أُصيبت فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا بمرض السيلان البني في أثناء إجازة أمضتها مع عائلتها في إيطاليا، وذلك بعد الاستحمام في بركة ماء ساخنة (بحيرة ذات ينابيع بركانية حارة في جزيرة بانتيليريا).

يعتقد الخبراء أنّ الفتاة قد التقطت العدوى -التي تنتقل عادة من طريق الاتصال الجنسي- من الماء الذي استخدمه شخص مصاب بالسيلان البني. ويقول الخبراء: «إنّ هذه الحالة تلقي الضوء على خطورة إصابة الأطفال بالأمراض المنتقلة جنسيًا من حمامات السباحة».

شرح الباحثون بالتفصيل سبب إصابة الفتاة النمساوية البالغة من العمر 11 عامًا في أثناء قضائها إجازة عائلية مع والديها وشقيقتها البالغة من العمر 7 سنوات في أغسطس 2020، وذلك في دراسة حالة بعنوان «عدوى المكورات البنية قد تكون مكتسبة من الاستحمام في بركة ماء ساخنة طبيعية»، التي نُشرت في مجلة Journal of Medical Case Reports.

ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنّ الفتاة قد استحمت مدة ساعة في بركة ماء ساخنة بعمق 20 سم مع والدها وسيّاح آخرين، بينما كانت والدتها وشقيقتها تستحمان في جانب منفصل من البركة.

بعد يومين، اشتكت الفتاة من إحساس مؤلم بالحرقة، الذي عُولج في البداية بكريم مضاد للفطور دون وصفة طبية مدة أسبوع؛ ولكنّه فشل في إزالة هذه الأعراض، لذلك عُرضت الفتاة على طبيب الأسرة عند عودتهم إلى منزلهم في النمسا.

وجد الطبيب أنّ تحاليلها تثبت إصابتها بمرض السيلان البني، لذلك أُجرِي التحليل لكل أفراد الأسرة الآخرين، بحثًا عن المكورات البنية، ولكنّ نتيجة تلك التحاليل كانت سلبية.

وقد نفت الفتاة ممارستها الجنس، فهي الطريقة الأشيع لانتقال هذه الجراثيم، ونظرًا إلى أن أعراضها بدأت في أثناء رحلتهم مع غياب أي دليل على الاتصال الجنسي، فقد استنتجوا أنّ مياه البركة لابد أن تكون مصدرًا للعدوى، فعولِجت الفتاة على الفور بالمضادات الحيوية، وتعافت تمامًا بعد ذلك.

كيف أُصيبت الفتاة بمرض السيلان البني؟

لاحظ الباحثون أنّ البِرَك الموجودة على أطراف تلك البحيرة تحتوي على مجموعة من العوامل التي مكّنت من انتقال النيسرية البنية، وهي الجرثومة المسببة لمرض السيلان البني، ووصفوا البركة بأنها راكدة تقريبًا، وحرارتها تقارب درجة حرارة الجسم، وذات تفاعل حمضي قليلًا، إضافةً إلى احتوائها على مواد عضوية لمساعدة الجراثيم على البقاء في المياه الضحلة.

وذكرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، أنّ معظم الجراثيم تعيش في درجات الحرارة المعتدلة بين 1.66 و5 درجة مئوية، ويوفر جسم الإنسان هذا المطلب بدرجة حرارة تقارب 37 درجة مئوية.

قالت مؤلفة هذه الدراسة الأستاذة فيليسيتي جوديير سميث: «يجب أن يكون الناس على دراية بالمخاطر المحتملة لمشاركة المياه الملوثة بالأمراض المنقولة جنسيًا في أماكن العطلات الشهيرة، ومن واجب إدارة هذه المنشآت أن تضمن سلامة ونظافة الأشخاص الذين يستخدمونها، وخاصةً الصغار منهم، فهُم معرضون لهذا النوع من الإصابة غير العادية بالسيلان البني».

هل هنالك احتمالية لانتقال الأمراض المنقولة جنسيًا من طريق حمامات السباحة؟

إنّ حالة الفتاة النمساوية نادرة جدًا، وقد لفتت انتباه العديد من الخبراء. ولكن، تؤكّد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنّ السيلان البني وغيره من الأمراض المنقولة جنسيًا، تنتقل بنحو رئيسي من طريق الاتصال الجنسي.

وقد صرّح اختصاصي الأمراض الخمجية الدكتور إدوارد بروكس من مركز ستانفورد للرعاية الصحية، لمدونة هاف بوست بأنه لا يوجد دليل على إمكانية إصابة أي شخص بعدوى منقولة جنسيًا من طريق السباحة في المسابح أو البِرَك ما لم يمارس الجنس في أثناء وجوده في الماء، وأكّد ضرورة حدوث تبادل وثيق لسوائل الجسم حتى تنتقل هذه الجراثيم من شخص إلى آخر.

اقرأ أيضًا:

داء المشعرات Trichomoniasis الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

الداء المهبلي (أمراض المهبل)

ترجمة: أحمد المعراوي

تدقيق: بدور مارديني

مراجعة: حسين جرود

المصدر