قد تكون الغيرة المستمرة ونقص الدعم والتصرف بحذر مع الشريك علامات على وجود علاقة سامة. ودائمًا ما يشعر الشخص في العلاقة السامة بالتعب وعدم السعادة عند قضاء الوقت مع الشريك، وقد يشير هذا الوضع إلى ضرورة تغيير بعض الأمور.

علامات العلاقة السامة

عندما يكون الشخص في علاقة سامة، قد لا تكون ملاحظة إشارات الخطر أمرًا سهلًا عليه.

 نقص الدعم:

تستند العلاقات الصحية إلى رغبة متبادلة في رؤية الآخر ناجحًا في جميع جوانب الحياة، ولكن عندما تتحول العلاقة إلى سامة يصبح كل إنجاز منافسة. أي يشعر الشخص بأن الوقت الذي يقضيه مع الشريك ليس إيجابيًا، ولا يشعره بالدعم والتشجيع، ولا يثق بكون الشريك موجودًا لدعمه.

 النقاش السام:

تكون معظم المحادثات بين الشريكين مليئة بالسخرية والانتقاد بدلًا من اللطف والاحترام المتبادل، وغالبًا ما يكون مؤشرًا على الطلاق.

 الحسد أو الغيرة:

يُعد تجربة قليل من الحسد بين الحين والآخر أمرًا عاديًا، لكنه يصبح مشكلة إذا كان الحسد يمنع الشخص من التفكير بإيجابية حول نجاحات الشريك. والأمر نفسه ينطبق على الغيرة، فهي عاطفة إنسانية طبيعية تمامًا، لكن عندما يؤدي ذلك إلى الشك المستمر وعدم الثقة، قد تؤدي لفشل العلاقة.

 سلوكيات السيطرة:

كأن يسأل الشخص عن مكان شريكه دائمًا، ويصبح متضايقًا أو منزعجًا عندما لا يجيب شريكه على الرسائل النصية على الفور. تنبع هذه السلوكيات من الغيرة أو نقص الثقة، لكن قد تشير هذه السلوكيات إلى الحاجة للسيطرة أيضًا، ما يسبب سمية في العلاقة، وقد تؤدي هذه المحاولات للسيطرة إلى سوء المعاملة أيضًا.

 الحقد:

التمسك بالحقد والسماح له بالتفاقم سيؤدي إلى تدهور الحميمية في العلاقة، إذ يكنّ الشخص الحقد لشريكه بصمت إذا لم يشعر بالأمان للتحدث عن شيء ما يزعجه، وتكون العلاقة سامة إذا لم يثق الشخص بشريكه كي يستمع لمخاوفه.

 عدم الأمانة والصدق:

عندما يلفق الشخص بعض الأكاذيب حول مكانه، أو مع من يلتقي به، سواء أكان ذلك بسبب رغبة في تجنب قضاء الوقت مع شريكه، أو أنه قلق من ردة الفعل إذا ما أخبر شريكه بالحقيقة.

 علامات لقلة الاحترام:

يُعد التأخير المستمر، ونسيان الأحداث عرضيًا، إضافة إلى كثير من السلوكيات الأخرى؛ تصرفات تظهر عدم احترام وقت الشريك، وهي علامات حمراء في العلاقة.

يجب أن يضع الشخص في حسبانه أن شريكه قد يواجه صعوبة في التخطيط والالتزام بالمواعيد، لذا قد يساعد بدء الحوار حول هذا السلوك لتحديد إن كان مقصودًا أم لا. إذا لم يكن ذلك مقصودًا، فقد يحدث بعض التحسن عند شرح سبب الانزعاج.

 تصرفات سلبية فيما يتعلق بالأمور المالية:

تشمل مشاركة الأموال مع الشريك مستوى من الاتفاق حول كيفية إنفاق هذه الأموال أو توفيرها، لكن يُعد الأمر غير صحي إذا اختار الشخص إنفاق الأموال على عناصر يعارضها شريكه. بل تصبح العلاقة سامة إذ اتُّفق على كيفية التصرف مع هذه الأموال، واستمر الطرف الآخر بالاستهانة بهذا الاتفاق.

