داء البابسيات عدوى نادرة مهددة للحياة تصيب خلايا الدم الحمراء، وينتشر عادةً بواسطة حشرة القراد، وسببه طفيليات وحيدة الخلية صغيرة الحجم تسمى بابسيا، ويُطلق على النوع الذي يصيب البشر غالبًا اسم البابسية العكبرية، التي تدخل مجرى دم الإنسان عندما تلدغه قرادة الغزلان المصابة.

تشمل طرق انتقال داء البابسيات:

  •  عمليات نقل الدم الملوثة.
  •  تنقل الأم المصابة العدوى إلى طفلها في أثناء الحمل أو الولادة.

مسببات داء البابسيات:

تعد البابسية العكبرية السبب الأكثر شيوعًا لداء البابسيات عند البشر. القوارض هي الناقل الطبيعي الرئيسي، وقراد الغزلان من عائلة اللبوديات الصلبة هي الناقلات المعتادة. تصبح القراد في الطور اليرقي مُعدية عندما تتغذى على قارض آخر مصاب، ثم تتحول إلى طور الحورية التي تسبب نقل الطفيلي إلى حيوان آخر أو إلى الإنسان. تدخل البابسية خلايا الدم الحمراء وتنضج ثم تنقسم لا جنسيًا. تتمزق كريات الدم الحمراء المصابة وتُطلق كائنات حية دقيقة تغزو خلايا الدم الحمراء الأخرى، لذلك قد ينتقل داء البابسيات بنقل الدم أو زرع الأعضاء.

أصبح اختبار فحص الدم للمتبرعين بالأعضاء متاحًا للبابسية العكبرية عام 2018، ويستخدم حاليًا في شمال شرق الولايات المتحدة، حيث توجد أعلى معدلات للإصابة بالعدوى. وقد تحدث العدوى الخلقية أيضًا، لكنها نادرة.

الأعراض:

تبدأ أعراض داء البابسيات بالظهور بعد 1-8 أسابيع من التعرض للطفيلي المسبب للمرض. أحيانًا لن تظهر على المصاب أي أعراض. ولكن إن ظهرت، فهي:

  •  آلام جسدية.
  •  قشعريرة.
  •  إعياء.
  •  حمى.
  •  صداع.
  •  فقدان شهية.
  •  تعرّق.

تمكن الإصابة بحالة فقر دم انحلالي، نتيجة تخرّب خلايا الدم الحمراء قبل اكتمال عمرها الطبيعية. تشمل أعراض هذه الحالة:

  •  تشوش/ارتباك.
  •  لون داكن للبول.
  •  دوار.
  •  النفخة القلبية.
  •  تسرع دقات القلب.
  •  تورم الكبد والطحال.
  •  شحوب البشرة.
  •  ضعف.
  •  اصفرار الجلد والعينين والفم (اليرقان).

قد تتفاقم الأعراض في الحالات التالية:

  •  كبر السن.
  •  لا يملك المصاب طحالًا.
  •  حالة صحيّة.
  •  تناول أدوية تضعف الجهاز المناعي.

عند ملاحظة أي من هذه الأعراض، تجب استشارة الطبيب، والتحقق من إخباره: هل سافر المصاب حديثًا إلى منطقة موبوءة؟ قد يكون القراد بحجم بذرة الخشخاش، لذلك قد لا يعرف المصاب هل لُدغ أم لا؟

التشخيص:

سيطلب الطبيب إجراء فحوص للدم للتحقق من وجود عدوى. هذا يتضمن فحص الدم مجهريًا. وقد يطلب إجراء فحوص دم أخرى لاستبعاد الحالات المشابهة المنقولة عبر القراد، مثل داء أنابلازموسيس أو داء لايم. تمكن الإصابة بداء لايم بالتزامن مع إصابتك بداء البابسيات.

