ما داء المشعرات؟

داء المشعرات «Trich»: هو عدوى شائعة منقولة بالجنس (STI). وفقًا لمركز التحكم بالأمراض والوقاية منها CDC، يحمل 3.7 مليون أمريكي هذه العدوى في أي وقت، ولحسن الحظ يمكن علاج العدوى بسهولة.

أعراض داء المشعرات

لا يسبب هذا المرض أعراضًا عادةً، فحسب ما ذكر مركز التحكم بالأمراض والوقاية منها، لا يشكو 30% من المصابين بداء المشعرات (من كلا الجنسين) و85% من النساء المصابات من أي أعراض على الإطلاق.

تظهر الأعراض بعد 5 إلى 28 يومًا بعد الإصابة بالعدوى بالرغم من أن بعض الحالات تستغرق وقتًا أطول.

في ما يلي أشيع الأعراض التي تظهر عند المصابات من النساء:

  •  المفرزات (الضائعات) المهبلية، التي قد تكون بيضاء اللون، أو رمادية، أو صفراء، أو خضراء، وعادةً رغوية المظهر مع رائحة كريهة.
  •  بقع دم مهبلية أو نزف مهبلي.
  •  حرقة تناسلية، أو إحساس بالحكة.
  •  احمرار المنطقة التناسلية أو تورمها.
  •  حاجة ملحة متكررة للتبول.
  •  ألم أثناء التبول أو الجماع.

داء المشعرات Trichomoniasis الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج - عدوى شائعة منقولة بالجنس - بقع دم مهبلية أو نزف مهبلي - حرقة تناسلية

على الجانب الآخر تطهر أشيع الأعراض عند الذكور على شكل:

  •  خروج مفرزات من الإحليل.
  •  حرقة أثناء التبول وبعد القذف.
  •  حتجة ملحة متكررة للتبول.

ما العامل المسبب لداء المشعرات؟

يحدث هذا المرض بسبب عضوية وحيدة الخلية من صنف الأوليات protozoa يُطلق عليها المشعرة المهبلية Trichomonas vaginalis. تنتقل هذه العضوية من شخص إلى آخر عبر الاتصال الجنسي.

تسبب المشعرة المهبلية عدوى في المهبل أو الإحليل أو كليهما عند النساء، وعلى الجانب الآخر، تقتصر العدوى عند الرجال على الإحليل. من الجدير بالذكر أن العدوى تنتشر بسهولة بعد بدئها عبر الاتصال الجنسي دون استخدام وسائل الحماية.

لا تنتشر المشعرة المهبلية عبر الاتصال الجسدي العادي مثل العناق أو التقبيل أو مشاركة الأطباق أو الجلوس على مقعد المرحاض، علاوةً على ذلك، لا يمكن أن تنتشر هذه العضوية عبر الاتصال الجنسي الذي لا يشمل الأعضاء التناسلية.

ما عوامل الخطورة للإصابة بداء المشعرات؟

تُقدر الجمعية الأمريكية للصحة الجنسية ومركز التحكم والوقاية من الأمراض حدوث مليون إصابة جديدة بداء المشعرات سنويًا. يزداد حدوث المرض عند النساء، إذ توجد 2.3 مليون مصابة بين عمري 14 و 49 سنة، يزداد معدل الإصابة بين النساء المتقدمات في السن مقارنةً مع الشابات.

أظهرت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي تخطين سن الأربعين يزداد احتمال إصابتهن كما ذكرنا سابقًا.

قد يزيد خطر الإصابة بداء المشعرات عند:

  •  تعدد الشركاء الجنسيين.
  •  حالة سابقة لمرض منقول بالجنس.
  •  عدوى سابقة بداء المشعرات.
  •  ممارسة الجنس دون استخدام واقٍ ذكري.

تشخيص داء المشعرات

تشبه أعراض داء المشعرات أعراض الأمراض الأخرى المنقولة بالجنس، لذا لا يمكن تشخيصه بناءً الأعراض فحسب، لذا من الأفضل زيارة الطبيب لإجراء فحص جسدي، وإجراء فحوص مخبرية في حال الشك بوجود عدوى.

قد تلزم بعض الاختبارات القادرة على تشخيص داء المشعرات، مثل:

  •  الزرع الخلوي.
  •  الاختبارات الضدية (ترتبط الأضداد عند وجود طفيلي المشعرة Trichomonas، ويدل تغير اللون على وجود العدوى).
  •  الاختبارات التي تكشف المادة الوراثية DNA للمشعرة.
  •  الفحص المجهري لعينات السائل المهبلي (عند النساء) أو مفرزات الإحليل (عند الرجال).