 التوتر الدائم:

تخلق التحديات الحياتية (مثل مرض أحد أفراد العائلة، أو فقدان الوظيفة) توترًا في العلاقات الخاصة بالشخص. لكن شعور الشخص بأنه دائمًا متوتر وعلى أعصابه مع أنه لا يوجد ضغط من الوسط الخارجي هو دليل حاسم على وجود شيء غير متوازن. قد يؤثر هذا الضغط المستمر في الصحة الجسدية والعقلية، وقد يسبب الشعور بالتعاسة والإرهاق العقلي والجسدي.

 تجاهل الاحتياجات:

إن موافقة الشخص على كل ما يرغب به شريكه، مع أن ذلك يتعارض مع رغبات الشخص وراحته، هو علامة واضحة على السمية

 فقدان العلاقات:

أي توقف الشخص عن قضاء الوقت مع أصدقائه وعائلته، إما لتجنب الصراع مع الشريك، أو لتجنب شرح ما يحدث في علاقاته. وقد يجد الشخص أيضًا أن التعامل مع الشريك يشغل الكثير من وقته.

 نقص الاهتمام بالنفس:

قد يتخلى الشخص عن عادات الاهتمام بالنفس في العلاقة السامة، كالتخلي عن هوايات يحبها، أو أن يهمل صحته، وأن يضحي بوقت فراغه. قد يحدث هذا لسبب أن الشخص لا يملك الطاقة لهذه الأنشطة، أو قد يعارض الشريك الشخص أن يفعل أشياءه الخاصة.

 الأمل في التغيير:

قد يبقى الشخص في العلاقة لأنه يتذكر كم كانت ممتعة في البداية، وقد يظن الشخص أنه إذا غير نفسه وأفعاله فإن شريكه سيتغير أيضًا.

 التصرف بحذر شديد:

يقلق الشخص حيال فكرة حدوث المشكلات لأنها ستسبب التوتر الشديد بينه وبين شريكه، لذلك يتجنب الشخص الصراع ويحتفظ بالمشكلات والمخاوف لنفسه.

هل من الممكن إصلاح العلاقة السامة؟

ليست كل العلاقات السامة محكومة بالفشل، لكن يجب أن يرغب كلا الشريكين في التغيير. أهم العلامات التي تدل على قابلية التغيير:

 قبول المسؤولية:

إذا كان الشريكان يدركان أن العلاقة تعاني، ويرغبان في تحسينها، فهما على الطريق الصحيح، فاعتراف الشريكين بالسلوكيات التي أضرت بالعلاقة أمر أساسي لكلا الطرفين، وهو يعكس اهتمامًا بالوعي الذاتي والمسؤولية الشخصية.

أي يجب على كليهما الاعتراف بأخطائهما المتسببة بالسمية، من الحقد إلى الغيرة إلى عدم التحدث عن المخاوف والإحباطات.

 الاستعداد للاستثمار:

إذا كان الشريكان مستعدان للاستثمار في تحسين العلاقة، فهذه علامة جيدة. ويظهر ذلك بالاهتمام بخوض نقاشات عميقة، أو تخصيص فترات زمنية منتظمة لقضاء وقت قيم معًا.

 الانتقال من اللوم إلى الفهم:

إذا استطاع الشريكان توجيه المحادثة بعيدًا عن اللوم، ووجهاها نحو الفهم والتعلم فهذا طريق للتقدم.

فمثلًا بدلًا من القول «هذا خطأك، أنت دائمًا تفعل كذا وكذا»، يجب القول «أعتقد أننا لم نفهم بعضنا بطريقة صحيح، لذا دعنا نحاول مرة أخرى»، أو «أنا أفهم لماذا تشعر بالضغط والاستياء، كيف نستطيع العمل على ذلك معًا؟»

قد تساعد هذه المهارات التواصلية على تحسين الوضع.

