بالرغم من أنّ عدد الكواكب المَعروفة والتي تقع خارج المجموعة الشمسية قد تخطى الألف كوكب، إلا انّ اكتشاف قمر يقع خارج المجموعة الشمسية بقيَ امراً بعيد المنال – ولربما حتى هذه اللحظة.

العديد من الكواكب التي تقع خارج المجموعة الشمسية تمتلك اقمارً تدوّر حولها, قد تكون بعض هذه الاقمار كبيرة بما فيه الكفاية، ولربما تمتلك غلاف جوي يؤهّلها لاستضافة حياة على متنها.

في احدى ليالي حزيران قبل عامين، التقطت احدى التلسكوبات في نيوزلندا صورة لسطوع خاطف يعود لنجم يقع في كوكبة الرامي (هي كوكبة تظهر في نصف الكرة الارضية الشمالي في فصل الصيف وفي نصف الكرة الارضية الجنوبي في فصل الشتاء). الحدث كان حدثاً لظاهرة نادرة تسمى بـ”عدسية صغرية Microlensing” والتي يمّر فيها نجم، كوكب او اي جسم آخر سماوي بين الارض و نجم اخر أكثر بعداً، ممّا يؤدي بشكل جذّبي الى تكبير الضوء لهذا النجم البعيد.

بعد غربلة المشاهدات التفصيلية لهذا الحدث، اقترح العلماء أنّ هذا الجسم الفضائي إما أن يكون نجم صغير مع كوكب بحجم كوكب نبتون يدور حوله، او كوكب كبير مع قمر يدور حوله. اذا تم التأكد من إمكانية هذا الأخير، فسيكون أول اكتشاف لقمر يقع خارج المجموعة الشمسية. المشكلة المتبقيّة هي أنه لا توجد وسيلة لتكرار المشاهدة لنتمكن من معرفة ذلك على وجه اليقين.

ما إن قامت إحدى التلسكوبات في نيوزلندا بالتقاط السطوع، قام تلسكوب آخر في نصف الكرة الارضية الجنوبي فضلاً عن واحد آخر من تلسكوبات “كيك Keck” في هاواي بمشاهدة هذا السطوع ايضاً، ومن القياسات التي اتخذت من هذه التلسكوبات لكيفية تغيّر سطوع النجوم مع مرور الوقت، استخلص فريق “بينيت Bennett” نوع الجسم الذي مَرّ من خلال مجال رؤية التلسكوبات.

الضوء الناتج عن هذا النجم لم يسطّع بصورة حادة جداً، لكنه بدى وكأنه نتج عن جسيمين قاما بإصدار هذا الضوء، ومن خلال البيانات قام العلماء بحساب الأحتمالات الأرجح لما ستكون عليه كتلة هذان الجسيمان ـــ والتي تعتمد على متغيرات غير معروفة متعلقة بمدى قربهما الى الارض، فاذا كانوا قريبين نسبياً الى الأرض، من المحتمل أنّ يكون الكوكب خفيف نسبياً وكذلك قمره، واذا كانوا بعيدين عن الأرض، من المحتمل أن يكون نجماً ثقيلاً مع كوكب آخر بجانبه.

في كلتا الحالتين، هذا الزوج من الجسيمات يتجول في الفضاء السحيق من تلقاء نفسه، ملاحظة قد تثير بعض التساؤلات حول كيف يمكن لكوكب يقع خارج المجموعة الشمسية وقمره أنّ يسلك هذا السلوك. أشارت احدى الدراسات إلى امكانية وجود مليارات من الكواكب المارقة تجول في الكون، غير منضمة الى أي نجم أو نظام نجمي. ولكن هذا يُثير تساؤلاتٍ إضافيّة، إذ أنّه في أثناء مغادرة الكوكب لمجموعته الشّمسيّة عبر التفاعلات الجذبيّة العنيفة، من المحتمل جدًّا أن يخسر الكوكب أقماره في العمليّة.


 

المصدر