ما الصورة التي نمتلكها عن حياة الديناصورات؟ هل كان حجمها صغيرًا أم كبيرًا؟ هل كانت كائنات لاحمة أم عاشبة؟ هل كان موتها نتيجة للشيخوخة أم بسبب الأمراض أم الافتراس؟

يقول البروفيسور بول باريت، رئيس قسم حفريات الفقاريات في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، إن ثم ارتباط لافت للنظر بين طريقة تحديد عمر كل من الديناصورات والأشجار.

هل يمكن حساب أعمار الحيوانات المنقرضة؟

وفقًا لباريت، يمكننا معرفة الزمن الذي يستغرقه الحيوان لبلوغ مرحلة اكتمال الحجم، أو سن البلوغ، لكن ليس العمر الذي يعيشه هذا الكائن بوصفه حيوانًا بالغًا. إذ لا توجد طريقة دقيقة لتحديد المدة التي يعيشها بعد اكتمال حجمه، لكن توجد صفة مشتركة لاحظناها في الديناصورات دون سائر الحيوانات، أنها تموت في أثناء مرحلة نموها.

تبلغ الثدييات مرحلة البلوغ وتعيش عدة سنوات بعدها. أما الديناصورات فهي غالبًا تبلغ سن الإنجاب وتبدأ بالتكاثر، لكنها تموت قبل الوصول إلى أقصى حجم ممكن لها.

هل تواصل الديناصورات النمو؟

على الأرجح ليس إلى الأبد. مع أن كائنات مثل التماسيح تواصل النمو ببطء طيلة عمرها، يتوقف نمو الديناصورات عند مرحلة عمرية معينة. لكل نوع من الديناصورات حد أقصى للحجم الذي يمكن أن يبلغه الكائن، لكنها غالبًا لا تبلغ هذه المرحلة، فهي تعيش وتنمو بسرعة، وتموت أيضًا بسرعة.

هل تمكن معرفة سرعة نمو الديناصورات؟

يمكن ذلك بواسطة الحلقات الموجودة في عظامها، بأخذ العظم وقطعه وفحصه مجهريًا لرؤية الأنسجة المكونه له، يقول باريت: «نعلم من عملنا على الكائنات الحية الأخرى أن بعض الأنسجة تترسب بشكل معين في العظام في أثناء النمو سريعًا، في حين تترسب بصورة مختلفة في العظام التي تنمو نموًا بطيئًا».

«تحدث انقطاعات في النمو كل عام نتيجة للعوامل الموسمية مثل التغيرات في درجة الحرارة وطول النهار وغير ذلك، لذلك تكوّن العظام حلقات تشبه حلقات الأشجار، وبعدّ تلك الحلقات يمكن حساب السنين التي نما فيها الكائن. وكما في حلقات الأشجار، يشير اتساع الحلقات إلى سرعة نمو الحيوان، إذا كان معدل النمو سريعًا فستكون الحلقات متسعة، أما إذا كان النمو بطيئًا فستكون الحلقات أضيق».

يمكن القول إن ذلك ينطبق على جميع الحيوانات. عمومًا، كلما كان الحيوان أكبر حجمًا كان عمره أطول، لذلك تعيش الحيوانات كبيرة الحجم عمرًا طويلًا مقارنةً بالحيوانات الصغيرة.

لكن الكثير من الحيوانات تموت قبل الوصول إلى أقصى عمر ممكن لها، لأسباب مثل الأمراض وضربات البرق والاصطدام بالأشجار أو السقوط والغرق في الفيضانات.

أيضًا تموت الحيوانات بسبب المجاعات، وبسبب نقص المياه والغذاء في مواسم الجفاف، وبسبب الأمراض والافتراس، أو بلوغها سنًا يصعب فيها أداء الوظائف الحيوية مثل المضغ أو الهضم.

كم المدة التي كانت تعيشها الديناصورات؟

تستغرق الديناصورات الصوربودية الكبيرة نحو 30 – 35 سنة لبلوغ أقصى حجم ممكن لها، وبافتراض أنها استطاعت النجاة حتى تلك المرحلة فستعيش لسنوات قليلة بعدها، فتتراوح أعمارها من 30 إلى 50 عامًا، في حالة الديناصورات الضخمة.

أما الديناصورات صغيرة الحجم، مثل ديناصورات أورنيثوبود، فتصل إلى حجم جسمها الكامل في نحو أربع أو خمس سنوات. لكنها تموت بعمر ثلاث أو أربع سنوات، ما لم تكن محظوظة إلى درجة النجاة في الظروف المحيطة.

هل يُعد هذا الاكتشاف مفاجئًا؟

اعتدنا التفكير أن الديناصورات كانت تعيش لفترات طويلة جدًا. إذا رجعنا إلى ما كُتب عن الديناصورات قبل 50 سنة، فسنجد أنهم افترضوا أن أعمار الديناصورات كانت مقاربة لأعمار التماسيح الكبيرة والسلاحف، إذ اعتقدوا أن الديناصورات كانت تستغرق نحو قرن لبلوغ تلك الأحجام، لكن الاكتشافات الأحدث تخبرنا أن الديناصورات كانت تنمو سريعًا جدًا، ومن ثم لم يكن من الممكن أن يعيش الديناصور 100 عام.

إنه اكتشاف مفاجئ نوعًا ما، أن أكبر الديناصورات حجمًا لا يتجاوز عمره 50 عامًا، بالنظر إلى الحيوانات الضخمة الموجودة اليوم مثل الفيل والحوت الأزرق، التي يقترب عمرها من عمر الإنسان، أي أكثر من 70 سنة. مع ذلك فإن الديناصورات بالغة الضخامة، التي قد يصل حجم الواحد منها إلى 10 أضعاف حجم الفيل، لم تكن تصل إلى هذا العمر.

اقرأ أيضًا:

كيف أدى اصطدام كويكب بالأرض إلى انقراض الديناصورات؟ وهل يمكن أن يحدث ذلك ثانية؟

انقراض الديناصورات كان بسبب تغير في فيزياء الكون

ترجمة: ياسين أحمد

تدقيق: غفران التميمي

المصدر