تحتوي الأرض على ملايين الأطنان من المواد المتفجرة، وخاصةً من الحربين العالميتين التي اجتاحت القرن العشرين، وقد ظلت معظم هذه المواد مدفونة ومنسية على مر العقود الماضية، بينما تشير الأبحاث الجديدة إلى أن كثيرًا منها محمل بمادة كيميائية تزيد من احتمالية انفجارها مع مرور الوقت.

المادة المعنية هي الأماتول شديدة الانفجار، فهي مصنوعة من خلط مادتي TNT ونترات الأمونيوم، استُخدمت في كثير من القنابل التي صُنعت للحربين العالميتين، ومنها قنابل الطائرات والقذائف والقنابل البحرية.

تبقى كثير من المتفجرات المعروفة (مثل مادتي TNT و PETN) مستقرة نسبيًا ولا تزداد خطورتها مع مرور الوقت. لكن الأماتول قد يصبح أكثر حساسية للصدمة إذا احتُفظ به في ظروف معينة.

أسقط عالمان من جامعتي أوسلو وستافانجر في النرويج أوزانًا على خمس عينات من قنبلة الأماتول التي جُمعت من ساحات المعارك ضمن سلسلة من التجارب، أظهرت هذه التجارب أن القنبلة كانت أكثر حساسية للصدمة مما كان يُعتقد سابقًا، وازدادت قوة انفجارها مع تقدمها في العمر.

يعود هذا التغيير في السلوك على الأرجح إلى تفاعل الأماتول مع مواد كيميائية أخرى في البيئة الطبيعية. ويوضح مؤلفو الدراسة:

«أظهرت الدراسات أن وجود الرطوبة، جنبًا إلى جنب مع عوامل أخرى، قد يسهم في زيادة حساسية الأماتول للصدمة. القنابل غير المنفجرة من الحروب القديمة … من المعروف أن التراكيب المتفجرة التي تحتوي على نترات الأمونيوم قد تصبح حساسة عند التلوث بكميات صغيرة من المعادن، أو عند التفاعل مع المعادن. قد تتفاعل هذه المعادن الملوثة كيميائيًا مع نترات الأمونيوم مكونةً أملاحًا معقدة وتجعل الخليط أكثر حساسية للصدمة».

من الشائع العثور على قنابل لم تنفجر من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وقد تسبب هذه القنابل مشكلات كثيرة.

اكتُشفت قنبلة ألمانية تزن 500 كيلوغرام في حديقة خلف منزل في بليموث في المملكة المتحدة في فبراير 2024، استُدعي أكثر من 100 جندي بالإضافة لخبراء تفكيك القنابل، فيما أُجبر 10,000 ساكن قريب على الإخلاء، ما يشكل بغرابة واحدة من أكبر عمليات الإخلاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

أُزيلت القنبلة بأمان دون حدوث إصابات لحسن الحظ، لكن قد تنتهي هذه الحوادث بكارثة أحيانًا، ففي 2008 أصيب 17 شخصًا في موقع بناء في مدينة هاتينجن الألمانية عندما دهست حفارة قنبلة من الحرب العالمية الثانية تزن 250 كيلوغرامًا ما أدى إلى انفجارها.

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن حوادث القنابل غير المنفجرة مثل هذه قد تصبح مشكلة متفاقمة. ويشدد الباحثون في ختام دراستهم على ضرورة توعية الأشخاص المكلفين بتفكيك القنابل غير المنفجرة حول حساسية الأماتول للصدمة.

اقرأ أيضًا:

تشكل نوع نادر من الكريستال في أثناء اختبار قنبلة نووية

قنبلة قيصر: أقوى قنبلة نووية صُنعت على الإطلاق

ترجمة: مريم ميهوب

تدقيق: بشير حمّادة

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر