يقول كاتب المقال نوح ليدرمان: ” أتساءل في نهاية كل رحلة متعبة تستمر عدة أيام: كيف كنت أستطيع الاستعداد بصورة أفضل؟ ففي أول نزهة ليلية خرجت إليها لم أكن أعرف خطر الملابس القطنية، إذ إن هذه الملابس عندما تبتل تظل رطبة ولا تعزل الجسم جيدًا، وذلك جعلني أصاب بانخفاض في الحرارة. بعدها بسنوات في رحلة أواخر الخريف، انخفضت درجات الحرارة بشدة لدرجة أن كيس النوم لم يعد مفيدًا في الحماية من درجات الحرارة التي قاربت درجة التجمد، مع أنه يتمتع بدرجة حرارة ظاهرية تعادل 30 درجة. إضافة إلى ذلك، فقد ارتكبت عدة أخطاء فادحة:

فشلت في حزم ملابسي وحقيبة نومي في كيس مقاوم للماء، ما أدى إلى تعرض كل أمتعتي لمياه المطر وبذلك زاد وزنها كثيرًا.

كذلك فقد نسيت إحضار حاوية ماء احتياطية، ما سبب لي مشكلة عندما تسرب الماء من الحافظة. وأيضًا، كان من المفترض أن أخطط لإيجاد مأوى احتياطي في أثناء المشي خلال العاصفة.

ولكن بعد كل تلك الأخطاء، وجدت العديد من الإجابات الهامة على سؤالي، وذلك سيساعدني على الاستعداد الجيد للمغامرات في المستقبل”.

في هذه المقالة، سيقدم لنا الكاتب نصائح من وحي تجاربه ومغامراته الكثيرة:

1- احمل معك المزيد من الماء:

الماء عنصر هام في أي نزهة تستمر عدة أيام، فبعد فترة قليلة من السير في الهواء الطلق اكتشفت أن ظهري كان مبتلًا بالماء وحافظة المياه فارغة تمامًا مع أنها لا تحوي ثقوبًا. لذا من الضروري دائمًا حمل كمية زائدة إضافية من الماء، ويفضل حمل حافظة مياه سهلة الاستخدام في أثناء المشي إضافة لحافظة مياه أخرى أكثر متانة في حال لم تفِ الحافظة الأولى بالغرض. من الضروري أيضًا معالجة وتعقيم المياه، إذ أحمل معي كاتادين ستيريبين، وهو جهاز لتنقية المياه يعتمد على الأشعة فوق البنفسجية التي تقتل الكائنات الدقيقة والفيروسات الأكثر شيوعًا. لكن هذه الأجهزة الإلكترونية قد تواجه بعض الأعطال أحيانًا، لذا آخذ معي خيارًا احتياطيًا من أقراص تنقية المياه أو مرشح خفيف الوزن مثل سوير سكويز.

في آخر رحلة لي، سرت عدة أيام في طريق يُسمى طريق الشيطان، يتضمن الحد الأدنى من التضاريس المسطحة مع خمس من أصل 35 قمة عالية في كاتسكيل (مجموعة جبلية تقع في جنوب شرق نيويورك يقصدها المغامرون لتجربة المشي والتسلق). كان من الصعب أن أحافظ على توازن الماء في جسمي، وبدأت أتشنج بعد عبور كل هذه الأميال. في مثل هذه الحالات، تعد أقراص الإلكتروليت أو علب المسحوق خيارًا جيدًا لأنها تشغل مساحة صغيرة جدًا في حقيبة الظهر وتمنحك الترطيب اللازم لجسدك وتضفي نكهة للماء.

2- خطط لوجباتك قبل الرحلة:

أخذت حصة كافية من التونة المعلبة، وتنقلت حاملًا أرطالًا من الفاكهة المجففة، ثم عدت إلى الديار مع نصف حقيبة غير مأكولة. لذا عليك الحرص على تنظيم وجباتك في حصص محددة وحمل حقائب خفيفة الوزن، ولكنني أنصح بحمل لوح كليف إضافي لأضمن ألا أمضي اليوم الأخير من الرحلة جائعًا (لوح كليف نوع من الأطعمة المصنعة يحتوي على مواد غذائية كثيرة ويستخدمه الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحصول على الطاقة بسرعة وسهولة، مثل الرحالين أو الرياضيين). رتب وجباتك وضع طعام الإفطار ثم الغداء والعشاء مع وجبة خفيفة، وإذا كنت تفضل تناول ألواح الطاقة ويكفيك منها اثنان يوميًا فلا تضاعف الكمية أو تحضر معك وجبات إضافية مع الألواح.

