يمتد العصب الزندي من العنق إلى اليد، ويساعد في السيطرة على العضلات والشعور بالأحاسيس في الساعد واليد والأصابع. تحدث متلازمة نفق الرسغ أو ما يعرف بانحباس العصب الزندي، عندما يُثار العصب الزندي أو ينضغط في الجزء الداخلي من المرفق، إذ يمكن أن يسبب العصب المضغوط أعراضًا شديدة وغير مريحة، وفي حال عدم العلاج قد يؤدي إلى ضعف عضلي وضمور.

تتألف الأعصاب من حزمٍ من الألياف المشابهة للأوتار، التي ترسل وتستقبل الرسائل بين الدماغ والجسم بواسطة تغييرات كيميائية وكهربائية في الخلايا.

يوجد ثلاثة أعصاب رئيسية في الذراع وهي العصب الناصف والعصب الزندي والعصب الكعبري. تنتج متلازمة النفق الزندي عن انضغاط العصب الزندي في المرفق، ولكن قد تحدث في مستويات أعلى من الذراع أو في الرسغ.

ما وظيفة العصب الزندي؟

ينتج الشعور الكهربائي عند اصطدام المرفق عن انضغاط العصب الزندي.

يسير العصب الزندي في نفق من الأنسجة يعرف بالنفق الزندي، الذي يسير أسفل نتوء عظمي في الجزء الداخلي من المرفق، ويعرف باللقيمة الناصفة، إذ تكون المسافة ضيقة ويوجد القليل من الأنسجة لحمايته، وتعد هذه المنطقة أشيع مكان لأذية العصب الزندي. يتابع العصب الزندي بعد اللقيمة أسفل العضلات في الوجه الداخلي من الساعد وصولًا إلى اليد وذلك من جهة الإصبع الصغير، وعندما يدخل إلى اليد، يتابع في نفق آخر يعرف بنفق غايون.

يساعد العصب الزندي على التحكم بعضلات أكبر في الساعد، منها العضلات التي تساعد في التقاط الأشياء، إضافة إلى الشعور بالإصبع الصغير ونصف الإصبع الرابع، والتحكم بالعديد من العضلات في اليد، التي تساعد في أداء العديد من الحركات، مثل الكتابة على لوحة المفاتيح والعزف على الآلات الموسيقية.

من المعرضون لخطر الإصابة بمتلازمة النفق الزندي؟

تزداد خطورة الإصابة عند:

  •  التهاب مفصل المرفق.
  •  ثني المرفق لفترة طويلة.
  •  النتوءات العظمية.
  •  الكيسات بالقرب من المرفق.
  •  خلع سابق في المرفق.
  •  كسر سابق في المرفق.
  •  تورم في المرفق.

لا تعني الإصابة بتلك الأمراض التطور الحتمي لمتلازمة النفق الزندي، ولكنها تزيد خطر الإصابة بها.

ما الفرق بين متلازمة النفق الزندي ومتلازمة النفق الرسغي؟

تؤثر متلازمة النفق الزندي في كل من الإصبعين الصغير والرابع، أما متلازمة نفق الرسغ، فتؤثر في الإبهام والسبابة والوسطى.

أسباب متلازمة النفق الزندي:

قد لا يتمكن الطبيب من معرفة السبب الحقيقي وراء متلازمة النفق الزندي، ولكن من الأسباب المحتملة:

التشريح: قد تثخن الأنسجة الرخوة فوق العصب الزندي مع مرور الوقت، وقد تزداد الكتلة العضلية، ما قد يمنع العصب من القيام بعمله، ويسبب ذلك متلازمة النفق الزندي.

الضغط: يمكن للاستخدام البسيط للمرفق مثل الاتكاء على مسند الذراع أن يضغط على العصب الزندي ما يجعل الشخص يشعر بخدر في ذراعه ويده وكل من الإصبعين الصغير والرابع.

الفرقعة: قد لا يبقى العصب الزندي في مكانه وقد يقفز فوق اللقيمة الإنسية عند تحريكه، ولكن تكرار هذه الحركة يهيج العصب.

التمدد: يسبب ثني المرفق لوقت طويل كما يحدث في النوم تمددًا زائدًا في العصب، ما قد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة النفق الزندي.

أعراض الإصابة بمتلازمة النفق الزندي:

تجب مراجعة الطبيب عند وجود الأعراض التالية لأكثر من ستة أسابع، أو في حال كانت أعراضًا شديدة.

قد يعاني الشخص خسارة في عضلات اليد عند الانتظار لوقت طويل من أجل العلاج. مع أن هناك عصبًا مضغوطًا، فإن الأعراض تتراجع بالعلاج.

من أعراض المتلازمة:

  •  صعوبة في تحريك الأصابع عند إصابتها بالتنميل والوخز.
  •  وجود الخدر في اليد والأصابع وغيابه.
  •  ألم في الوجه الداخلي من المرفق.
  •  وجود وغياب التنميل في اليد والأصابع.

يعد التنميل والألم في الوجه الداخلي من المرفق والخدر من أشيع أعراض متلازمة النفق الزندي، وتحدث عادةً عند ثني المرفق، والذي قد يحدث في أثناء:

  •  القيادة.
  •  حمل الهاتف.
  •  النوم.

تشخيص متلازمة النفق الزندي:

يبدأ الطبيب التشخيص عادةً بالسؤال عن الأعراض، ثم يطلب اختبارات مختلفة مثل:

  •  تحليل الدم للبحث عن السكري أو مشكلة في الغدة الدرقية.
  •  التخطيط الكهربائي للعضلات، ما يسمح برؤية عمل الأعصاب والعضلات المجاورة.
  •  الأشعة السينية للتحقق من النتوءات العظمية والتهاب المفاصل والأماكن التي يمكن أن تضغط فيها العظام على العصب.

