يعد الوارفارين أحد أدوية الخط الأول المانعة لتخثر الدم والسكتات، والتي استُخدِمَت منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو جزء من الأدوية التي تُعطَى لمرضى الرجفان الأذيني واضطرابات النظم. يباع الوارفارين تحت أسماء تجارية عدة مثل كومادين و جانتوفين، وقارنت دراسة جديدة بين الوارفارين ومضادات التخثر الأخرى المعروفة باسم مضادات التخثر الفموية ذات التأثير المباشر (DOACs) من حيث مدة الفاعلية والأمان عند مرضى الرجفان الأذيني واضطرابات النظم، وخلصت إلى أن مخاطر حدوث السكتات الدماغية الاسكيمية أو الانسدادات الوعائية الجهازية والحوادث النزفية عند أولئك المرضى الذين يتناولون DOACs أقل من أولئك الذين يتناولون الوارفارين.

ماذا وجدت الدراسة؟

أجرى باحثون في مدرسة بيريلمان للطب في جامعة بنسلفانيا دراسة على 55000 شخص يعانون من الرجفان الأذيني، ونشرت في 30 مارس في سجلات الطب الباطني، صرَّح مؤلف الدراسة الدكتور غدير هواس الحائز على الدكتوراة في علم الأوبئة والإحصاء الحيوي والمعلوماتية في مدرسة بيريلمان للطب لموقع healthline بأن النتائج التي توصلت إليها الدراسة تدعم استخدام مضادات التخثر الفموية ذات التأثير المباشر لمرضى الرجفان الأذيني، وأمراض القلب الصمامية، السكتات الدماغية الاسكيمية أو الانسدادات الوعائية الجهازية، إضافة إلى تقليل خطر النزف الناجم عنها، لذا تعد تلك الأدوية بديلًا آمنًا وأكثر فاعليةً من الوارفارين عند أولئك المرضى.

قد تكون مميعات الدم خيارًا أفضل من الوارفارين لمرضى الرجفان الأذيني - أدوية لعلاج مرضى الرجفان الأذيني - مضادات التخثر الفموية

تصريح آخر للدكتور سانجيف باتيل طبيب القلب في معهد ميموريال كير للقلب والأوعية الدموية في مركز أورانج كوست الطبي في وادي فالوتين بكاليفورنيا، لموقع healthline بيّن أن قوة هذه الدراسة تنبع من عدد المشاركين الضخم فيها، وأن نتائجها متسقة مع نتائج بحث سابق قارن بين الوارفارين و DOACs ، ويضيف أن DOACs تتفوق على الوارفارين في فاعليتها المضادة لتخثر الدم، وقلة إحداثها للنزف في الدماغ والجهاز الهضمي وفق ما عايشه في ممارسته.
ما هو الوارفارين؟

يُشتَق الوارفارين من نبات البرسيم الخام، ويعد جزءًا من العقاقير المسماة مضادات فيتامين ك vitamin K antagonists (VKAs)، وتملك هذه الأدوية فعاليةً عاليةً مضادةً للتخثر، لكن مخاطرها كثيرة تتمثل بالنزف الغزير، والتفاعل السلبي مع عدّة أطعمة وأدوية أخرى، واختلاف استجابة الناس للجرعات. بالإضافة إلى ذلك يمتلك الوارفارين نافذةً علاجيةً ضيقة، ويحتاج إلى 4-5 أيام ليبدأ تأثيره، ويجب إعطاء الجرعة بحذر للوصول إلى درجة التميّع المطلوبة دون إحداث نزف غزير.

وقد أوضحت الدكتورة فيكتوريا شين أخصائية القلب في مركز Torrance Memorial الطبي في تورانس بكاليفورنيا أن تناول الكومادين يتطلب إجراء اختبارات INR الدم شهريًا وتعديل الجرعة اعتمادًا على الحمية، وإضافة الأدوية الأخرى مثل المضادات الحيوية، ما يشكل تحديًا لبعض الناس، وبسبب شيوع الحالات الإسعافية الناتجة عن النزف الذي يسببه الوارفارين؛ قل استخدام الدواء بين مرضى الرجفان الأذيني.
كيف تختلف DOACs؟

تختلف DOACs عن الوارفارين من حيث آلية التأثير، فهي تثبط البروتينات المسؤولة عن التخثر، بينما يثبط الوارفارين استخدام الجسم لفيتامين K اللازم لصنع عوامل التخثر.

توجد العديد من أدوية DOACs توصف وتباع بمثابة بدائل لمضادات فيتامين K، مثل دابيغاتران (براداكسا)، ريفاروكسابان (إكساريلتو)، أبيكسابان (إيليكويس)، وإيدوكسابان (سافايسا).

خلص الباحثون في دراستهم الأخيرة بعد مراجعة قاعدة بيانات الرعاية الصحية المرتكزة على الممارسة، أن استخدام ريفاروكسابان وأبيكسابان كان مرتبطًا بفاعلية أكبر وحوادث نزفية أقل مقارنةً بالوارفارين، أما الدابيغاتران كان إحداثه للنزف أقل، ولكن فاعليته كانت مشابهة للوارفارين. ومع أن الآثار الإيجابية للـ DOACs عديدة، فإن تكلفتها كبيرة وتفوق الوارفارين بكثير، ويعد ذلك من أهم سلبيات هذه الأدوية. تأمَل الدكتورة شين أن تغطي شركات الضمان هذه الأدوية للمرضى ليحصلوا على فاعلية أعلى ومخاطر نزفية أقل.

اقرأ أيضًا:

هل يقلل تناول مضاد التخثر “وارفارين” من خطر الإصابة بالسرطان؟

ما هو الرجفان الأذيني ؟

ترجمة: هادي سلمان قاجو

تدقيق: نايا بطّاح

مراجعة: آية فحماوي

المصدر