تعد الوجبات المجففة خيارًا جيدًا أيضًا، فكل ما يلزم لتحضيرها هو إضافة الماء الساخن مباشرةً إلى العلبة دون الحاجة إلى أدوات المائدة، لكن في المقابل يجب أن تحمل موقدًا صغيرًا لتسخين الماء. إذا كنت تفضل تخفيف الوزن، خطط لوجبات الطعام التي لا تتطلب موقدًا أو كثيرًا من التبريد، مثل وجبات الإفطار المكونة من الشوفان والفواكه المجففة والبذور والمشروب المنقوع البارد، وتستطيع أخذ وجبات غداء مكونة من زبدة الفول السوداني وسندويشات الجيليه المناسبة جدًا للرحلات إضافة إلى طبق تشاركوتيري للعشاء، وهو وجبة مؤلفة من لحوم مجففة وجبنة قاسية وخبز لذيذ وكيس صغير من الزيتون.

3- كن مستعدًا في حالة عدم إيجاد مأوى:

في أثناء عاصفة كاترينا منذ ستة عشر عامًا، خططت أنا وصديقي للوصول إلى كوخ على المنحدر، ولكن العاصفة جاءت شمالًا واقتلعت جسرًا فوق النهر فدفعتنا للجانب الخطأ وأجبرتنا على نصب خيمة على أرض موحلة ومنحدرة ومليئة بالأشجار والكثير من الأفاعي التي تبحث عن أرض جافة.

منذ ذلك الحين، أتنزه دائمًا حاملًا خيمة. وقد حاولت إيجاد حل لأخذ الخيمة المناسبة دون حمل وزن زائد، لذا حملت خيمة وزنها تقريبًا كيلوغرامان مخصصة لشخص واحد. في رحلتي الأخيرة حملت خيمة مخصصة لشخص واحد وزنها كيلوغرام واحد تقريبًا، أما صديقي فقد قرر إلغاء الخيمة بالكامل والاعتماد على الملجأ عند المنحدر، ولكنه وضع خطة احتياطية لأن مواجهة المشكلات في الطريق قبل نقطة الالتقاء يعني تأخرنا في الانطلاق وخسارتنا فرصة الوصول إلى الملجأ بسهولة. بنى صديقي مأوى لتغطية كيس نومه ومعسكره الصغير، مستخدمًا عصي الرحلات ومعطف النجاة وستة أوتاد وبعض الخيوط، وبقي جافًا أغلب الوقت مع أن المطر هطل ليلًا.

4- البس ثيابًا مناسبة:

بعدما أوشكت حرارتي على الانخفاض في أول رحلة لي في نيوزيلندا، أصبحت أحضر معي دائمًا متاعًا إضافيًا غير قطني، أي ثيابًا مصنوعة من مواد مثل البوليستر والنايلون والصوف. أيضًا، أحمل معي بعض الملابس الداخلية الطويلة، وثيابًا صوفية وقميصًا نظيفًا وملابس داخلية جديدة وجوارب إضافية وقبعة.

احرص على توضيب كل قطع الملابس تلك مع كيس نومك في حقيبة مقاومة للماء تحميها في حال المطر أو عبور النهر، لأن متابعة الرحلة بملابس مبللة ورطبة سيكون مزعجًا للغاية.

ستحتاج أيضًا إلى أغراض أساسية أخرى، ضع قليلًا من ورق الحمام في سحاب حقيبتك، إضافة إلى الإيبوبروفين والأدوية الأساسية الأخرى ومعدات الإسعاف الأولية، وأحضر مصباحين رئيسيين وولاعة وسكينًا وخريطة وبوصلة وملعقة وشوكة وكوبًا وبطانية فضية للطوارئ حتى لا تتجمد مع انخفاض درجات الحرارة، ولا تنس الحبل لتنزيل العبوات من المنحدرات الخطرة ورفع الحقائب.

اقرأ أيضًا:

تطوير نسيج مرن لإنارة الخيام بالطاقة الشمسية

كيف تحمي نفسك من الصواعق؟

ترجمة: حلا بوبو

تدقيق: عبد الرحمن داده

مراجعة: غزل الكردي

المصدر