ما الأسئلة التي قد يسألها الطبيب لتشخيص متلازمة النفق الزندي؟

  • ما هي الأعراض؟
  • ما مدة إصابة الشخص بالأعراض؟
  • ما الأدوية المُتناولة؟
  • هل يشعر المصاب بالخدر؟
  • هل تشعر بخدر وفقدان السيطرة على اليد والأصابع؟
  • هل يشعر المصاب بما يشبه الإبر؟
  • ما مدى سوء الألم؟
  • هل يمكن للشخص القيام بحركات مثل الكتابة؟
  • هل توجد إصابة سابقة بكسر أو خلع في المرفق؟

علاج متلازمة النفق الزندي:

يوجد علاجان للمتلازمة أحدهما جراحي والآخر غير جراحي، ويُفضل الأطباء عادةً البدء بالعلاجات غير الغازية وتشمل هذه العلاجات:

  •  التجبير أو وضع دعامة: يساعد ارتداء دعامة مُبطنة أو جبيرة في أثناء النوم على إبقاء المرفق مستقيمًا.
  •  التمرين: قد تساعد تمارين انزلاق العصب في جعل العصب الزندي ينزلق بسهولة في النفق الزندي، وقد تمنع هذه التمارين حدوث صلابة في اليد والرسغ.

من التمارين التي يمكن القيام بها الحفاظ على الذراعين مرفوعتين أمام الجسم ومد المرفق، ثم ثني المعصم والأصابع نحو الجسم، بعد ذلك إبعادهم عن الجسم وثني المرفق. يقوم الطبيب بالتحقق من كون تمارين الانزلاق مناسبة للمصاب.

  •  علاج اليد: للمساعدة على تعلم طرق جديدة لتجنب تطبيق ضغط على العصب الزندي.
  •  مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: قد تساعد الأدوية مثل الإيبوبروفين (أدفيل وموترين)، لأنها تخفف التورم حول العصب وتقلل الألم الناجم عن متلازمة النفق الزندي.

سينصح الطبيب بإجراء عملية جراحية في حال عدم نجاح العلاجات غير الجراحية، لأن العصب يكون مضغوطًا بشدة أو لأن الضغط سبب ضعفًا عضليًا، إذ توجد القليل من العمليات التي يمكن القيام بها ومنها:

  •  تحرير النفق الزندي: يتألف سقف النفق من رباط وتقوم هذه العملية بقطع الرباط لتوسيع النفق وإنقاص الضغط المُطبّق على العصب الزندي، إذ ستنمو أنسجة جديدة مكان الرباط المقطوع.
  •  تغيير مكان العصب الزندي الأمامي: في هذه العملية يُنقل العصب الزندي من خلف اللقيمة الأنسية إلى أمامها ليصبح أقرب إلى الجلد. توقف هذه العملية انضغاط العصب على العظام.
  •  جراحة اللقيمة الأنسية: يُنزع في هذه العملية جزء من اللقيمة الأنسية لتحرير العصب.

تُجرى هذه العلميات دون الحاجة إلى إقامة في المستشفى، ولكن قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى ليوم واحد، وقد يحتاج إلى ارتداء دعامة على الذراع لأسبوعين أو ثلاثة، وقد يحتاج إلى علاج فيزيائي لاستعادة القوة والحركة.

لا تضمن الجراحة الشفاء الدائم من متلازمة النفق الزندي، ولكن النتيجة عادةً ماتكون إيجابية.

كم يستغرق الشفاء من الإصابة بمتلازمة النفق الزندي؟

قد يستغرق الأمر عدة أشهر لأن شفاء الأعصاب ليس بسرعة شفاء الأجزاء الأخرى من الجسم.

كيف يمكن التقليل من خطر الإصابة بمتلازمة النفق الزندي؟

يبدو من الصعب منع الإصابة بالمتلازمة، ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة بها عن طريق:

  •  تجنب الاتكاء على المرفق.
  •  تجنب تطبيق ضغط على الوجه الداخلي من الذراع.
  •  عدم إسناد وإرخاء المرفق على طاولة الحاسوب عند الاستخدام المتكرر والحفاظ على الكرسي بمستوى مرتفع.
  •  إبقاء المرفق ممدًدا في أثناء النوم.
  •  الابتعاد عن الأشياء المسببة لعطف اليد لفترة طويلة.

ماذا يحدث عند عدم علاج متلازمة النفق الزندي؟

يعاني المصاب عند عدم علاج متلازمة النفق الزندي ما يُعرف بالضمور أي فقدان العضلات في اليد، إذ تضعف العضلات وتظهر العظام واضحة في اليد ولا تستطيع القيام بعملها بشكل صحيح.

متى يجب التواصل مع الطبيب؟

يجب التواصل مع الطبيب عند استمرار الأعراض لأكثر من ستة أسابيع، أو عندما تكون الأعراض شديدة، لأن المتلازمة ستسبب ضمورًا وضعفًا في العضلات وغياب الرشاقة ومزيدًا من الألم.

الأسئلة المتعلقة بمتلازمة النفق الزندي والتي يجب على المريض طرحها على الطبيب:

  •  ما سبب المتلازمة؟
  •  ما العلاجات غير الجراحية التي يجب على المريض تجربتها؟
  •  هل يحتاج المريض إلى جراحة؟
  •  هل يجب عليه البقاء في المستشفى بعد إجراء الجراحة؟
  • هل يحتاج لعلاج فيزيائي؟
  •  كم يستغرق شفاء العصب من الإصابة؟

اقرأ أيضًا:

إصابة العصب الكعبري: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ميزة تشريحية في أذرعنا تثبت أن البشر ما زالوا يتطورون

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: نور حمود

المصدر