يُعتبر الطي الخاطئ لطليعة الأنسولين -وهو بروتين يحوّله الجسم عادةً للأنسولين- علامة مبكرة على الإصابة بالسكري من النمط الثاني، بحسب دراسة أجراها علماء في جامعة ستانفورد برنهام بريبيز وكلية الطب في جامعة ميشيغان، وقد يؤدي هذا الاكتشاف، المنشور في دورية إي لايف (eLife)، إلى اختبارات أو معالجات تساعد على الوقاية من تطوّر السكري من النمط الثاني.

يقول راندال كوفمان، الحاصل على الدكتوراه، وهو مدير برنامج الأمراض التنكسية في ستانفورد برنهام بريبيز وأستاذ فيه، ومؤلف مشارك في هذه الدراسة: «يتيح استيعاب الأحداث الجزيئية الطارئة أثناء ترقي مقدمات السكري لمرض السكري سبلًا جديدةً لتحري هذه العمليات أو مقاطعتها».

ويتابع: «بواسطة هذه المعلومات، يمكننا البدء بإيجاد مداخلات قد تنقذ حياة الملايين من حالة صحية خطيرة تستمر مدى الحياة».

يعاني أكثر من واحد من بين ثلاثة أمريكيين، أو ما يقارب 88 مليون شخص، من مقدمات السكري، والتي تتميز بارتفاع مستويات سكر الدم، وقد تتطور إذا تُركت دون معالجة خلال أربع سنوات إلى السكري من النمط الثاني لدى 40% من المرضى، وذلك عندما يعجز الجسم عن استخدام الأنسولين بطريقة فعالة، وفي عام 2017، تخطت تكاليف معالجة السكري 327 مليار دولار أمريكي، وفقًا للجمعية الأمريكية للسكري، ولا تزال أعداد المصابين بهذه الحالة في ازدياد، ولاسيما لدى الأطفال، نظرًا إلى ارتفاع معدلات البدانة.

طليعة الأنسولين المعيبة علامة مبكرة على السكري نمط 2 - علامة مبكرة على الإصابة بالسكري من النمط الثاني - عملية الطي الطبيعية

يبقى تمييز الأحداث الجزيئية التي تطرأ أثناء ترقي مقدمات السكري إلى السكري الكامل أحد أكثر المشاكل إثارة للحيرة في أبحاث السكري، وفي هذه الدراسة شرع العلماء في الإجابة على هذا السؤال بتتبع طيّ طليعة الأنسولين في خلايا بيتا لدى بشر وفئران أصحاء، ومصابين بمقدمات السكري، ومصابين بالسكري.

أظهرت هذه الدراسات أن بروتينات طليعة الأنسولين، عوضًا عن الخضوع لعملية الطي الطبيعية، ارتبطت ببعضها بطريقة شاذة، وتراكمت مستويات الطليعة الشاذة للأنسولين بترقي مقدمات السكري للسكري من النمط الثاني، وامتلكت الفئران البدينة في المراحل المبكرة من السكري أعلى مستويات طليعة الأنسولين الشاذة في خلايا بيتا الخاصة بها.

يشير كوفمان إلى أن: «طيّ طليعة الأنسولين بشذوذ هو الحدث المعروف الأبكر والذي قد يساهم في الترقي من مقدمات السكري للسكري»، ويضيف: «تظهر هذه الدراسات مجتمعةً أن طليعة الأنسولين المرتبطة بطريقة شاذة تَعِد بتقدير محتمل لمدى دنوّ المريض من إمكانية تطوّر السكري من النمط الثاني لديه».

شرع الباحثون الآن في الكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذه العملية، مثل البروتينات التي تتفاعل مع طليعة البروتين الشاذة هذه.

وينوّه كوفمان إلى أن: «فهم الأحداث الجزيئية الأساسية التي تؤدي للسكري من النمط الثاني ضروري في الوقت الذي تستمر فيه أعداد المصابين بمقدمات السكري بالتزايد، فإذا لم نجد إجراءات وقائية، سينشأ لدينا وباء سكري قريبًا».

اقرأ أيضًا:

اكتشاف خلية مناعية هجينة يمكن أن تفسر أخيرًا سبب مرض السكري من النمط الأول

أصول مرض السكري من النمط الثاني

ما مدى أهمية التمارين الرياضية في الوقاية من الإصابة بداء السكري؟

كل ما تريد معرفته عن مرض السكري

ترجمة: سارة وقاف

تدقيق: إبراهيم قسومه

مراجعة: صهيب الأغبري

المصدر