العلاج والوقاية:

إن لم تظهر أي أعراض، فلا حاجة غالبًا إلى علاج، وإن ظهرت ربما يصف الطبيب دواء أتوفاكون، الذي يقتل الكائنات الحية الدقيقة إلى جانب المضاد الحيوي أزيثرومايسين، أو كينين مع كليندامايسين.

إن مشاركة أتوفاكون مع أزيثرومايسين مدة 7-10 أيام لها تأثيرات جانبية أقل، وهي فعالة مثل العلاج التقليدي بالكينين مع كليندامايسين للمرضى الذين يعانون داء البابسيات الخفيف إلى المتوسط.

جرعة البالغين هي 750 مغ من أتوفاكون فمويًا كل 12 ساعة و500 إلى 1000 مغ من أزيثرومايسين في اليوم الأول، تليها جرعة من 250 إلى 1000 فمويًا.

جرعة الأطفال الذين يبلغ وزنهم أكثر من 5 كغ، 20مغ/كغ فمويًا مرتين في اليوم، إضافةً إلى أزيثرومايسين 10مغ/كغ، ثم 5مغ/كغ مرة واحدة يوميًا مدة 7-10 أيام.

يمكن استخدام الكينين 650 مغ فمويًا 3 مرات يوميًا مع كليندامايسين 600 مغ فمويًا 3 مرات يوميًا أو 300 إلى 600 مغ وريديًا 4 مرات في اليوم مدة 7-10 أيام.

جرعة الأطفال هي الكينين 10 مغ/كغ فمويًا 3 مرات يوميًا، إضافةً إلى كليندامايسين 7 إلى 14 مغ/كغ فمويًا 3 مرات يوميًا.

تعد مشاركة الكينين مع الكليندامايسين العلاج المعيارى للمرضى المصابين بالمرض بشدة. تجب مراقبة الأشخاص المعالجين بالكينين من كثب لمعرفة الآثار الجانبية الضارة.

عادةً يبقى القراد الذي يسببه داء البابسيات على الجسد 36 – 48 ساعة قبل أن يسبب الضرر.

طرق تجنب العدوى:

  •  ابتعد عن الأعشاب الضخمة والأوراق المتجمّعة، حيث يمكن وجود القراد.
  •  ارتدِ سروالًا طويلًا مدسوسًا في جواربك وقميصًا طويل الأكمام عندما تكون بالقرب من مكان انتشار القراد.
  •  ارتدِ ملابس فاتحة اللون، ما يسهل رؤية القراد.
  • استخدم المواد الطاردة للحشرات، كن حذرًا عند استخدامها مع الأطفال.
  •  افحص ملابسك وحيواناتك الأليفة بحثًا عن القراد قبل دخول المنزل.
  •  فور الدخول، افحص جسدك بالكامل بحثًا عن القراد باستخدام مرآة طويلة أو محمولة باليد.
  •  عمليات البحث المتكررة عن القراد خاصةً في المناطق المُشعرة وعلى الأطفال ضرورية في المناطق الموبوءة.
  •  تجب إزالة القراد المتعلق بحذر وعدم سحقه بين الأصابع لأن ذلك يؤدي إلى انتقال المرض.
  •  لا ينبغي الإمساك بجسم القراد أو عصره. يجب سحبه تدريجيًا باستقامة وإمساكه من الرأس بملقط صغير. ثم تعقيم نقطة الانفصال باستخدام الكحول.
  •  هلام النفط، والكحول، وأعواد الثقاب وغيرها من المهيجات، ليست طرق فعالة لإزالة القراد وينصح بعدم استخدامها.
  •  لا توجد وسائل عملية مُتاحة للتخلص من أماكن وجود القراد، لكن يمكن تقليل أعدادها في المناطق الموبوءة بالتحكم في تجمعات هذه الحشرات الصغيرة.

اقرأ أيضًا:

داء البابسيات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

علاج جديد قد يؤدي إلى القضاء على داء لايم

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: حسين جرود

المصادر: 1 2