كشفت شركة إل تي إيه للأبحاث المتخصصة في أبحاث مجال الطيران وتطويره -التي أسسها سيرجي برين- للجمهور هذا الأسبوع عن نموذج أولي لمنطاد كهربائي هو النموذج باثافيندر1 وفقًا لصحيفة تيكرانش.

ستُخضع الشركة منطادها في العام المقبل لاختبار صلاحية الطيران في موفيت فيلد، وهو موطن مركز أبحاث أميس التابع لناسا، وسيطير المنطاد فوق جنوب خليج سان فرانسيسكو. وإذا سارت الأمور على ما يرام، قد تُستخدم المناطيد ذات يوم في رحلات جوية أكثر صداقة للمناخ، ونقل البضائع، ومهام المساعدات الإنسانية.

يبلغ طول باثافيندر1 122 مترًا، وعرضه 20 مترًا، وهذا أطول بأكثر من 46 مترًا من طائرة إيرباص A380، ومن الواضح أنها أكبر طائرة تحلق في السماء منذ منطاد هيندنبورغ المنكوب في ثلاثينيات القرن الماضي، مع أن منطاد باثافيندر1 يبدو قزمًا أمام منطاد هيندنبورغ الذي يزيد طوله عن 244 متر.

يستخدم منطاد باثفايندر1 الهيليوم الأخف من الهواء كغاز للرفع بدلاً من الهيدروجين القابل للانفجار. ويحتوي المنطاد على 13 كيسًا منفوخًا بالهيليوم من النايلون المقاوم للتمزق داخل هيكل المنطاد القوي المصنوع من ألياف الكربون والتيتانيوم التي تُراقَب باستمرار باستخدام تقنية ليدار، وهي طريقة للاستشعار من بعد تستخدم لفحص سطح الأرض باستخدام الضوء، لضمان الأداء الجيد وتوازن المنطاد وطفوه بشكل صحيح.

تسعى شركة إل تي إيه بكل ذلك إلى عدم حدوث أي خطأ، وتحسبًا لأي طارئ، فإن سطح المنطاد مغطى بمادة تيدلار، وهي نوع من اللدائن القوية وخفيفة الوزن وغير قابلة للاشتعال.

يرفع الهيليوم المنطاد باثفايندر1 في الهواء، ثم يتحرك بفعل 12محركًا كهربائيًا يعملون بمولدات ديزل وبطاريات.

يتحرك المنطاد بسرعة تصل إلى 121 كم في الساعة، وبإمكان المحركات الدوران بزوايا تتراوح ما بين +180 درجة إلى -180 درجة للسماح للمنطاد بالمناورة بدقة.

يوجه الطيارون المنطاد باستخدام عصا تحكم ونظام طيران بسلك الذي يتكامل أليًا مع البيانات الراجعة من المستشعر للتحكم في جميع المحركات.

مع هذا الحجم الهائل لباثفايندر1 فإنه يحمل كمية صغيرة نسبيًا من البضائع، وتتوقع شركة إل تي إيه أن يحمل المنطاد أوزانًا ما بين ألفين إلى خمسة آلاف كيلو غرام اعتمادًا على نتائج سير الاختبارات ومتطلبات كل رحلة، وعلى سبيل المقارنة فإن الطائرة جلوبماستيرC-17 تستطيع حمل نحو 82 ألف كيلو غرام، لذلك فإن ميزة المنطاد لا تكمن في ما يمكنه فعله، ولكن في ما لا تستطيع الطائرات الأخرى القيام به.

يسلط البحث الضوء على الجانب الإنساني، إذ أجابت الشركة على الأسئلة الشائعة بقولها: «ستتمتع المناطيد بالقدرة على الاستجابة للكوارث الإنسانية، واستكمال جهود الإغاثة وتسريعها، وبالتالي يمكن إنقاذ المزيد من الأرواح. لا تحتاج المناطيد إلى بنية تحتية للطيران مثل مدارج الطائرات ومناطق للهبوط، ما يسمح لها بتوصيل الغذاء والمعدات والإمدادات وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة إلى المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية».

يشير التقرير أيضًا إلى أنه في حالة تضرر أبراج الهواتف الخلوية، فيمكن للمناطيد المجهزة بمعدات الراديو اللازمة أن تحوم فوق المنطقة المنكوبة، وتزودها بخدمات الاتصال مرة أخرى.

لدى منطاد باثفايندر1 في الوقت الحالي أهداف أبسط من ذلك بكثير وهي اجتياز اختبارات الطيران. وتوجب شهادة صلاحية الطيران الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالي، ربط المنطاد بصارية متحركة للاختبار الأرضي قبل إجراء رحلات جوية على ارتفاع منخفض يبلغ 460 مترًا.

إذا سارت الأمور على ما يرام في كاليفورنيا، فسيتم نقله إلى منشأة جوديير إيردوك، وهي حظيرة للمناطيد مخصصة للبناء والتخزين في مدينة أكرون بولاية أوهايو، وهناك تُطوّر شركة إل تي إيه بالفعل منطاد باثفايندر3، وهو نموذج أولي آخر يبلغ طوله 180 مترًا، وستكون لديه إمكانيات أكبر لنقل المساعدات الإنسانية.

اقرأ أيضًا:

تحطم هيندنبورغ ونهاية السفر بالمنطاد

تحطم هيندنبورغ ونهاية السفر بالمنطاد

ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر