفين كما يحدث في حالات التوائم غير المتماثلة . ولتحليل جينات الأجنة، أخذ الأطباء عينات من السائل السلوي (amniotic fluid) المحيط بكل منهما، وحينها، اكتشف الأطباء أن التوأمين يتشاركان فيما بينهما بنسبة 100% من جينات الأم و78% فقط من جينات الأب .
ومن الجدير بالذكر أنه كان لكل جنين منهما كيس سلوي (جنيني) خاص به داخل الرحم.

أوضح مايكل جابيت لموقع Live Science أنه في الظروف الطبيعية، يحصل الفرد على الحمض النووي الخاص به DNA من مصدرين مختلفين، الأول هو الصبغيات المنتقلة له من بويضة الأم، والثاني هو الصبغيات المنتقلة بواسطة مني الأب. وفي حالات التوائم غير المتماثلة ، يخصّب حيوانان منويان مختلفان بويضتين مختلفتين ما يجعلهما يتشاركان نصف جينات الأم ونصف جينات الأب ، وفي حالات التوائم المتماثلة، يخصّب حيوان منوي واحد بويضة واحدة تنقسم بدورها إلى توأمين يتشاركان فيما بينهما جميع جينات الأم و جينات الأب .

ولكن في حالات التوائم النصف متماثلة ، يحصل التوأمان على الصبغيات من مصدرين؛ الأول صبغيات البويضة، والثاني حيوانين منويين مختلفين. وعن كيفية حدوث ذلك، توضّح فرضية جابيت أن بويضة الأم تُخصّب بحيوانين منويين مختلفين كلاهما يحمل صبغيات خاصة به، ما يؤدي إلى اتحاد نفس الصبغيات من الأم مع مجموعتين مختلفتين من صبغيات الأب.

ومن الجدير بالذكر أنه بمجرد تخصيب البويضة بحيوان منوي واحد فقط، تصبح غير قابلة للاختراق بواسطة حيوانات منوية أخرى، لذلك يعتقد جابيت أنه لحدوث هذه الحالة يجب أن يصل حيوانان منويان للبويضة في نفس الوقت، ويرفض أي تفسير آخر مثل تخصيب نطفتين مختلفتين لبويضتين مختلفتين لهما نفس التركيب الجيني، فهو يرى أن ذلك مستحيل الحدوث.

بعد تخصيب النطفتين لنفس البويضة، تُوزع الصبغيات على ثلاث خلايا منفصلة؛ إذ تستقبل الخلية الأولى الصبغيات من الأم والنطفة الأولى، وتستقبل الخلية الثانية الصبغيات من الأم والنطفة الثانية، بينما تستقبل الخلية الثالثة الصبغيات من النطفتين، وتموت الخلية الثالثة في النهاية لأن الخلية تحتاج إلى صبغيات من الأم والأب لتبقى على قيد الحياة. أمّا الخلايا الناجية فتتحد مع بعضها ثم تنقسم مرة أخرى إلى توأمين.

وبالإضافة إلى ذلك، تجدر بنا الإشارة هنا إلى أن كلا الذكر والأنثى يمتلك صبغيات ذكرية وأنثوية معًا، وبمعنى آخر؛ يمتلك كل فرد منهما بعض الخلايا التي تحمل الصبغي الأنثوي XX وبعض الخلايا التي تحمل الصبغي الذكري XY. يرتبط امتلاك الصبغيين الجنسيين معًا في الخلايا المختلفة لنفس الجسم بحدوث مشاكل في تطور الأعضاء التناسلية بالإضافة إلى السرطان.

عندما فحص الأطباء مبيضي الأنثى، وجدوا بعض الاختلافات المرتبطة بالسرطان، ولذلك أُخذ القرار الصعب بإزالتها لمنع إصابتها بالسرطان. وعانت الأنثى أيضًا من جلطة دموية بعد فترة قصيرة من ولادتها أدت إلى قطع إمداد الدم عن ذراعها ونتيجة لذلك وَجَب على الأطباء بتر ذراعها. وتُعد الجلطات الدموية من المضاعفات الشائعة للتوائم المتماثلة بشكل عام. ومع ذلك، فمن الأخبار السارة أن التوأمين بلغت أعمارهما الآن 4 أعوام ونصف ويتطوران بشكل طبيعي.

للوصول إلى فهم جيد لهذه الحالة النادرة، فحص الباحثون جينات ما يقارب 1000 توأم، ولكنهم لم يجدوا أي حالة ل توأم نصف متماثل آخر، ولم يجدوا أيضًا أي دليل على هذه الحالة في بحث آخر أجراه فريق بحث مختلف فحص خلاله الـ DNA الخاص بأكثر من 20000 توأم. يقول دكتور جابيت: «أُبلغ فقط عن حالة واحدة أخرى حول العالم. وبسبب ندرة هذه الحالات، ما زال بعض الأطباء لا يصدقون حدوثها».

اقرأ أيضًا:

إذا تزوج توأمان متطابقان من توأمين متطابقين، فكيف ستكون النتيجة وراثيًا؟

ناسا ترسل أحد التوأمين المتطابقين إلى الفضاء والنتيجة؟ لم يعودا متطابقين!

امرأة تستقصي علامات خلقية غير اعتيادية في جسمها وتكتشف بأنها هي ذاتها أختها التوأم في جسد واحد

عجبًا، كيف انتهى الحال بتوأم الطفل داخل بطنه؟

المصدر

ترجمة: مايكل ممدوح
تدقيق: تسنيم المنجّد