علاج داء المشعرات

يمكن الشفاء من هذا الداء باستخدام المضادات الحيوية. قد يوصي الطبيب بأخذ دواء الميترونيدازول metronidazole Flagyl أو التينيدازول tinidazole Tindamax، مع ضرورة الانتباه إلى الامتناع عن شرب الكحول في أول 24 ساعة من تناول الميترونيدازول أو في أول 72 ساعة من تناول التينيدازول؛ إذ قد يسبب حالة شديدة من الغثيان والإقياء.

يجب التأكد أيضًا من فحص الشريك الجنسي وإعطائه الدواء؛ فعدم ظهور الأعراض لا يعني عدم وجود العدوى. وعلى أي حال، يجب الامتناع عن الاتصال الجنسي مدة أسبوع بعد علاج كل الشركاء الجنسيين.

ما مآل المصابين بداء المشعرات؟

قد تستمر العدوى بداء المشعرات في غياب العلاج، وتشفى هذه الحالة عادةً في غضون أسبوع عند تقديم العلاج المناسب.

قد يصاب المرء مجددًا بداء المشعرات بعد تلقيه العلاج إذا لم يعالَج شريكه أو عند إصابة شريكه الجديد بالعدوى، لكن يمكن تخفيض احتمالات الإصابة من جديد عبر التأكد من علاج كل الشركاء الجنسيين. بالإضافة إلى وجوب الانتظار حتى زوال العدوى قبل استعادة النشاط الجنسي.

يوصى بالانتظار أسبوعًا واحدًا بعد تناول الأدوية قبل ممارسة الجنس ثانيةً.

يُفترض أن تزول الأعراض خلال أسبوع، وإذا استمرت أكثر من ذلك، يُنصح باستشارة الطبيب لإعادة الفحص واتباع خطة علاجية جديدة.
راجع طبيبك لإجراء فحوص الكشف عن المشعرات بعد ثلاثة أشهر على الأقل من تلقي العلاج.

يبلغ معدل نكس العدوى عند النساء 17% في الأشهر الثلاث التالية للعلاج. قد يحدث النكس بالرغم من تلقي الشريك للعلاج أيضًا، آذ ذُكرت حالات إصابة بالمشعرات تقاوم بعض الأدوية.

يمكن إجراء بعض الاختبارات بعد أسبوعين من العلاج مباشرةً، لكن لا يُعاد فحص الرجال عمومًا؛ بسبب نقص المعلومات التي تدعم إعادة اختبارات المسح لديهم.

هل هناك أي مضاعفات محتملة لداء المشعرات؟

قد تزيد الإصابة بهذا المرض فرصة الإصابة بباقي الأمراض المنتقلة بالجنس. يزيد التهاب الأعضاء الجنسية الذي تسببه المشعرات من احتمال الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV والأمراض الأخرى المنتقلة بالجنس، إذ يسهل نشر العدوى الفيروسية للآخرين أيضًا عند المصابين بداء المشعرات.

تُرافق داء المشعرات غالبًا حالات أخرى مثل السيلان البني والكلاميديا (المتدثرات) والتهاب المهبل الجرثومي. قد تسبب العدوى غير المعالجة الداء الحوضي الالتهابي PID، تشمل مضاعفات هذا الداء:

  •  انسداد قناة فالوب بسبب النسيج المتندب.
  •  العقم.
  •  الألم البطني أو الحوضي المزمن.

داء المشعرات وتأثيره على الحمل:

قد يسبب داء المشعرات اختلاطات مميزة عند الحامل، إذ قد يرفع احتمال الخداجة، أو ولادة طفل منخفض وزن الولادة. قد تنتقل العدوى إلى الطفل في أثناء عملية الولادة بالرغم من أنها حالة نادرة.

تقترح إحدى الدراسات ازدياد خطورة العجز العقلي عند الطفل في حال إصابة أمه بالمشعرات في أثناء الحمل.

من الآمن أخذ دوائي ميترونيدازول وتينيدازول في أثناء الحمل، إذ لم تُلاحظ أي آثار جانبية عند استخدامه.

تُنصح الحامل التي تشك بإصابتها بالمشعرات أو أي مرض آخر منتقل بالجنس أن تستشير طبيبها في أقرب فرصة ممكنة للوقاية من المضاعفات التي قد تصيبها وتصيب طفلها.

كيف تمكن الوقاية من داء المشعرات؟

لا تمكن الوقاية من هذا الداء تمامًا إلا بتجنب النشاطات الجنسية كافةً. يُنصح باستخدام الواقي الذكري المصنوع من اللاتكس عند الجماع الجنسي لتخفيض احتمالات التقاط عدوى المشعرات أو أي مرض آخر منتقل بالجنس.

اقرأ أيضًا:

هل يمكن أن يصاب الذكور العذارى بأمراض متناقلة جنسيًا؟

ربما لم تسمع بهذا المرض المنتقل بالجنس من قبل، والذي يمكن أن يسبب المقاومة الجرثومية القادمة

ترجمة: محمد ياسر جوهرة

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر