يعد الاستثمار في الأسهم ذات القيمة الكبيرة تصنيفًا لأحد أنواع الاستثمار الذي يضم أسهم شركات ذات حصة سوقية كبيرة وتكون أيضًا أسهم قيمة. ولكن ما الشركات ذات الحصة السوقية الكبيرة؟ وما أسهم القيمة؟

تعرف الشركات ذات الحصة السوقية الكبيرة بالشركات التي تتجاوز حصتها السوقية قيمة 10 مليار دولار. أما أسهم القيمة فهي أسهم متداولة بسعر أقل من سعرها الحقيقي وفق تحليل أساسيات السهم (العوائد وتوزيعات الأرباح والمبيعات وغيرها)، وغالبًا يحصل مالك هذه الأسهم على توزيعات أرباح كبيرة نسبيًّا وتكون نسبة السعر إلى العوائد منخفضة.

تتناقض غالبًا أسهم القيمة مع أسهم النمو، إذ تستثمر شركات النمو أرباحها في نمو الشركة وليس في دفع توزيعات الأرباح لأصحاب الأسهم، وتكون نسبة السعر إلى العوائد مرتفعة، أي إن الأسهم ذات القيمة الكبيرة لا تشمل أسهم الشركات ذات الحصة السوقية الصغيرة.

معلومات مفتاحية:

  •  يشير مصطلح الأَسهم ذات القيمة الكبيرة إلى أسهم الشركات ذات الحصة السوقية الكبيرة (أكبر من 10 مليار دولار) وتكون أسهم قيمة أيضًا.
  •  غالبًا تكون الأسهم ذات القيمة الكبيرة أسهم شركات ناضجة ومستقرة تدفع توزيعات الأرباح باستقرار، ما يجذب المستثمرين الباحثين عن المخاطرة البسيطة.
  •  على غرار الاستثمار في جميع أسهم القيمة، على المستثمرين الحذر من مخاطر أسهم القيمة (فخ القيمة) ومن الأمور المالية المتدهورة المسؤولة عن انخفاض قيمة السهم.

ما الأسهم ذات القيمة الكبيرة - الشركات ذات الحصة السوقية الكبيرة - توزيعات الأرباح لأصحاب الأسهم - ارتفاع نسبة السعر إلى العوائد

فهم الأَسهم ذات القيمة الكبيرة

إن الأسهم ذات القيمة الكبيرة هي أسهم الشركات الكبيرة التي تكون قيمتها الحقيقية أكبر من قيمتها السوقية. ترتكز استراتيجية البحث عن أسهم القيمة بأقل من قيمتها الحقيقية والاستثمار فيها على الإيمان بأن السوق «أساء فهمها»، وأن سعر السهم سيتعافى ويرتفع، ما يعود بأرباح كبيرة للمستثمر. ولكن ما أسباب تقييم السوق الخاطئ لسعر السهم؟

توجد أسباب عديدة منها التغييرات الإدارية في الشركة، أو التغيير في الاستراتيجية التي تتبعها الشركة والتي لم تنعكس آثارها في السوق والأسعار بعد، والاضطرابات المؤقتة التي تصيب أسهم الشركة في السوق، أو انخفاض أرباح الشركة على نحو غير طبيعي.

بالنتيجة، يرى المحلل الذي يعمل على الأسهم شيئًا في مستقبل الشركة لم يره السوق بعد، ويؤمن المحلل أنه سيؤدي إلى ارتفاع أسعار أسهم الشركة عندما يتحقق هذا الحدث المستقبلي الإيجابي المثمر.

يمكن تحديد القيمة الحقيقية للسهم وفق نماذج للتقييم، مثل التدفق النقدي المخصوم والمضاعفات.

مخاطر الأسهم ذات القيمة الكبيرة

إن أحد أكبر مخاطر الأسهم ذات القيمة الكبيرة هو ما يُسمّى «فخ القيمة». تنبثق فكرة فخ القيمة من المبدأ الاستثماري الكلاسيكي الذي يقول إن الأسواق تعمل بكفاءة، فانخفاض سعر السهم يعني وجود سبب منطقي لانخفاضه، أي إنه لا يوجد ما سينقذ سعر السهم ويرفعه في المستقبل القريب كما يظن محلل القيمة (الذي يعتقد أنه الوحيد الذي يرى سببًا يلوح في أفق السوق من شأنه أن يرفع سعر السهم).

ينخفض السعر السوقي للسهم إلى ما دون سعره الحقيقي لأسباب عدة، فعلى سبيل المثال: قد يشعر العديد من أصحاب الأسهم بالقلق من إعلان الشركة لإفلاسها في حال كانت الشركة تتبع الفصل 11 من قانون الإفلاس الأمريكي بهدف الحماية من تبعات الإفلاس، يؤدي هذا القلق إلى بيع أصحاب الأسهم أسهمهم (ما يؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم)، ولكن هل ستنهار القيمة الحقيقية للسهم كما انهارت السوقية؟

إذا كانت ممتلكات الشركة كافيةً لدفع الالتزامات المترتبة عليها، ستبقى هنا القيمة الحقيقية موجودة، أي إنها لن تنعدم، وفي هذه الحالة قد تصبح القيمة الحقيقية للسهم أكبر من السوقية، ما يخلق فرصةً استثماريةً في أسهم ذات قيمة كبيرة.

اقرأ أيضًا:

ما المقصود بالمصرفي المستثمر؟

العقود اللاغية

ما هو التأثير المفرط؟

ترجمة: كميت خطيب

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: رزان حميدة

المصدر