يوجد الآن على رفوف الأسواق النمساوية التجارية بضاعة جديدة من نوع آخر، ألا وهي سمك السلمون النباتي المصنوع في المخابر، وتُعد هذه خطوةً جريئة نحو مستقبل يبتعد فيه العالم عن مصادر اللحم الطبيعية حفاظًا على البيئة.
يُعتقد أن شرائح سمك السلمون النباتية الجديدة هذه مستوحاة من سمك السلمون الحقيقي، وقد أتت التسمية على يد الشركة الناشئة في مجال تقنيات الأغذية ريڤو فودز صاحبة هذا الاختراع.
يُصنف هذا النوع الجديد من الطعام طعامًا مطبوعًا على نحو ثلاثي الأبعاد، وانتشر مؤخرًا في كبرى المتاجر.
يقول الرئيس التنفيذي للشركة روبن سيماسا في بيان نشرت محتواه IFLScience: «إننا ندخل ثورةً غذائيةً صناعيةً جديدةً مع تطبيق تقنيات طباعة الأطعمة على نحو ثلاثي الأبعاد، وسيتصف هذا العصر بالقدرة على تصنيع الطعام تمامًا حسب طلب الزبائن».
يُصنع سمك السلمون النباتي من البروتين الفطري -مصدره الفطريات الخيطية- على نحو مشابه لأنواع أخرى من بدائل اللحم الطبيعية.
يتكون المحتوى الغذائي لسمك السلمون النباتي من العديد من الفيتامينات، إضافةً إلى أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في المنتجات الحيوانية الطبيعية.
يُعد سمك السلمون النباتي أيضًا مصدرًا ممتازًا للبروتين، إذ كل 100 غرام منه تحتوي على 9.5 غرام من البروتين، مع التنويه إلى أن هذه الكمية من البروتين أقل مما تحتويه أسماك السلمون الطبيعية لنفس الكمية.
عملت شركة ريڤو فودز مع شركة ناشئة أخرى -مايوكورينا- على هندسة البروتين الفطري المناسب لمتطلبات المطبعة ثلاثية الأبعاد.
يُذكر أن الباحثين عملوا سابقًا على العديد من المنتجات المشابهة مستخدمين نفس التقنيات، منها كعك الجبن المطبوخ بالليزر واللحوم المصنوعة في المخابر.
تُعد ذروة الاختراعات المذكورة هنا في مجال الأغذية محاولةً لاعتماد مصادر الطعام البديلة التي يراها العديد أكثر استدامة ورفقًا بالبيئة، إذ أبدى العديد من العاملين في مجال صيد الأسماك قلقًا حول المستقبل البيئي للكوكب.
تُعاني نحو 34 من الأرصدة السمكية العالمية من مشكلات الصيد الجائر، ويحدث ذلك عند صيد الأسماك بمعدل يفوق قدرتها على التكاثر.
تُشكل الانبعاثات الدفيئة أيضًا مشكلةً رئيسة في إنتاج الغذاء عمومًا، إذ يُساهم قطاع الأغذية فيما يزيد عن ربع انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا، وتصل النسبة المئوية إلى 31٪ مصدرها مزارع الماشية والأسماك.
يُضاف إلى هذه النسبة 18٪ أخرى مصدرها عمليات معالجة الأطعمة ونقلها التي تُشكل سلاسل التوريد العالمية.
يتميز إنتاج سمك السلمون النباتي بحفاظه على البيئة، إذ تحتاج عمليات الإنتاج إلى نسبة أقل من المياه العذبة -بنحو 95٪- وانخفاض الانبعاثات بنحو 77 إلى 86٪ مقارنةً مع الطرق التقليدية لمعالجة سمك السلمون الطبيعي، بحسب موقع شركة ريڤو فودز.
ليس من الواضح بعد ما إذا كان سمك السلمون النباتي سيحقق شعبيةً كبيرة في الأسواق، وتؤكد شركة ريڤو فودز أن نجاح مثل هذه المنتجات مقرون بقدرتها على تقديم نكهة مماثلة للمنتج الأصلي، ومدى رضى أصحاب الحمية النباتية به.
لا شك أن الأطعمة المطبوعة ثلاثية الأبعاد تُشكل ثورةً بحد ذاتها وتُمهد للدخول في حقبة جديدة عند الحديث عن مجال الأغذية، بغض النظر عن نجاح أو فشل هذه المنتجات.
اقرأ أيضًا:
ما هي الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد ؟
الطابعة ثلاثية الأبعاد الجديدة تستخدم أشعة ضوئية لتشكيل الكائنات
ترجمة: طاهر قوجة
تدقيق: رغد أبو الراغب
