المذنب برناردينيلي- بيرنشتاين (BB) -أكبر المذنبات التي تمكنت التلسكوبات من رصدها على الإطلاق- يحوم الآن بالقرب من نظامنا الشمسي وسنشاهده وهو يحلق بالقرب من مدار زحل. وقد أظهرت التحاليل الجديدة للبيانات المجمعة عن هذا المذنب شيئًا مفاجئًا.

بالاستناد إلى القراءات التي سجلها القمر الصناعي الاستقصائي للكواكب الخارجية المارة (TESS) بين عامي 2018 و 2020، اكتشف الباحثون أن BB قد كان نشيطًا منذ وقت سبق توقعات العلماء، وأبعد عن الشمس مما كان قد قدره الباحثون.

ينشط المذنب عندما يتعرض سطحه الجليدي إلى أشعة الشمس، ما يحول الجليد إلى بخار ويطلق الغبار والحصى المحبوس.

يمكن أن تكون هالة المذنب، مفيدة لعلماء الفلك في تحديد ما يتكون منه مذنب معين بدقة.

بالنسبة إلى المذنب BB فهو ما يزال بعيدًا عن مرحلة تسامي المياه. وحسب أبحاث دارت حول مذنبات بنفس البعد عن الشمس، بدا أن الهالك الناشئة مدفوعة بتدفق بطيء لأول أكسيد الكربون.

يقول عالم الفلك توني فارنهام من جامعة ماريلاند (UMD): «إن هذه الملاحظات تدفعنا حثيثًا إلى اكتشاف مذنبات أبعد بكثير من التي نعرفها».

كانت هناك حاجة إلى طبقات من الصور الذكية لاكتشاف هالة المذنب BB وكان على الباحثين الجمع بين لقطات متعددة من TESS، تلك التي تستخدم مقاطع عرضية طويلة مدة 28 يومًا، مع محاذاة موضع المذنب في كل مرة لإلقاء نظرة أدق عليه.

قطر المذنب البالغ نحو 100 كيلومتر، وبعده عن الشمس عند نشاطه هما أهم الدلائل على وجود أول أكسيد الكربون. في الواقع، بناءً على ما نعرفه عن أول أكسيد الكربون، فمن المحتمل أن BB كان ينتج هالةً قبل أن يظهر في مرأى تلسكوباتنا.

يقول فارنهام: «نحن نفترض نشاط المذنب BB على الأرجح في أماكن أبعد، لكننا لم نشاهده قبل ذلك».

وأضاف: «ما لا نعرفه إلى حدود اللحظة، هل هناك نقطة توقف حيث يمكننا البدء في رؤية هذه المذنبات قبل نشاطها».

بتكرار تقنية تكديس الصور لأجرام من حزام كايبر، تمكن الباحثون من التأكد من أن أساليبهم كانت سليمة بالفعل وأن النشاط الذي رصدوه حول BB لم يكن مجرد تأثير ضبابي ناتج عن وضع عدة صور بعضها على بعض.

كل هذه الحسابات والملاحظات الدقيقة مفيدة لعلماء الفلك في تحديد مصدر المذنبات، ومنه تتبع تاريخ نظامنا الشمسي. هذا بالتأكيد هو الحال بالنسبة للمذنب BB، الذي ما يزال يحظى باهتمام كبير من الخبراء.

ومع ازدياد قوة تلسكوباتنا ومجساتنا، سنستمر في اكتشاف المذنبات، سواء كان ذلك بالعثور على أندر أنواع المذنبات في الفضاء، أو العثور على مذنبات بتركيبات كيميائية بعيدة كل البعد عن المعتاد.

يقول فارنهام: «هذه مجرد بداية؛ يراقب TESS أشياءً لم تُكتشف بعد، وهذا اختبار لما سنتمكن من العثور عليه في المستقبل».

وأضاف: «لدينا القدرة، فور رؤية هذا المذنب، على العودة عبر الزمن بالصور والعثور عليه في أثناء تواجده على مسافات أبعد من الشمس».

نُشر البحث في مجلة Planetary Science Journal.

اقرأ أيضًا:

مذنب ضخم للغاية قادم من حدود المنظومة شمسية قد يكون أكبر مذنب رصد في التاريخ

إيجاد عنصر أساسي للحياة على مذنب

ترجمة: آدم عابد

تدقيق: حسام التهامي

المصدر