 الاستعداد للحصول على مساعدة خارجية:

أحيانًا، قد يحتاج الشريكان إلى المساعدة لإعادة الأمور إلى نصابها، من خلال الاستشارات الفردية أو الزوجية. فلا عيب بتلقي المساعدة المتخصصة لمعالجة المشكلات المستمرة للعلاقة، إذ لا يستطيع الشريكان التعرف على كل شيء يسبب السمية في العلاقة.

يقدم مستشارو العلاقات وجهات نظر محايدة عادةً، ويدعمون الشريكين دون تحيز، ويعلمونهما استراتيجيات جديدة مختصة بالتعامل مع الصراع وحله، ما يجعل خلق الاستمرارية في العلاقة الصحية أمرًا سهلًا.

كيف يمكن المضي قدمًا من العلاقة السامة؟

إن إصلاح العلاقة السامة يتطلب الوقت والصبر والاهتمام. وتحدث معظم العلاقات السامة بسبب مشكلات طال أمدها في العلاقة الحالية، أو بسبب قضايا لم نتعامل معها في العلاقات السابقة. وقد تساعد هذه الخطوات في تغيير الأمور:

 يجب تجنب التفكير بالماضي:

تعد معالجة الأحداث القديمة طريقة لإصلاح العلاقة، لكن لا يجب أن يكون هذا هو التركيز الوحيد لكي تمضي العلاقة قدمًا. يجب مقاومة الإغراء الذي يسبب الرجوع باستمرار إلى السيناريوهات السلبية، فقد يجعل كلا الشريكين متوترًا ومحبطًا ثم سيرجعهما إلى نقطة الصفر.

 النظر إلى الشريك بتعاطف:

عندما يجد الشخص نفسه راغبًا في إلقاء اللوم على الشريك حول جميع مشكلات العلاقة، يجب أن يتراجع خطوة للوراء وينظر إلى الدوافع المحتملة وراء تصرف الشريك، وأن يسأل نفسه «هل مر مؤخرًا بفترة صعبة في العمل؟ هل توجد بعض المشكلات العائلية تثقل ذهنهم؟». ولا يبرر هذا التصرف السلوك السيء، لكنه قد يساعد على فهم المصدر له.

 البدء بالعلاج:

قد يكون الاستعداد للعلاج علامة تدل على أن إصلاح العلاقة أمر ممكن. ويُعد العلاج الزوجي نقطة بداية جيدة، لكن قد يكون العلاج الفردي أمرًا مفيدًا.

 البحث عن الدعم:

يجب البحث عن مصادر دعم أخرى مختلفة عن العلاج، مثل التحدث مع صديق قريب، أو مستشار يوثق به.

 ممارسة النقاش بطريقة صحية:

يجب أن يتعامل الشريكان مع بعضهما بلطف، وأن يتجنبوا السخرية والنكات الخفيفة.

 تحمل المسؤولية:

يجب أن يعترف كلا الشريكين بدورهما في خلق السمية بالعلاقة.

 الشفاء الفردي:

يجب لكلا الشريكين أن يحدد ما يحتاج إليه من العلاقة، وأين تنتهي حدوده.

توفر عملية إعادة بناء العلاقة المتضررة فرصة ممتازة لإعادة تقييم بعض الجوانب من العلاقة، مثل احتياجات التواصل والحميمية الجسدية.

 منح المساحة لتغير الآخر:

لن تتغير الأمور في ليلة وضحاها، بل يتطلب الأمر من الشريكين المرونة والصبر.

اقرأ أيضًا:

5 علامات تدل على أنك في علاقة سامة

كيف تتخلص من العلاقة السامة مع عائلتك؟

ترجمة: قيثارة درويش

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر