عُثر مؤخرًا على صخرة غريبة في كوكب المريخ تُشبه كعكة الدونات. رصد مسبار ناسا بيرسفيرنس Perserverance هذه الصخرة المميزة في أثناء استكشافه لفوهة جيزيرو الواقعة في القطب الشمالي لكوكب المريخ.

التقطت كاميرا الأجسام المصغرة التي تعمل عن بعد (RMI) داخل المسبار -التي تُعد جزءًا من أداة SuperCam- الصورة من مسافة 100 متر بتاريخ 22 يونيو 2023. يجدر التذكير أن هذا التاريخ يُمثل اليوم المريخي 832 منذ بدء مهمة استكشاف الكوكب.

تنتشر الصخور ذات الأشكال الغريبة بكثرة على سطح المريخ، ونشأت نتيجة حدوث فترات مطولة من التعرية، تمامًا كما هو الحال على كوكب الأرض.

مع ذلك، يتميز المريخ بشروط معينة لتشكل هذه الصخور، فهي لا تنشأ بحدوث التعرية الناتجة عن المياه، وإنما تُساهم العواصف والغبار في خلق ظروف التجوية الملائمة.

يشهد كوكب المريخ عواصف محلية خلال السنة المريخية الواحدة التي تُعادل سنتين على كوكب الأرض تقريبًا (687 يوم أرضي)، ويتعرض الكوكب لعاصفة غبارية تشمل جميع أرجائه -كل بضع سنوات تزامنًا مع حلول فصل الصيف في القطب الجنوبي- تدوم عدة أشهر.

لاحظ الباحثون وجود صلة بين هذه الصخرة الشبيهة بالدونات وصخرة الدونات الهلامية (Jelly Donut)، التي رصدها مسبار Opportunity في شهر يناير 2014.

ربما تشكلت الصخرة الجديدة إما بعد تعرض صخرة أخرى صغيرة بالقرب من مركزها لظروف التعرية وإما أن الأمر ذاته حدث لعدة صخور.

تُلاحظ عدة صخور صغيرة متناثرة حول صخرة الدونات جميعها ذات لون مشابه، ما قد يُشير إلى وجود أصل مشترك بينها جميعًا.

شارك مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (Jet Propulsion Laboratory) الصورة على صفحة Photojournal، الأمر الذي أدى إلى حدوث ضجة على منصات التواصل الاجتماعي.

شارك باحثون من معهد SETI رأيهم على تويتر، واقترحوا أن صخرة الدونات قد تكون عبارة عن مذنب كبير ضرب المريخ وتناثر إلى أجزاء صغيرة.

كان المسبار قد التقط صورة لنفس الصخرة سابقًا بواسطة أداة Mastcam-Z بتاريخ 15 أبريل 2023، في اليوم المريخي 765، عندما كان المسبار على بعد 400 متر.

ليس هذا أمرًا جديدًا، فقد عُثر على العديد من بقايا الصخور الناتجة عن اصطدام المذنبات على سطح المريخ على مر السنين بواسطة مسابير أخرى، مثل Spirit وCuriosity وOpportunity.

تزيد احتمالية تناثر أشلاء المذنبات على سطح المريخ، نظرًا لغلافه الجوي الرقيق. وهذا ساعد أيضًا على الحفاظ على فوهات البراكين بسبب نقص هطول الأمطار.

دخل مسبار بيرسفيرنس حيز العمل على كوكب المريخ بتاريخ 18 فبراير 2021. وما يزال المسبار حتى الآن يستكشف فوهة جيزيرو، التي هي بالأصل موقع لقاع بحيرة سابقة.

يعمل المسبار طيلة الوقت على جمع العينات من الدلتا المحفوظة، التي تُشير إلى حقبة زمنية كانت تتدفق فيها المياه والرواسب إلى الفوهة.

ستنطلق مهمة مشتركة بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ESA هدفها استعادة هذه العينات، وتُسمى المهمة Mars Sample Return Mission، وستشارك في تنفيذها حوامتان ومركبة مدارية ومركبة هبوط ومركبة صعود.

سيساهم تحليل هذه العينات في تسليط الضوء على التاريخ المناخي والجيولوجي لكوكب المريخ، الأمر الذي قد يؤدي إلى احتمال الكشف عن وجود حياة سابقة على الكوكب.

اقرأ أيضًا:

المسبار الصيني في المريخ يرسل صورًا لقشور شبيهة بالماء، فهل هناك مفاجأة تنتظرنا على سطح الكوكب الأحمر؟

زراعة الأرز في كوكب المريخ

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر