تظهر الدراسات باستمرار التغير في أنماط الطقس، والحرارة الشديدة والعواصف التي لا يمكن التنبؤ بها، إذ قد تضرب أي مكان في العالم. وفقًا لبحث أُجري أخيرًا، تبين أن احتمالية تعرض 98% من سكان العالم لدرجات حرارة أعلى من المعتاد قد تضاعفت بسبب التلوث بثاني أكسيد الكربون.

ذُكرت النتائج الجديدة في تقرير صادر عن مجموعة لأبحاث المناخ مقرها الولايات المتحدة، وهي منظمة «كلايمت سنترال». تزامن ذلك مع تقارير أخرى أشارت إلى أن هذا الصيف شهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، وقد سُجلت الفترة الماضية بوصفها الأكثر حرارة في السجلات التاريخية، خاصةً شهر يوليو الذي كان الأشد حرارةً على الإطلاق.

يستخدم التقرير مؤشر التحول المناخي (CSI)، الذي يبين مدى تأثير تغير المناخ في درجات الحرارة حول العالم، في أي يوم من العام في موقع محدد. مثلًا، يعني المستوى 5 على هذا المؤشر أن حدثًا مناخيًا معينًا قد تضاعفت نسبة حدوثه خمس مرات بسبب تغير المناخ، ويشير ذلك إلى تأثير تغير المناخ في تزايد حدوث التغيرات الجوية الشديدة وارتفاع درجات الحرارة.

تشير النتائج إلى أن نحو نصف سكان العالم قد شهدوا فترةً تزيد على 30 يومًا بين شهري يونيو وأغسطس، كان فيها مؤشر التحول المناخي لا يقل عن 3. ما يعني أن احتمال حدوث الأحوال الجوية الشديدة قد تضاعف ثلاث مرات، مدة 30 يومًا أو أكثر، بسبب تغير المناخ.

وشهد ما لا يقل عن 1.5 مليار شخص -أي نحو واحد من كل خمسة أشخاص- هذا المستوى على الأقل من الحرارة الناتجة عن تغير المناخ يوميًا خلال تلك الفترة.

وفقًا لأندرو بيرشينج، نائب رئيس منظمة كلايمت سنترال: «تمكنّا من تحليل بيانات كل بلد، ويشمل ذلك نصف الكرة الأرضية الجنوبي، الذي يشهد الشتاء في هذا الوقت من العام. وقد سجلنا درجات حرارة غير متوقعة -في بعض الحالات كانت تُعد مستحيلة- ما يشير إلى ارتباطها بالتغير المناخي الناتج عن التدخل البشري».

بطبيعة الحال، لم تتأثر جميع المناطق بالقدر ذاته، شهدت 79 دولة على وجه الخصوص ما لا يقل عن نصف أيام الصيف عند مستوى مؤشر التحول المناخي 3 أو أعلى. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف هذه البلدان تُعد دولًا نامية وفقًا لمؤشرات الأمم المتحدة.

تسهم هذه البلدان بنسبة ضئيلة جدًا في تغير المناخ بواسطة انبعاثات الغازات الدفيئة، إذ تمثل نحو 7% فقط من إجمالي الانبعاثات. تواجه هذه البلدان تحديات كبيرة للحصول على التمويل الضروري لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الأخطار المرتبطة بالمناخ، مع أنها تعاني بشدة من آثارها.

أضاف بيرشينج: «في أي مكان، إذا ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات تتجاوز ما اعتاده الناس على نحو منتظم، فإن هذه الارتفاعات في درجات الحرارة تصبح خطيرة لأن أجسامنا غير مستعدة لها».

تواصل مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة الارتفاع عامًا بعد عام، ولم تحقق شركات الوقود الأحفوري الكبرى والجهات المصدرة للانبعاثات سوى تقدم ضئيل. ومع استمرار تزايد استخدام الوقود الأحفوري، تتزايد الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

اقرأ أيضًا:

الثورة الصناعية الأولى أول من أطلق التغير المناخي

الأمم المتحدة تُعلن ضرورة إيقاف أزمة تغير المناخ في أقرب وقت لتفادي دمار الكوكب

ترجمة: يوسف الشيخ

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر